Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر April 21, 2021
A A A
لهذه الأسباب يرغب قداسة البابا في لقاء الحريري!
الكاتب: الديار

كشفت معلومات وثيقة، أن زيارة الرئيس المكلّف سعد الحريري غداً إلى الفاتيكان ولقائه بقداسة البابا فرنسيس الأول، إنما تحمل أكثر من دلالة، حيث يُنقل عن تقارير أُرسلت إلى الفاتيكان من قبل الكنيسة في لبنان، حول الأوضاع الإجتماعية والمعيشية والصحية والتربوية، وهجرة الشباب المسيحي، بالإضافة إلى الفراغ الحكومي، أنها ولّدت قلقاً ومخاوفاً لدى دوائر الفاتيكان، خصوصاً وأن هناك تواصل مباشر بين الكرسي الرسولي والبطريرك بشارة الراعي، يتناول مجمل التطورات اللبنانية، وتحديداً المبادرة التي كان قد أطلقها البطريرك، والتي أتت يوم غادر سيد بكركي لبنان إلى الفاتيكان، واستغرقت زيارته يوماً واحداً تخلّله لقاء جمعه وقداسة الحبر الأعظم.
وعليه، تشير المعلومات، إلى أنه وخلال اتصال لمسؤول لبناني مع أحد أصدقائه في الفاتيكان، استشفّ أن هناك استياءً عارماً من قبل البابا والمسؤولين الفاتيكانيين لعدم توصّل المسؤولين اللبنانيين لحلول ناجعة في ملف تشكيل الحكومة، وسط اتهامات متبادلة بين المعنيين بعملية التأليف، ما دفع بالمسؤولين في عاصمة الكثلكة في العالم، إلى حضّ البطريرك الماروني لرفع منسوب خطابه في عظاته، بعد لقاءين مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري من دون أي إيجابيات أو تقدّم.

وعلى هذه الخلفية، يتحدّث بعض المقرّبين من بكركي، بأن قداسة البابا أراد الإجتماع بالرئيس المكلّف، للإستماع منه على كل ما يحيط بعملية التأليف بصلة، وخصوصاً حول الصلاحيات وسواها، لعلّه «يمون» على رئيس «تيار المستقبل» بتسهيل التأليف، وإن كانت العرقلات غير محصورة بجهة واحدة، وهذا ما يدركه الفاتيكان، الذي هاله ارتفاع منسوب الإنقسام الداخلي. ويضيف هؤلاء، أن المخاوف جدية لدى الكرسي الرسولي، من أي تطوّرات قد تمسّ بصورة التعايش الإسلامي ـ المسيحي، والتي يرغب بترسيخها لا اهتزازها مهما بلغ الخلاف السياسي، ولا سيما بعد ما جرى في المنطقة من عملية تهجير واسعة للمسيحيين أكان في سوريا أو في العراق.

وفي سياق آخر، فإن قداسة البابا متأثّر جداً، لما أصاب شريحة واسعة من المسيحيين واللبنانيين بعد انفجار المرفأ وحصول تهجير جديد لعائلات مسيحية كثيرة، إلى ما أصاب المستشفيات والجامعات والمدارس، وعدم قدرة المؤسّسات الكنسية على تقديم الدعم نظراً لما يحيط بلبنان من أوضاع إقتصادية ومالية مزرية، وبالتالي، فإن كل فهذه المسائل مجتمعة، ستكون في صلب محادثات البابا مع الحريري، من دون استبعاد حصول زيارة لرئيس الجمهورية أو من يوفده إلى الفاتيكان للغاية عينها، بمعنى أن السؤال المطروح، هو ما إذا كان البابا سيتمكن من تقريب المسافات بين بعبدا وبيت الوسط بما لديه من موقع روحي وكنسي،وإذا صحّ التعبير على المستوى الدولي، لا سيما وأن هناك أجواء عن اتصالات أخرى يقوم بها الفاتيكان مع واشنطن وباريس، بغية حضّهم على السعي لإخراج لبنان من أزماته.

وتختم المعلومات، لافتةً إلى أن هذه الزيارة مهمة في الشكل والمضمون وفي التوقيت، ولكن يُجمع أكثر من مراقب ومعني بالملف اللبناني، بأن الحل والربط لهذه المعضلة المستعصية إنما يكمن في ترقّب وتبلور الصورة الإقليمية سواء على صعيد المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية ودول (5 +1)، وصولاً إلى ملفات المنطقة أكان في العراق وسوريا وفلسطين واليمن، بمعنى أن لبنان هو جزء من هذه الملفات، لكن الفاتيكان يحاول ضبط الخطاب السياسي الداخلي في لبنان وعدم خروجه إلى المستنقع الطائفي والمذهبي، وأن قداسة البابا يعمل جاهداً على نبذ هذا الخطاب وتصويبه، كي لا تخرج الأمور إلى ما هو أخطر من ذلك.