Beirut weather 22.43 ° C
تاريخ النشر December 1, 2023
A A A
لهذا السبب نعته الرئيس سليمان فرنجيه بالـ “السيء الذكر”
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

يقال ان الضرب في الميت حرام… صحيح هذا الكلام وينطبق على البشرية اجمع باستثناء الفاعلين في الحقل العام الذين لافكارهم واستراتيجياتهم وتدخلاتهم التأثير الاكبر على نشوب الحروب وتغيير مسار دول.
بالامس رحل هنري كيسنجر عن مئة عام تاركاً وراءه تاريخاً في العمل الديبلوماسي والاستشارات السياسية وكتباً ومذكرات حول الكثير من القضايا المصيرية.
رحل ثعلب الديبلوماسية الاميركية كما اطلق على هذا الذي اصبح اميركياً منذ الاربعينيات فقط اذ ولد اساساً في ألمانيا من أسرة يهودية، وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1938 الا ان اصله ترك البصمة الاكبر على مسيرته الديبلوماسية لاسيما في ما يختص بالدول العربية والقضية الفلسطينية وخصوصاً لبنان.
اطلق عليه الرئيس الراحل سليمان فرنجيه تسمية “السيء الذكر” وما لفظ اسمه يوماً الا مصحوباً بهذه الصفة وذلك ليس من عبث كونه صاحب نظرية تهجير المسيحيين من لبنان ونقلهم بالبواخر الى كندا وتوطين الفلسطينيين مكانهم.
وقد كشف الرئيس فرنجيه في احد لقاءاته الصحفية ان مبعوث كيسنجر الى لبنان في سبعينيات القرن الماضي دين براون اكد له ان واشنطن مستعدة لارسال ما يكفي من البواخر الى لبنان ونقل جميع المسيحيين منه وانه كرر هذا الطرح لثلاث مرات خلال شهر واحد على الرئيس فرنجيه الذي اسمعه كلاماً “بيعجب خاطره”.
كما اكد الرئيس فرنجيه خلال حديث صحفي ان مخطط كيسنجر كان يهدف الى تهجير اللبنانيين فيقال للفلسطيني خسرت ارضك اليك وطناً بديلاً وبذلك ترتاح اسرائيل من القضية الفلسطينية.
الجدير ذكره ان الرئيس فرنجيه لطالما ردد ان مخطط كيسنجر مستمر لتفريغ الوطن من اهله وهناك من يكمل الخطة بدقة متناهية.
وفي محضر لقاء في قاعدة رياق العسكرية في مثل هذه الايام من العام ١٩٧٣ بين رئيس جمهورية لبنان انذاك سليمان فرنجيه مع وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر، جاء انه دار حوار ساخن عرض خلاله الاخير على فرنجيه ترحيل المسيحيين على متن سفن أميركية، فجوبِه برفضٍ قاطع ما دفعه الى اعلان لبنان دولة فاشلة، وان المسيحيين شعب فائض لا مستقبل له، وان الأرض اللبنانية “تفضيليّة” للوطن الفلسطيني البديل.

وتقول الاعلامية نورما ابو زيد ان جيمس ستوكر يتهم في احد كتبه واشنطن بإشعال الحرب اللبنانية ويعتبر أنّ هنري كيسنجر ساق كلّ المبرّرات اللازمة لإعلان لبنان حقل اختبار لسياسته الملتوية.

يبقى انه بينما يرى البعض ان كيسنجر داهية وديبلوماسي ماكر يرى البعض الاخر انه مجرم حرب الا ان الاكيد ان كيسنجر بقي حتى اخر رمق من حياته منحازاً لاسرائيل حيث ادان عملية طوفان الاقصى واطلق عليها تسمية “هجوم حماس الارهابي” داعياً الى ردع هذا الهجوم بكل قوة وبشتى الوسائيل المتاحة.