بالفعل وليس بالقول لم يعد ينفع أي شيء في لبنان، والاتكال كل الاتكال على الابتهالات والصلوات لكي تتلطف العناية الالهية بنا ويكون السقوط رحيماً لأننا بتنا في قلب الهاوية نزولاً الى ما تحت تاسع أرض من دون أن يرف أي جفن للمسؤولين الذين دعاهم رأس الكنيسة الكاثوليكية الى العمل من اجل الخير العام.
قداسة البابا الذي اكد أنه لا يمكن أن يفقد لبنان هويته ولا تجربة العيش الاخوي فيه ربط زيارته الى بلاد الارز بتشكيل الحكومة فهل من يسمع وسط تراشق كلامي بات سمة هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن والمواطن الذي يعيش اسوأ مرحلة في حياته من عوز وفقر ومرض وجوع يدق ابواب معظم البيوت المعوزة والمستورة فيما لا معالجات جدية واصحاب الشأن يتلهون بتبادل الاتهامات.
هل من يسأل كيف يعيش المواطن اليوم؟ ماذا يأكل؟ كيف يتطبب؟ من أين يدفع فاتورتي الكهرباء وكيف يتدبر امور معيشته؟ وهل من يبادر الى تقديم تنازلات في سبيل عدم انهيار لبنان الذي يحتاج الى اوكسيجين المساعدات كي يتمكن من الصمود فيما هذه المساعدات مربوطة بالاصلاحات التي تحتاج بدورها الى حكومة فاعلة لا يبدو أنها ستبصر النور في المدى المنظور.
بالفعل وليس بالقول لم يعد ينفع إلا الدعاء لأن المسؤولين صموا آذانهم عن سماع انين ووجع الناس لذا نرفع التضرعات الى الله وحده كي يتلطف بنا لتجاوز هذه المرحلة الصعبة والخطيرة.