Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر December 27, 2021
A A A
ماذا جاء في افتتاحية “الأنباء”؟
الكاتب: الأنباء

اللبنانيون بانتظار ما سيقوله لهم الرئيس ميشال عون عبر الشاشة اليوم، ورفض قوله من بكركي بعد مشاركته البطريرك الماروني بشارة الراعي قداس عيد الميلاد.

بالطبع سيتحدث عن الأزمة الحكومية، وعن التحقيق بتفجير مرفأ بيروت، من قبيل التوصيف، لا من قبيل الاتهام، ومن حدود تبريره للبطريرك مآل الأمور بقوله إن «هناك ما هو أكبر من قرارات الدولة، يسير الأمور».

وتستبعد المصادر المتابعة أن يجيب الرئيس عون عن انتقادات الراعي لتعطيل الحكومة، وتصويبه على ثنائي ««حزب الله وأمل»، داعيا إلى رفع غطاء الشرعية عن كل من يسيء إلى وحدة الدولة والشراكة الوطنية، على الرغم من اتساع دائرة التباينات بين الرئيس عون وصهره جبران باسيل من جهة، وبين «حزب الله» من جهة ثانية، ما يعني أن أي إجابة واضحة من جانبه مستبعدة، لأن ما يدركه اللبنانيون تماما هو أن التحديات السياسية والإعلامية المتبادلة، بين الأحزاب والقوى السياسية، مجرد معارك وهمية وصناعة اعداء وهميين، هدفها شد العصب الطائفي، أو الحزبي على أبواب الانتخابات الموعودة، في أيار المقبل، إضافة الى فتح بازار جديد، من مقايضة لأوراق العهد العوني المتساقطة، مع الحليف القوي، تبدأ بفتح دورة استثنائية لمجلس النواب مقابل تجديد التحالف على مستوى الانتخابات النيابية والرئاسية.

وبمعزل عن المهاترات التي حصلت أو ستحصل، فأهل السلطة في لبنان أتقنوا الأدوار على المسرح المكشوف أو خلف الكواليس، فخطوط التواصل قائمة ومثلها لعبة الكلام، أما الغضب الذي يطفو على السطح احيانا، فإما أن يكون ناجما عن سوء فهم لموقف الآخر، كغضب جبران باسيل الذي يتحضر الآن للهجوم المضاد على الشريك في «تفاهم مار مخايل»، ظنا منه أن تفاهما حصل، بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على تطيير الطعن الذي تقدم به أمام المجلس الدستوري على التعديلات التي أدخلها مجلس النواب على قانون الانتخاب، وإما أنه وجدها فرصة لإرضاء جمهوره الحانق على واقع الحال الناجم عن تحالفه مع «حزب الله».

المصادر المتابعة ترى فيما سيقوله الرئيس عون اليوم وما سيقوله رئيس تياره جبران باسيل في الثاني من كانون الثاني، وجهين لعملة واحدة، غايتها الظاهرة استعادة زمام شارعه المتفلت، وهدفه المضمر تجديد «تفاهم مار مخايل» بتوقيع جبران باسيل هذه المرة.

والسؤال هنا، هل في وارد «حزب الله» توقيع تفاهم جديد يلزمه بدعم جبران باسيل نيابيا ورئاسيا، متخطيا بذلك ارتباطاته الأخرى، مع الرئيس نبيه بري من جهة، ومع سليمان فرنجيه من جهة اخرى؟

البعض يعتقد أن الحزب بات أسير حالة سياسية اوجدها بنفسه، بحيث بات لا يبدو قادرا على التخلي عن الحليف العوني ولا الحليف العوني قادرا على التخلي عن دعم الحزب له بعدما بات موحودا في محيطه، ما ينطبق عليه المثل القائل «وافق شن طبقة».

من جانبه، توقع موقع الأنباء الناطق باسم «الحزب التقدمي الاشتراكي» أن يفجر عون اليوم قنبلة من العيار الثقيل تمهيدا لطرح «معادلة جديدة» حيث سيتطرق إلى كل المطبات التي رافقت عهده منذ العام 2016 حتى اليوم.

لكن المصادر المتابعة واثقة بأن الرئيس عون سيحافظ على خط الرجعة مع الحزب، رهانا على مقبل الأيام الانتخابية بشطريها النيابي والرئاسي، مراعيا الهدف من إطلالته وهو شد العصب الشعبوي لصالح تياره وفي ذات الوقت الإيحاء لحزب الله بأنه اي الحزب لا يستطيع الاستغناء عنه.

وفي هذا الصدد، يقول جان عزيز المستشار الإعلامي السابق للرئيس عون ان كل ما يجري متفق عليه، وأن الحزب أبلغ باسيل ان بوسعه أن يقول عنه ما يشاء اذا كان ذلك يعزز موقفه مسيحيا «وأنك أكثر مما قلت يوما بأنه لا خلاف ايديولوجيا بينك وبين إسرائيل وماشي الحال».

وأشار عزيز في حديث لقناة «أو تي في»، التابعة للتيار الحر ذاته، الى أن هناك عملية توزيع ادوار حتى مع الرئيس بري الذي تحاصص مؤخرا مع باسيل في تعيينات المجلس الأعلى للجمارك.