Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر June 14, 2023
A A A
لو قال “لا اله الا الله” لقالوا له “كفرت”
الكاتب: عبد الكافي الصمد - سفير الشمال

ما إنْ أنهى رئيس تيّار المرده سليمان فرنجيه كلمته في المهرجان الذي أقامه الأحد 11 حزيران الجاري، في ذكرى مرور 45 سنة على مجزرة إهدن، حتى خرجت أقلام وألسن تتناول خطابه بالنقد غير البنّاء، وتتوقف عند شكليّات وتفاصيل في الخطاب في محاولة منها للنيل من فرنجيه، وتصوير أنّ حظوظه في الوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية قد تراجعت، أو هي هكذا كما تمنت وراودتها أحلامها.
من انتقدوا فرنجيه فعلوا ذلك وكأنّهم لا يعرفونه من قبل. فالزعيم الزغرتاوي الذي ألقى خطابه بعفويته المعهودة عنه، وانسجامه مع ذاته ومواقفه، وبلا قفّازات، لم يحد عما قاله في الفترة الأخيرة من مواقف تجاه الدّاخل والخارج، وكان كعادته صريحاً مع نفسه ومع الآخرين، وواضحاً، وهي صفات لا تروق لكثيرين في الوسط السّياسي، ما جعل سهام الإنتقاد تتوجه إلى فرنجيه من كلّ حدب وصوب.
أغلب المنتقدين لفرنجيه، إنْ لم يكن معظمهم، كانوا من الذين جرى تجميعهم على عجل وتقاطعوا على محاولة إسقاطه ومنع وصوله إلى قصر بعبدا، أكثر منه إنتخاب هذا المرشح أو ذاك، من النائب ميشال معوض سابقاً إلى وزير المالية السابق جهاد أزعور حالياً، وربما غداً شخصية أخرى، إلّا أنّ الهدف يبقى واحداً: لا لفرنجيه.
هذا الهدف لم يغب عن بال الزعيم الزغرتاوي في خطابه، عندما أشار إلى أنّ قوى المعارضة “تقاطعوا عليَّ فقط، ولا شيء يجمعهم”، والسبب مواقفه وتاريخه السّياسي، والمحور السّياسي الذي ينتمي إليه في لبنان والمنطقة، وهو ما أكّده بوضوح أكثر من طرف في فريق المعارضة، ومنهم القوات اللبنانية التي تُشكّل رأس حربة هذا الفريق ضد فرنجيه، عندما أشارت إلى أنّ “المشكلة مع فرنجيه هي في خياراته السّياسية والوطنية”.
هذه الخيارات السّياسية والوطنية التي يتمسّك فرنجيه بها، وجعلت منه رقماً صعباً في المعادلة، أظهرت الفريق السّياسي الذي يدعمه، وعلى رأسه الثنائي الشّيعي حزب الله وحركة أمل وصولاً إلى بقية الحلفاء، كتلة صلبة ومتماسكة، ومستعدة أن تخوض معه سباق إنتخابات رئاسة الجمهورية حتى النهاية، وهي إنتخابه رئيساً للجمهورية مهما طال الزمن، كونه مرشحها الوحيد الذي لا تراجع عن دعمه ولا تنازل.
في المقابل يبدو فريق المعارضة كتلة رخوة، ما يُفرّق بين اطرافه أكثر ممّا يجمعهم، كما أنّ التناقضات بين مكوناتها أكبر من نقاط الإلتقاء أو التقاطع بينها، فضلاً عن أنّ مرشحها ليس واحداً ولا ثابتاً. فهي إنطلقت من دعم معوّض قبل انسحابه بعد انعدام حظوظه إلى دعم أزعور، الذي يتوقع أن لا يطول الوقت حتى سقوط ورقته وانسحابه لحساب مرشح آخر.
ما سبق يؤكّد أنّ فريق المعارضة لا هدف له سوى إسقاط فرنجيه من السّباق الرئاسي، وهي المهمّة الرئيسية له أولاً وأخيراً، إلى حدّ أنّ البيك الزغرتاوي لو خارج على الملأ وقال على رؤوس الأشهاد: “لا إله إلّا الله”، لقالوا له: “كفرت”.