Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر October 19, 2017
A A A
ماذا بعد سقوط الرقة
الكاتب: روسيا اليوم

أندريه ياشلافسكي في صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” يتطرق إلى انعكاسات سقوط الرقة على تطور الأحداث في سوريا.
*

أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة عن سيطرتها الكاملة على مدينة الرقة، التي كانت تعدُّ “عاصمة” ما يسمى “الدولة الإسلامية”. وقد تمكنت القوات المهاجمة من استعادة ملعب ومستشفى المدينة، وهما آخر معقلين كبيرين للإرهابيين فيها.

وأعلن المتحدث باسم “قسد” يوم 17 تشرين الأول الجاري عن انتهاء عملية تحرير المدينة، التي استمرت أربعة أشهر؛ مشيرا إلى أن الوقت قد حان لتطهيرها من خلايا الجهاديين النائمة ومن الالغام والعبوات المتفجرة.

وكان “داعش” قد سيطر على المدينة في مطلع عام 2014، وأعلنها عاصمة لدولة “الخلافة”، التي بدأ أنصارها وعوائلهم يتوافدون إليها من مختلف بقاع العالم. ثم بدأت عملية تحرير المدينة في تشرين الثاني 2016 بدعم من التحالف الأمريكي، ليتم اختراق أول خط دفاعي لـ “داعش” في شهر حزيران من العام نفسه.

يقول كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق بوريس دولغوف بشأن تحرير المدينة:
– هذا حدث مهم لأن الرقة كانت تعدُّ “عاصمة” لـ “دولة الخلافة” في سوريا. ولكن ماذا تعني في سياق النزاع السوري؟ أعتقد أن لاستعادة الرقة عدة أهداف. أولا، هو حدث مهم في محاربة “داعش”. وثانيا، تسيطر على عموم المدينة والمحافظة عمليا التشكيلات الكردية المسلحة، التي تعمل وفق مصالح الولايات المتحدة. والحديث هنا عن المناطق التي تعدُّ نسبة السكان الكرد فيها صغيرة، مقابل الغالبية السنية فيها. كما تشير الأنباء إلى أن مئات المسلحين غادروا المدينة محتمين بالمدنيين بالاتفاق مع الأمريكيين والكرد. وهؤلاء سوف يستمرون في نشاطهم الإرهابي.

ولذا، فإن تحرير الرقة، الذي سينعكس على تطور النزاع السوري، لن يؤدي عمليا إلى انتهاء النزاع التام. فالعمليات الحربية ستستمر حتى بعد القضاء على تشكيلات “داعش” المسلحة، بسبب وجود خلايا نائمة ستستمر في نشاطها الإرهابي. كما سيغادر بعض المسلحين مناطق سوريا إلى بلدان أخرى مثل أفغانستان وليبيا وآسيا الوسطى، وقسم آخر إلى أوروبا الغربية كلاجئين، بحسب قادة “داعش”.

أي إن لاستعادة الرقة تأثيرا دعائيا كبيرا، لأن النزاع المسلح في سوريا متنوع، ومحاربة “داعش” هي أحد أنواعه، حيث إن هناك عشرات الألوف من المسلحين لا يقاتلون في صفوف “داعش”، بل ينتمون إلى مجموعات يصنفها الغرب كـ”معارضة معتدلة”، وهي تحارب ضد النظام السوري. وبعض هذه المجموعات تشارك في مفاوضات أستانا، ولكنها في الواقع لا تنفذ دائما الاتفاقات، التي يتم التوصل اليها في هذه المفاوضات، وتستمر في القتال. وهؤلاء لا يشكلون خلفية جيدة للعملية السياسية.
*

ترجمة وإعداد كامل توما