Beirut weather 16.88 ° C
تاريخ النشر January 22, 2017
A A A
لماذا لم يفجّر انتحاري الحمرا نفسه فوراً؟
الكاتب: المدن

تستكمل الأجهزة الأمنية وفي مقدمها شعبة المعلومات ومديرية المخابرات في الجيش، تحقيقاتها لكشف المزيد عن العملية الانتحارية التي كان يعتزم عمر العاصي تنفيذها في مقهى كوستا بشارع الحمرا، وتتوسع التحقيقات لكشف مزيد من الأشخاص المتورطين أو الخلايا النائمة. وبعد نقل العاصي إلى المستشفى العسكري لاستكمال معالجته من بعض الجروح التي أصيب بها جراء حصول تضارب بينه وبين العناصر الأمنية، بدأ التحقيق معه لاكتشاف من هي الجهة التي تحرضه على تنفيذ التفجير، ومن أين حصل على المواد المتفجرة والحزام الناسف؟
وتفيد المعلومات الأولية أن العاصي كان من جماعة الشيخ أحمد الأسير في عبرا وقد أصيب في الاشتباكات، التي وقعت بين جماعة الأسير وسرايا المقاومة قبل أسبوع على اندلاع الاشتباكات بين الأسير والجيش في العام 2014.
وقد دهمت قوة من الجيش منزل عائلته في منطقة شرحبيل قرب صيدا، وعملت على تفتيشه وضبطت بداخله جهاز كومبيوتر وبعض الوثائق، وأوقفت اثنين من أشقائه، هما م. وف. وآخرين من آل البخاري والحلبي كانا في المكان.
وتشير مصادر أمنية إلى أن لدى الأجهزة الأمنية العديد من الموقوفين الذي يدلون باعترافات عن أشخاص آخرين لديهم ارتباطات بتنظيمات إرهابية، ويسعون للقيام بعمليات أمنية في لبنان.
وتكشف المصادر الأمنية أن جهاز الأمن العام أوقف عدداً من المرتبطين بتنظيمات إرهابية، كانوا يعدّون للقيام بتفجيرات في لبنان، لكن حتى الآن يتم التحفظ عن تفاصيلها، لابقاء التحقيق سرياً بغية الوصول إلى إيقاف المتورطين أو المرتبطين عضوياً ولوجستياً بهذه الشبكات.
وفي موازاة هذه العملية الأمنية التي وصفها أركان الدولة بالنوعية، والتي أنقذت لبنان من كارثة، يطرح البعض تساؤلات عن كيفية إثارة الموضوع والتعاطي معه إعلامياً.
ومن هذه التساؤلات، بعض الأمور اللوجستية المتعلقة بتصرفات الانتحاري، وتحديداً اصطحابه هويته إلى مكان من المفترض أن ينفذ فيه عملية انتحارية؛ وثانياً عن غايته من دخول المقهى، وطلب القهوة والبسكويت، بدلاً من تفجير نفسه فوراً. والسؤال الثالث عن كيفية تمكّن العناصر الأمنية من انتزاع الحزام الناسف منه، من دون أن يبادر إلى تفجير نفسه، كي لا يسمح لأحد بتوقيفه.
هذه الأسئلة تجيب عنها مصادر أمنية، فتعتبر أن الانتحاري قد لا يكون محترفاً. لذلك، ارتبك لدى اكتشافه ولم يعرف ماذا يفعل، أو لعل الحزام من دون صاعق تفجير. أما الاحتمال الثالث فهو حصول خطأ تقني أدى إلى عدم تفجير الحزام. وتلفت المصادر إلى أن الحزام كان يحتوي على 8 كلغ من المواد شديدة الانفجار وقطع حديد وفتيل وصاعق تفجير.