Beirut weather 26.32 ° C
تاريخ النشر January 28, 2020
A A A
لودريان: يجب ان تتخذ الحكومة اللبنانية التدابير الضرورية لابقاء لبنان على قيد الحياة
الكاتب: النهار

على وقع مواجهات قاسية أمام مبنى “النهار” بين المتظاهرين والقوى الامنية، بدا واضحاً ان الدوامة التي تحكم الطوق على البلاد ماضية نحو فصول تصاعدية، وان يكن المراقبون رصدوا في خلفيات جلسة اقرار الموازنة معادلة لافتة تمثلت في نجاح رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة “المستقبل” الرئيس سعد الحريري في تجنب اطاحة الجلسة من خلال تأمين “المستقبل” النصاب القانوني الوزراء في مقابل حمل رئيس الحكومة الجديد على تبني مشروع الموازنة على رغم ان نواب “المستقبل” انفسهم عادوا وصوتوا ضده.
وبرر الرئيس الحريري ذلك بتغريدة عبر حسابه على “تويتر” جاء فيها: “أؤكد لكل من يهمه الأمر ولكل من يجد الفرصة مؤاتية لفبركة الحملات ان كتلة المستقبل لن تكون اداة للمقاطعة وتعطيل المؤسسات وهي قامت بواجبها ولم تتهرّب من مسؤولياتها وقالت كلمتها في المجلس بصراحة تحت سقف الدستور “. وأضاف: “هذه مدرسة رفيق الحريري ولن نحيد عنها مهما اشتدت الصعاب وتكاثرت من حولنا أبواق المزايدين. وعندما تحين ساعة القرار الذي يخدم مصلحة لبنان نأخذ القرار المناسب ونستودع الله وطننا الحبيب وشعبه الطيب”.
وأوضحت كتلة “المستقبل” انها صوتت ضد الموازنة “انطلاقاً من قناعتها أن الارقام الواردة فيها لم تعد تعكس الواقع، لأن الاقتصاد اختلف حجماً ونوعًا عما كان عندما أقرت الحكومة السابقة مشروع الموازنة”.
وأضافت: “كان موقف الكتلة المبدئي هو بوجوب انتظار حصول الحكومة الحالية على الثقة قبل مشاركتها في جلسة مناقشة الموازنة. أما ولم يأخذ المجلس النيابي برأي الكتلة حول انتظار الثقة، فإن الكتلة طالبت رئيس الحكومة حسان دياب في الجلسة بإعلان تبنيه لمشروع الموازنة، منعاً لأي تأويلات أو ذرائع لاحقة، خصوصاً في ظل الموقف الملتبس بهذا الشأن لرئيس الحكومة وبعض الوزراء فيها سابقاً. وقد أعلن الرئيس دياب تبنيه الصريح لهذه الموازنة، ردا على سؤال مباشر من الكتلة “.
وبرر الرئيس دياب موافقة الحكومة على الموازنة مساء بقوله في اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة وضع البيان الوزاري بان “إقرار الموازنة العامة في مجلس النواب يعطي إشارة إيجابية للداخل والخارج، بغض النظر عن الملاحظات المتعلقة بظروف ومضمون هذه الموازنة وأن الحكومة كانت حريصة على تسهيل إقرار هذه الموازنة نظراً لأهميتها المحورية في استمرارية عمل الدولة، التزاماً للمُهل الدستورية. وشدّد على أن “إقرار الموازنة هو محطة تسمح للحكومة بتركيز عملها على إنجاز البيان الوزاري الذي يجب أن ينتهي العمل به في أسرع وقت”.
لودريان ولبنان
وسط هذه التطورات، نقلت “النهار” عن وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان “ان الكرة الان في الملعب اللبناني، ويجب ان تتخذ الحكومة اللبنانية التدابير الضرورية لابقاء لبنان على قيد الحياة لان الوضع صعب للغاية”. وقال: “سنتخذ موقفاً من الحكومة بعد اعلان بيانها الوزاري. لقد حددنا عددا من المطالب الضرورية لتوفير الدعم ويعود الى السلطات اللبنانية ان تبرهن لنا انها جاهزة لتنفيذ هذه المطالب. وضعنا على الطاولة كل ما يمكننا ان نقدمه ويعود الى السلطات اللبنانية ان تبرهن انها جاهزة للقيام بهذه الاصلاحات”.
وفي احتفال بحلول السنة الجديدة أمام الصحافة الديبلوماسية والاجنبية اعلن لو دريان أمام عدد من الصحافيين تجمعوا حوله رداً على سؤال عما اذا كانت الحكومة اللبنانية هي حكومة “حزب الله”: “لا أريد اصدار حكم حول تشكيل الحكومة اللبنانية… ما الاحظه ان السيد حسان دياب تمكن من تشكيل حكومة، وسيدلي بتصريح خلال الايام المقبلة وعندها ساتمكن من معرفة نياته”.
وأضاف: “يجب ان تحصل الحكومة على ثقة مجلس النواب، وان تضع جميع الوسائل قيد التنفيذ واتخاذ التدابير الضرورية من اجل ابقاء لبنان تقريبا على قيد الحياة، لان الوضع صعب للغاية… سننتظر ما سيعلنه المسؤولون الاساسيون في الايام المقبلة وما سيعلنه رئيس الوزراء في بيانه الوزاري، وحينها يمكننا اعلان موقفنا”.
وذكّر لو دريان بأنه “نظمنا في باريس مؤتمرين مهمين للبنان (سيدر ومجموعة الدعم) وجميع اللبنانيين يعلمون ذلك، وقد جمعا العديد من اللاعبين ومنهم الاجتماع الاخير في ١١ كانون الاول الماضي. لقد وضعنا على الطاولة كل ما يمكننا ان نفعله وقلنا للسلطات اللبنانية انه يعودا اليكم انتم ايضاً تقويم خطورة الوضع واتخاذ المبادرات من أجل الاصلاح الضروري”. وختم: “الان الكرة هي في الملعب اللبناني”.