ولادات “قيصرية” للوائح البقاع الغربي: جنبلاط قاتل وفشل و”الوطني الحرّ” خرج
*

أقفل باب تسجيل اللوائح الانتخابية، وانتقل المرشحون الى جولة ثانية من المعركة. فبعد جولة انتقاء المرشحين والتحالفات وتأليف اللوائح، تتجه الانظار الى الحواصل الانتخابية ضمن اللوائح، في سباق هو الاشرس على الصوت التفضيلي. والابرز بالنسبة الى المرحلة الاولى كانت دائرة البقاع الغربي – راشيا، التي استأثرت بكثير من المفاوضات والاتصالات والاخذ والرد وانتقال مرشحين من لائحة الى لائحة، قبل أن تستقر قبل ساعات قليلة من اقفال باب تسجيل القوائم.

في البداية بدت الامور سهلة مع تموضع تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي في حلف ثابت، يقابله حلف الوزير السابق عبد الرحيم مراد مع الثنائي الشيعي، الا ان هذه السهولة تبددت باختيار الاسماء والحلفاء. فاختيار اسماء المرشحين السنة عند “المستقبل” سبب اشكالاً داخل الحزب الواحد واخذ الكثير من الاخذ والرد والاجتماعات حتى تم حسم الاسمين، ولم يتم ذلك الا بوعد الوزير جمال الجراح بوزارة مقابل انسحابه للمرشح محمد قاسم القرعاوي والابقاء على زميله زياد القادري، مع المرشح عن المقعد الشيعي امين وهبي. اما بالنسبة الى الحلفاء فقد بدا الامر محسوما عبر تشكيل لائحة بالشراكة بين التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر عبر مرشحه ايلي الفرزلي، الا ان فيتو الاشتراكي على الفرزلي ابعده و”التيار” عن التحالف ليتم ضم اسمي النائب السابق هنري شديد والطبيب غسان سكاف الى التحالف وترك المفاوضات مفتوحة مع القوات اللبنانية و لتيار الوطني الحر.

لائحة مراد
اشكالية التحالف مع “التيار” انتقلت من جهة “المستقبل” الى جهة تحالف مراد – الثنائي الشيعي، وخصوصاً بعدما وضع الوزير جبران باسيل شرطاً للانضمام الى هذا الحلف هو القبول بمرشح التيار الحزبي شربل مارون الى جانب الفرزلي، ولكن طلبه ووجه بالرفض من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي شدد على ان حصته هي فقط مرشح واحد، مما دفع الفرزلي الى قلب الطاولة والاتصال ببري وابلاغه استعداده الانضمام الى اللائحة كشخصية مسيحية مستقلة لا تتظلل بمظلة احد، فرحب به بري، وتم قطع التفاوض مع “التيار” واعلان التحالف مع المحامي ناجي نبيه غانم الناشط السياسي المقرب من الاحزاب المسيحية في البقاع الغربي والذي اكد منذ لحظة اعلان ترشحه التزامه التحالف مع مراد والثنائي الشيعي او ترك المعركة، وبهذا اصبحت اللائحة تضم عبد الرحيم مراد عن المقعد السني، فيصل الداود عن المقعد الدرزي، محمد نصرالله عن المقعد الشيعي، ايلي الفرزلي عن الروم الارثوذكس، وناجي غانم عن المقعد الماروني، مع ترك مقعد سني شاغر لضرورات المعركة، وقد سجلت هذه اللائحة تحت اسم “لائحة الغد الافضل”، ولونها كحلي.

ضمّ سعد
ولكن حسم الامور من جهة مراد اعاد الامور الى بداياتها بالنسبة للمستقبل، وشهد الاسبوع الماضي العديد من الاجتماعات بين قيادتي”المستقبل” و التيار الوطني الحر سعت خلاله قيادة “التيار” اعادة التحالف عبر ضم مرشحها شربل مارون الى اللائحة، هذا بالاضافة الى ضغط كبير مارسه الحزب التقدمي الاشتراكي ايضاً لضم مرشح اللقاء الديموقراطي النائب انطوان سعد الى اللائحة، وبعد لقاءات عدة واجتماعات للماكينات الانتخابية والخبراء لم يتم الاتفاق على ضم مارون الى اللائحة وتمسك “المستقبل” بمرشحه هنري شديد، اما المفاوضات مع الحزب التقدمي الاشتراكي فقد افضت بداية الى تبني سعد على اللائحة، قبل التراجع عنه قبل اعلان اسمه من تيمور جنبلاط خلال احتفال في قصر الامير امين نهار السبت بدقائق ما دفع جنبلاط الى اعلان اسمه ضمن المرشحين مع عبارة “اذا الله راد”، ولكن الامور لم تتوقف هنا وعادت المفاوضات وبسقف عال بين الوزير وائل ابو فاعور وقيادة “المستقبل”، الذي هدد بفك التحالف، اذا لم يتم اعتماد سعد، واثمرت الاتصالات مرة جديدة قبول طلب بو فاعور وطلب من سعد صباح الاثنين التوجه الى مقر “المستقبل” الرئيسي لأخذ الصورة التذكارية والتوقيع على اللائحة وهكذا جرى، ولكن اثناء توجه المفوض بتسجيل اللائحة الى وزارة الداخلية، تلقى اتصالا بوقف عملية التسجيل والعودة فوراً، لتعود المفاوضات وتنطلق من جديد.

تدخّل لدى الحريري
وعلمت “النهار” ان تدخلاً عالي المستوى جرى مع الرئيس سعد الحريري لإعادة النظر في التحالف بعد علمه بإعطاء مقعد آخر للاشتراكي، وطلب منه ضم مرشح “التيار” الى اللائحة مثل ما جرى مع الحزب التقدمي. وبين اخذ ورد استمر حتى قبل 4 ساعات من اقفال باب تسجيل اللوائح، تم تسجيل اللائحة تحت اسم لائحة “مستقبل البقاع”، واستبعد مرشح التقدمي الثاني، كما المرشح العوني، وتمت العودة الى التشكيلة الاولى في اللائحة والتي تضم: زياد القادري ومحمد القرعاوي عن المقعدين السنيين، وائل ابو فاعور عن المقعد الدرزي، هنري شديد عن المقعد الماروني، غسان سكاف عن المقعد الارثوذكسي وامين وهبي عن المقعد الشيعي.
الى ذلك علمت “النهار” ان اجتماعات مكثفة عقدت في المركز الرئيسي لـ”التيار الوطني” مع بعض المرشحين على لائحة “المستقبل” قد تفضي الى تبني احدهم في “تكتل التغيير والاصلاح”، في حال فوزه، وهذا ما دعا التيار الى الاعلان عنه اليوم.
ويذكر أنه تم تأليف لائحة للمجتمع المدني ضمت كلا من ماغي عون وفيصل رحال وجوزف أيوب وعلي صبح وعلاء شمالي. وفيما اكتمل عدد اللوائح تقدم اعلن مرشح “الوات اللبنانية” المحامي إيلي لحود انسحابه من المعركة من دون اعلان اتجاه حزبه ان كان للمقاطعة او دعم احد المرشحين.
وفيما اكتمل عدد اللوائح تقدم اعلن مرشح القوات اللبنانية المحامي إيلي لحود انسحابه من المعركة من دون اعلان اتجاه حزبه ان كان للمقاطعة او دعم احد المرشحين.