Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر October 30, 2019
A A A
لوين رايحين؟
الكاتب: حسنا سعادة

لوين رايحين؟.. سؤال يطرحه كثير من المواطنين اليوم، ليس لمجرد التساؤل عن الى اي مدى ستستمر الاحتجاجات في الشوارع؟، ولا على صعيد ماذا بعد استقالة الحريري؟ بل استنكارا لما يجري في الاسواق من افتقار الى مواد غذائية اساسية بحيث اصبحت رفوف المحال التجارية شبه خاوية، الى احتكار اصناف محددة، الى رفع اسعار البعض منها بشكل جنوني وصولا الى خطوط التعبئة الهاتفية المدفوعة مسبقا التي باتت مفقودة، وهي اذا وجدت فقد لامست الخمسين الف ليرة لبنانية واكثر، والدفع بالدولار الاميركي فقط لا غير، الذي لامس بدوره الالفي ليرة لبنانية.

لوين رايحين؟.. سؤال مشروع في ظل فقدان السيولة بين ايدي المواطنين، واقفال المصارف ابوابها الى اشعار اخر وخلو ماكينات السحب من العملة الصعبة واحيانا كثيرة من الاموال بالعملة المحلية.

لوين رايحين؟.. يريد الجواب عليه اكثر من مواطن مريض لا يمكنه دخول المستشفى لاجراء عملية جراحية لانه يحتاج الى اوراق من تعاونية الموظفين او من الضمان الاجتماعي او الجهات الضامنة او شركات التأمين التي اقفل العديد منها ابوابه بسبب تعذر وصول الموظفين، فيما بدأت خزائن الصيدليات تفتقر الى العديد من اصناف الادوية المزمنة والعادية بفعل تعذر الانتقال بين المناطق اللبنانية او على الاقل صعوبته بفعل اقفال الطرقات.

لوين رايحين؟.. سؤال مشروع هذه الايام فالجميع خائف، بعضهم على الثورة وبعضهم منها، بعضهم على البلد والبعض الاخر على مركزه النيابي او الوزاري او الرئاسي، ومنهم على ماله الى الخائف على معيشته وصولا الى المرعوب على إمكانية فضح فساده.

لوين رايحين؟.. سؤال يطرح في بلد لا السلطة فيه قادرة على مراجعة فعلية لاخطائها وخطاياها، ولا المحتجون يملكون البديل الفعلي الذي يمنع الوصول الى الفراغ او الفوضى، فعسى ان يحمي الله هذا البلد الذي يعيش حال الرعب على مصيره اليوم اكثر من اي يوم مضى.