Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر May 10, 2016
A A A
لمَ دعا الظواهري الى تشكيل امارة في سوريا؟
الكاتب: هافينغتون بوست

طالب أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، فرع التنظيم بسوريا لإقامة “إمارة” تابعة للتنظيم تحدياً للغرب كي تنافس تنظيم “داعش”.
زعيم تنظيم القاعدة الحالي أبدى تأييده في تسجيل صوتي منسوب إليه مؤخراً، لخطّة تنظيم جبهة النصرة لإقامة أول ولاية ذات سيادة تابعة لتنظيم القاعدة، بحسب تقرير نشرته صحيفة التليغراف البريطانية.
إذا ما تم تنفيذ الخطة، فقد يكون هناك “دولتان إسلاميتان” – تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وإمارة القاعدة الجديدة – يتنافسان على السيادة والنفوذ في الإقليم داخل حدود سوريا المنكوبة.
ضابط بالجيش المصري
ومن بين هؤلاء الموفدين رجل يعتبره البعض نائب الظواهري وقائد العمليات الميدانية وجهادي مصري وضابط جيش سابق يدعى سيف العادل.
ويُذكر أن العادل كان يخضع للإقامة الجبرية في إيران لحين إطلاق سراحه خلال صفقة سرية لتبادل الأسرى وشق طريقه إلى سوريا خلال النصف الثاني من عام 2015.
وتخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون أنه في حال فرض جبهة النصرة لسيطرتها على الإقليم، يمكن أن تستغل سوريا كقاعدة للهجوم على الغرب، على غرار ما فعله أسامة بن لادن في أفغانستان.
ويعد القرار بمثابة تغير في استراتيجية تنظيم القاعدة، الذي ركز على بناء شبكاته وقاعدة دعمه في سوريا وبقية مناطق الإقليم دون إعلان إمارة أو دولة.
ومع ذلك، فقد خضع الظواهري لضغوط كي يوطد أقدامه، حيث أصبحت “خلافة” البغدادي في العراق وسوريا بمثابة واجهة الجهاد الدولي وأداة التجنيد المنافسة للجهاديين المزعومين.
وقال الظواهري، المختبئ والذي تم الإعلان عن جائزة مالية قدرها 25 مليون دولار من قبل واشنطن لمن يبلغ عنه، أنه “فخور” بأنشطة جبهة النصرة وعلاقتها بالقاعدة.
وأضاف “إذا شكلوا حكومتهم واختاروا أميرهم، فما يختارونه هو اختيارنا أيضاً”.
وأدان الظواهري تنظيم داعش وشبههم بالخوارج (فرقة إسلامية ينظر لها سلبياً من قبل الإسلام السني والشيعي)، وقال “دعمت الأمة الإسلامية في سوريا جبهة النصرة وأدركت الفارق بين صحة أساليبها وبين أساليب الخوارج”.
ويعد تسجيل الظواهري تحولاً آخر في المنافسة المعقدة وطويلة الأجل بين تنظيم داعش وجبهة النصرة، وهما جماعتان جهاديتان تشتركان في بعض الأهداف ولكنهما تختلفان إلى حد كبير في أساليب تحقيقها.. حسب تقرير الصحيفة البريطانية.
وتعد جبهة النصرة إحدى القوى المهيمنة في شمال غرب سوريا ولديها موطئ قدم في حلب، أكبر مدن سوريا.
ويشير تشارلز ليستر، أحد محللي معهد الشرق الأوسط الذي أجرى لقاءً مع زعماء الجماعات الإسلامية السورية، أن جبهة النصرة سوف تصبح أكثر قمعاً ضد المدنيين في حالة إقامة الإمارة.
وكتب في مجلة فورين بوليسي الأميركية “في كافة الأحوال، سوف تتزايد حالات عقوبة الإعدام إلى حدٍّ كبير ويتم تقييد الحريات المدنية ويتراجع حجم تسامح جبهة النصرة مع الجماعات الوطنية غير الدينية وجماعات المعارضة المدنية”.
ويمثل إقامة الإمارة تحولاً هائلاً في هذه الاستراتيجية وسوف تفرض على جماعات المعارضة الأخرى دعم “الإمارة” أو قتالها”.