Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر March 12, 2018
A A A
لو دامت لغيرك…
الكاتب: نايلة تويني - النهار

غرّد رئيس “لقاء الاعتدال المدني” النائب السابق مصباح الاحدب عبر “تويتر”: “خيانة الرئيس الحريري للنائب كاظم الخير لا تفاجئنا، فسبق له ان خاننا وخان كل من وقف الى جانبه وسانده، وخان ثقة الشعب وباع البلد في سوق التسويات والصفقات الرخيصة. الانتخابات قريبة والشعب سيحاسب كل من خانه”.

لا أعلم جيداً ماذا حصل مع النائب الخير. لكن الارقام تشير الى خروج ما يزيد على 45 نائباً حالياً، يضاف اليهم عدد لا يستهان به من النواب الذين سيخسرون مقاعدهم بالانتخاب وليس بالانكفاء. وهذا دليل ديموقراطية في لبنان. وهذا ما يميز لبنان. وقد صدق القول إنه لو دامت لغيرك لما آلت اليك. من هذا المنطلق، يجب ألا يتمسك احد بمقعده الى الابد، لان الحياة السياسية، كما الاجتماعية، تحتاج الى تجديد يسري في عروقها، والخروج من النيابة لا يعني التقاعد من الحياة العامة، ولا يعني الموت السياسي، ولا يعني الزوال، الا اللهم اذا كان البعض لا يجد مبرراً لوجوده من غير المقعد النيابي واللوحة الزرقاء.

ليس هدفي الرد على النائب السابق مصباح الاحدب، أو الدفاع عن الخيارات الانتخابية للرئيس سعد الحريري، فلكل حساباته في الاختيار وفق معايير غالباً ما تكون غير علمية في لبنان، بل ارضاء لعائلات واصول وفروع وقدرات مالية أحياناً، كما لكل حساباته في الترشح أو الانسحاب أو الانكفاء. ومثل عملية الاختيار والترشح، كذلك التصويت الذي لا قواعد منطقية له. فاللبنانيون اختاروا دائماً ان يقترعوا لجلاديهم، ولمسؤولي الميليشيات الذين دمروا البلد على رؤوسهم وهجروا ابناءهم، كما يقترعون لمجموعة من مخربي البلد سواء بالسمسرات أو السرقات أو التوظيفات والتعاقدات والكسارات وما اليها من مشاريع وافعال وارتكابات لا تحقق منفعة للوطن أو للمواطن.

انطلاقاً من هذه المعطيات، ومن الحسابات الانتخابية اللبنانية بامتياز، ومن التقلبات الذي يقدم عليها نواب ومرشحون، يتخلون في لحظة عن تحالفاتهم و”مبادئهم”، يصبح التغيير في أحيان كثيرة منطقياً، ويدخل تبادل التهم في هذا الجدل العقيم.

ان التغيير في الاسماء حق لرؤساء اللوائح ما دامت اللعبة خاضعة لارادتهم الشخصية وليس من حياة حزبية منظمة وراقية. والتغيير حق أيضاً لانه يتيح للطامحين، وربما القادرين على تأدية هذه الخدمة العامة، بلوغ المجلس وخوض غمار العمل النيابي. والتغيير حق للناس اذ لا يجوز فرض الاسماء ذاتها والوجوه ذاتها مدى الحياة.

اكرر، هذا الكلام ينطلق من تغريدة الاحدب، ولا يستهدفه، لجهلنا ما يحصل في بعض الكواليس والاقبية، لكن رفع مستوى الخطاب، وأحياناً الشتيمة، قبل الانتخابات، وهو ما نشهده في غير منطقة وحزب، والذي يعتبر لهؤلاء من عدة الشغل، انما هو في حقيقته خروج على اللياقات ومبادئ العمل السياسي السليم، خصوصا انه غالباً ما لا ينطلق من مبادئ وانما من مصالح ظرفية.