Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر January 14, 2021
A A A
ليس بالوعود وحدها “يحيا” اللبنانيون!
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

لا يمكن لأي وصف في العالم ان يُترجم ما يمرّ به اللبنانيون فأحوالهم لا يحسدون عليها بتاتاً على الأصعدة كافة.
ها هي الوعود تطوف عليهم من كل حدب وصوب وكم هي كثيرة ولا يفي المسؤولون بها ولو بقدر ضئيل، فباتت لقمة عيشهم مهددة ويتسولون كالشحادين على أبواب الصيدليات علّهم يحصلون على حفنة من الأدوية، ويمنع عليهم ان يأخذوا من على رفوف السوبرماركت أكثر من منتوج واحد ويهوّلون عليهم كل يوم بان أمنهم الغذائي مهدد فيهرعون لابتياع حاجياتهم خوفاً من الجوع ولا نبالغ ان قلنا اننا سلكنا طريق الجوع لا مُحال!
هذا عدا عن الكهرباء وقد اصبحنا في العام 2021 و”على الوعد يا كمون” بتأمينها، وما “زاد الطين بلّة” وباء كورونا الفتاك الذي استشرس في معظم البيوت اللبنانية وكأنه كان ينقصنا ليزيد من مصائبنا فمشهد المواطنين الذين ينتظرون في غرف الطوارئ بتنا نشاهده يومياً علّها “تفرج” وتشغر بعض الأسرّة كي يتمكن الجميع من تلقي العلاج، أيجوز ذلك؟
أيعقل ان رب الاسرة في لبنان يتعذر عليه تعليم أولاده نظراً لغلاء الاقساط فيما تدنى مستوى القدرة الشرائية للمواطن حتى اصبح يشتري الاساسيات ويقول وداعاً للكماليات؟ أيعقل ان تتفرج هذه السلطة السياسية التي “أكلت الاخضر واليابس” في هذا الوطن الحبيب على مآسينا وكأن شيئاً لم يكن ولا يرف لها جفن وتتنصل من مسؤولياتها وتتقاذف التُهم حتى بتنا نتساءل من هو الصادق ومن الكاذب؟
كفى استهتاراً بحقوق اللبنانيين، كفى بيعهم وعوداً لن تتحقق ولو بعد دهر أو دهور نحن في عنق الزجاجة والحلول الأرضية انتهت وعلى السماء ان تقدّم حلولها واننا نعيش صراحة في القعر ونحتاج الى معجزة لا بل معجزات تنشلنا من هذه الأوضاع الرديئة التي ما ألفناها سابقاً!
وعدوا اللبنانيين بتشكيل حكومة تقوم بالاصلاحات الفورية والضرورية وهذا ما ينادي به المجتمع الدولي كشرط لتقديم المساعدات وحتى الساعة لا بصيص أمل في أن تولد وكل المعطيات تشير الى أن الملف الحكومي عاد الى نقطة الصفر.
وعدوا اللبنانيين بوضع خطة اقتصادية تجتث الخلل من اقتصادنا من جذوره وتؤمن فرص عمل للشباب والشابات ولم يفلحوا!
ينادون بالاصلاح وهم في المقلب الآخر يعرقلون تشكيل حكومة كرمى لمقربين وكأن بلدنا يمكن أن يحتمل كل هذا التأخير.
أين أنتم من وعودكم وهل تعرفون بحسب الطريقة اللبنانية أن “الوعد بلا وفاء عداوة بلا سبب”؟ نعم العداوة بين الشعب والمسؤولين أصبحت واضحة، اللبنانيون لم يعد لديهم ثقة بمؤسساتهم وبمسؤوليهم وخاب ظنهم كثيراً لدرجة باتوا يقولون “راح الوطن”.
نسمع ان “أيوب صبر على عذاباته” ونحن نقول “لا نحن تفوقنا عليه وقطعناه أشواطاً”.