Beirut weather ° C
تاريخ النشر August 7, 2018
A A A
مادورو.. من “سائق حافلة” إلى رئيس لفنزويلا
الكاتب: الخليج اونلاين

بعد شهرين من فوزه بولاية ثانية، وجد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو نفسه مستهدفاً في أحد الخطابات الجماهيرية خلال حفل عسكري بالعاصمة كاراكاس.

علامات استفهام وُضعت خلال الساعات الأولى حول محاولة الاغتيال الفاشلة، أجاب عنها مادورو باتهام الولايات المتحدة وكولومبيا بالوقوف وراء الأمر.

من هو نيكولاس مادورو؟

كان سياسياً وسائق حافلة لم يكمل مساره التعليمي، فقد توقف بمجرد حصوله على الشهادة الثانوية، قبل أن يصبح رئيساً للبلاد، بعد انتخابه خلفاً لهوغو شافيز في 15 نيسان 2013.

انتُخب عضواً في الجمعية الدستورية ثم عضواً في الجمعية الوطنية ثم رئيساً لها عام 2005، قبل أن يُعيَّن وزيراً للخارجية سنة 2006 إلى وفاة شافيز عام 2013، وكان قد عُيّن نائباً للرئيس عام 2012.

وظهر مادورو في صدارة الشاشة السياسية بفنزويلا منذ بدء الأزمة الصحية التي مرَّ بها شافيز، الذي كان يعالج من مرض السرطان في كوبا.

وفي ذلك الوقت، قال شافيز إن مادورو هو المخول له دستورياً تسيير أمور الرئاسة حتى الانتخابات القادمة، في حال لم يستطع القيام بمهامه؛ بل إنه طلب من الشعب انتخابه رئيساً للبلاد.

إنجازاته السياسية

نجح مادورو في الإسهام بنشاطه السياسي في الإفراج عن شافيز من السجن عام 1992، بعد محاولته الانقلابية الفاشلة على الرئيس كارلوس بيريس.

وثاني إنجازاته تمثّلت في العمل منسقاً سياسياً إقليمياً للحملة الانتخابية للرئيس الفنزويلي الراحل عام 1998، وهذا فتح له أبواب السياسة، حيث انتُخب عضواً في مجلس النواب عام 1998.

وفي منتصف نيسان 2013، أعلن المجلس الوطني للانتخابات فوز مادورو بفارق ضئيل عن منافسه مرشح المعارضة إنريكي كابريليس، في الانتخابات الرئاسية، ليخلف شافيز.

وفي الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 20 أيار 2018، فاز بفترة رئاسية جديدة، بحصوله على 68% بعد فرز 93% من الأصوات، وفقاً للمجلس الوطني للانتخابات في فنزويلا.

العداء من واشنطن

اللافت في الأمر أن مادورو تحدّث قبل شهر بالضبط (5 حزيران ) عن هجوم أميريكي محتمل على بلاده؛ بسبب موقف الرئيس دونالد ترامب منه.

ودعا الرئيس الفنزويلي العسكريين للاستعداد لصد العدوان الأميركي، بعد أن وردت في وسائل الإعلام أنباء عن تحدّث ترامب عن “إمكانية غزو الجمهورية”.

وبعد فوز مادورو بولاية ثانية ستبقيه فى السلطة حتى 2025، واجهت فنزويلا مزيداً من العزلة الدولية وخطر تفاقم أزمتها الاجتماعية والاقتصادية، وسط إدانات دولية.

العداء بين الدولتين ليس حديثاً؛ إذ إن الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أصدر أوامر بتمديد قانون يعتبر فنزويلا “تهديداً فوق العادة” للأمن القومي الأمريكي.

وتدهورت العلاقات بشكل سريع بعدما ألقى مادورو باللوم على الولايات المتحدة في التخطيط لمجموعة من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها البلاد.

كما أن الرئيس الفنزويلي اتهم مؤخراً، الولايات المتحدة بالعمل مع جماعات معارضة محلية للقيام بانقلاب، وصفته واشنطن بـالاتهام “السخيف”.

وتعيش فنزويلا مرحلة حرجة؛ على خلفية نقص السلع وارتفاع معدلات التضخم وتراجع إيرادات الدولة بسبب هبوط أسعار النفط، التي تشكل المورد الأساسي لهذا البلد.