Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر March 20, 2017
A A A
لماذا هولندا ضد تركيا وروسيا؟
الكاتب: نقلاً عن روسيا اليوم

تناولت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” خفايا الحملة الشرسة على المتظاهرين الأتراك في هولندا بعد منع اثنين من الوزراء الأتراك من التحدث في تجمعات لحشد الدعم لأردوغان.
*

… ويسأل بعضٌ، هل من الممكن أن يحدث ذلك في أوروبا؟ والجواب ممكن، وخاصة إذا كان المتظاهرون، أتراكاً، والأسوأ، إذا كانوا من مؤيدي الرئيس التركي أردوغان. هنا ينتهي التسامح، وأوروبا التي كانت تحب المهاجرين، تتوجه إليهم بوجه آخر، وبشكل أدق، بخطوم الكلاب.

أردوغان، دونالد ترامب، فلاديمير بوتين، بشار الأسد، هؤلاء الحكام لا تحبهم النخبة في الاتحاد الأوروبي، لأنهم يتصرفون على هواهم. أما اليوم، فعلى جدول الأعمال الرئيس التركي أردوغان.

فبعد محاولة الانقلاب الفاشلة صيف العام الماضي، أصبح أردوغان يتعامل بحذر شديد مع أوروبا والولايات المتحدة، وتقارب مع روسيا. ووقع اتفاقية تصدير الغاز الروسي إلى تركيا، واستأنف تصدير الطماطم إلى روسيا. والأهم من ذلك تخلى عن الموضوع المحبب بأن “الأسد يجب أن يرحل”. وعلى الجبهة السورية، أصبح (أحيانا) يأخذ بالحسبان المصالح الروسية والإيرانية. فأغضب ذلك السيدة ميركل وزملاءها الهولنديين. لأنهم اعتادوا على اتخاذ القرار نيابة عن الأتراك. أما الآن، فوقع الانكسار.

الرئيس التركي قرر إجراء استفتاء لتعزيز سلطته في بلاده. والاستفتاء يجب أن يجعل من تركيا جمهورية رئاسية مثل – روسيا والولايات المتحدة. إنها قضية تركية داخلية. ولا يحق لهولندا أو لألمانيا أن تقرر عن الأتراك كيف يجب أن يعيشوا.

والملايين من الأتراك يعيشون في أوروبا، وبخاصة في ألمانيا (يعيش فيها مليون ونصف شخص)، هولندا (400 ألف)، وفي الدول الاسكندنافية.

وهم يحتفظون بجنسياتهم التركية ويحافظون على صلاتهم بتركيا. والتواصل مع الجاليات التركية أمر ضروري بالنسبة إلى السلطات التركية، التي رغبت بالمشاركة في لقاء من أجل جذب اهتمام المغتربين الأتراك إلى الاستفتاء في بلادهم وحثهم على التفاعل معه. ومن أجل ذلك، طار إلى هناك وزير تركي، لكن الهولنديين رفضوا السماح لطائرته بالهبوط. وسافرت برا إلى هناك وزيرة أخرى، ولكن الهولنديين أجبروها على أن تعود أدراجها.

أردوغان لم يعد مرضيا للأوروبيين، ما يعني ألا داعي للدعاية من أجله، ولذا أطلقت السلطات الهولندية ضد المتظاهرين المؤيدين له، الكلاب البوليسية.

وتذرعت السلطات في ألمانيا وهولندا بالقضايا الأمنية – الخوف من حدوث اضطرابات. بيد أن هذا الحجة ليست مقنعة أبدا. إذ علينا أن نتذكر أنه عندما أجرى السوريون في العام الماضي انتخابات برلمانية، مُنع المواطنون السوريون في بعض البلدان الأوروبية من ممارسة حقهم الطبيعي في الذهاب إلى السفارات السورية للإدلاء بأصواتهم. وكان الهدف سد أي ثغرة، تساهم في إضفاء الشرعية على نظام بشار الأسد المكروه بشدة من قبلهم. والآن، حان دور أردوغان.

كيف يمكن تفسير هذا النوع من الحقد لدى السلطة والشرطة في هذه البلدان الليبرالية؟

أعتقد أن ما حدث في هولندا يرفع من مكانة روسيا الأخلاقية. هذا على الرغم من أن السلطات الهولندية كانت ومن دون أي أساس تتهم… موسكو، وتدعي أنها هناك أيضا تدخلت في الانتخابات. بيد أن الأمر أكثر بساطة مما يتصورون. روسيا تتمسك بمواقفها المبدئية والأخلاقية، بينما تندفع السلطة الهولندية من التسامح الديني نحو العنصرية الفاضحة.