Beirut weather 32.43 ° C
تاريخ النشر September 3, 2016
A A A
لمن سيصوت اليهود الأميركيون: لترامب أم لكلينتون؟
الكاتب: روسيا اليوم

في حمى الصراع على الرئاسة، تحاول مراكز الدراسات في الولايات المتحدة رصد اتجاهات الناخبين من مرشحي الرئاسة مع التركيز على الناخبين اليهود.

ذلك، لأن اليهود الأميركيين يلعبون دوراً مهماً في العملية السياسية، وكذلك لما لهم من تأثير قوي على الحزبين بسبب ذراعهم المالية والإعلامية داخل الولايات المتحدة الأميركية. بيد أن مصالح دولة إسرائيل ستبقى “ميزان الحرارة”، الذي يحدد فرص كلا المرشحين.
وقد نشرت نتائج استطلاعات جديدة ترصد اتجاهات الناخبين اليهود من الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومعرفة ما إذا كان الناخب اليهودي الأميركي سيصوت في الانتخابات الرئاسية المقبلة بناء على موقف المرشح من إسرائيل، بحسب ما أظهرت النتائج التي نشرها مركز “غالوب” الأميركي للأبحاث والدراسات.

ومع أن الوقت ما زال مبكراً للتكهن بنتائج الانتخابات الأميركية، التي تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت على الرغم من أن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر تراجعاً ملحوظاً لترامب، فإن الشيء المؤكد الذي يمكن التنبؤ به هو عدم تصويت يهود الولايات المتحدة لدونالد ترامب في تشرين الثاني 2016 بتلك النسبة التي يتوقعها بعض القائمين على حملة المرشح الجمهوري وفق مصادر إعلامية وبحثية أمريكية.

فقد أظهر استطلاع للرأي نشره مركز “غالوب” أن الناخبين اليهود الأميركيين سيدلون بأصواتهم لمصلحة مرشحة الحزب الديمقراطي على حساب المرشح الجمهوري. وكانت النسبة 1:2 على التوالي. كما أظهر الاستطلاع الذي نشرته مجلة “نيوزويك” الأميركية أن اليهود الأميركيين يفضلون بنسبة 63% هيلاري كلينتون لتكون رئيسة للولايات المتحدة الأميركية. وكان الاستطلاع الذي أُجري خلال الفترة من 1 تموز 2016 – 29 آب 2016، قد أظهر أن اليهود الأميركيين يميلون بنسبة 52% إلى مرشح الحزب الديمقراطي أياً يكن، بينما يفضل 23% منهم انتخاب مرشح جمهوري وليس حصراً ترامب. وأظهر الاستطلاع كذلك أن نسبة 64% من الناخبين المسلمين الأميركيين يفضلون انتخاب كلينتون على ترامب، بينما يفضل ما نسبته 9% منهم انتخاب ترامب. كما يفضل المسيحيون الكاثوليك انتخاب كلينتون. إذ اظهر الاستطلاع ما نسبته 45% من الناخبين الكاثوليك الأميركيين ممن يفضلون انتخاب كلينتون، بينما يفضل 33% منهم انتخاب ترامب. غير أن المسيحيين البروتستانت يفضلون انتخاب ترامب على كلينتون، حيث كانت النسبة 40% مقارنة بـ 35% ممن يفضلون كلينتون.

**

1
وفي دراسة أخرى أعدها مركز “مركز ميسون – ديكسون للأبحاث”، أظهر استطلاع لآراء عينة (652 ناخباً) تقدُّمَ كلينتون على ترامب بواقع 44 مقابل 42 أي بفارق 2%. وكان الاستطلاع قد أجري في فلوريدا في الفترة من 22-24 آب 2016. وكانت نتائج الاستطلاع كما يلي:
**
2

قالت مجلة “ذي هيل” التابعة للكونغرس الأميركي إن كلينتون تتقدم على ترامب بفارق ضئيل لا يتجاوز 2% مستغلة شعبيتها بين النساء والأقليات في المجتمع الأميركي.

وأظهر استطلاع آخر أجراه مركز “West End Analysis” أن كلينتون تتقدم في فلوريدا، وهي إحدى الولايات المرجحة بنسبة 43%، مستفيدة من أصوات الناخبين اليهود؛ حيث رفعت نسبة التصويت لمصلحتها في تلك الولاية وفق الاستطلاع إلى 66% مقابل 23% لمصلحة ترامب. ويظهر موقع ” American-Jewish Cooperative Enterprise: Jewish Virtual Library” أن 7 من 10 يهود في الولايات المتحدة الأميركية يصوتون منذ عام 1984 للحزب الديمقراطي؛ لكن انتخابات العام الجاري تحمل من الاستثنائية ما يجعل الاصطفاف اليهودي إلى جانب الحزب الديمقراطي يحمل زخماً أكبر على الرغم من الجهود الجبارة التي يبذلها الجمهوريون لسحب البساط من تحت هيلاري كلينتون مع إدراكهم الكامل أن أكثر من ثلاثة أرباع اليهود الأميركيين هم من الديمقراطيين.

لمن سيصوت اليهود الأميركيون
ووفق الـ “واشنطن بوست”، فإن “الكثيرين من اليهود الجمهوريين يرفضون التصويت لدونالد ترامب”. ونقلت الصحيفة عن جنيفر روبين، رئيسة “ائتلاف الجمهوريين اليهود”، أنها تتوقع أن تكسب هيلاري كلينتون 90% من أصوات اليهود الأميركيين”.

هذا، وعلى الرغم من السجال المستعر بين المرشحين، ولجوء كل منهما إلى لعب كل أوراقه في هذه الانتخابات، فإن اللوبي اليهودي سيبقى اللاعب الأول، الذي سيحدد هوية الرئيس الأميركي المقبل، الذي سيحكم الولايات المتحدة أربع سنوات مقبلة. ويبدو أن ترامب استطاع أن يكسب ثقة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية عبر وعود أطلقها فور فوزه بالرئاسة، أهمها: نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتقديم دعم عسكري غير مسبوق إلى تل أبيب، والعودة إلى المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين من منطلق الشروط الإسرائيلية، وإعادة بلورة الاتفاق النووي الإيراني ودعم بناء المستوطنات.

ولعل زيارة وفد يمثل حملة ترامب إلى إسرائيل كانت في هذا الإطار، وفق ما نشرته مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية.