Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر November 28, 2016
A A A
لِـمَ تمجيد النازية؟
الكاتب: نقلاً عن روسيا اليوم

تطرقت صحيفة “أرغومينتي أي فاكتي” إلى موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار قدمته روسيا بحظر تمجيد النازية، مشيرة إلى أن 131 دولة صوتت لمصلحة القرار وامتنعت 48 عن التصويت. وسألت الصحيفة:

لماذا رفضت الولايات المتحدة وأوكرانيا وجمهورية بالاو (دولة مرتبطة بالولايات المتحدة) قرار حظر تمجيد النازية؟
يقول المدير العلمي للجمعية العسكرية – التاريخية الروسية، الدكتور ميخائيل مياغكوف إن هذه المرة، ليست الأولى، فـ “الولايات المتحدة وحلفاؤها خلال سنوات عديدة تصوت تقليديا ضد القرارات المماثلة. وفي الواقع هناك ما يخسرونه: أوكرانيا مثلا تبني استقلالها على اتجاه واضح معاد لروسيا. وبالطبع فهي في التاريخ الحديث أكثر الدول بروزا في هذا المجال، حيث تمجد عاليا “أبطالا” مثل ستيبان بانديرا ورومان شوخيفيتش، اللذين ساعدا النازيين والجلادين الهتلريين، الذين قتلوا المدنيين بالجملة وبقسوة. لقد قتلوا البولنديين والأوكرانيين والروس على حد سواء. فهل يمكن تصور أن أوكرانيا تصوت لمصلحة قرار ضد النازية؟ من الصعب جدا؛ لأن هذا يعني أن عليها التخلي عن الأبطال الجدد، وعن هويتها التي تبنى بصعوبة.

%d9%84%d9%90%d9%80%d9%85%d9%8e-%d8%aa%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b2%d9%8a%d8%a9%d8%9f
كما أن التخلي عن الأبطال الجدد يعني الاعتراف بتاريخ وقيم مشتركة مع روسيا في حين أن أوكرانيا تخاف اليوم من هذه الخطوة؛ لأنها في مقدمة هستيريا معاداة روسيا، التي تموَّل بسخاء من قبل الغرب.
وعموما، بمعاداة روسيا، وضعت أوكرانيا نفسها في مأزق ليس بإمكانها الخروج منه. والشيء نفسه يقال عن الولايات المتحدة، حيث إن التصويت لمصلحة القرار يعني الاعتراف بأنها كانت حليفة للاتحاد السوفيتي خلال سنوات الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا الهتلرية. والنخبة الأمريكية لا ترغب بفعل ذلك في الوقت الحاضر؛ لأن هناك وجهة نظر مخالفة، وهي أن الولايات المتحدة هي التي لعبت الدور الرئيس في الانتصار على الفاشية وليس الاتحاد السوفيتي وروسيا كوريثة شرعية له.
بالطبع، فإن هذه الاتجاهات خطيرة جدا. فأوكرانيا التي تعادي روسيا تسير مباشرة في اتجاه تبرير النازية. والولايات المتحدة التي ترغب في تشويه التاريخ، مستعدة لتجاوز القيم الإنسانية، وعلى الأقل لغض النظر عن جرائم النازيين.