Beirut weather 12.41 ° C
تاريخ النشر July 4, 2016
A A A
لماذا لبنان …..الآن!؟
الكاتب: مرسال الترس - موقع المرده

بعد التفجيرات الارهابية الأكبر من حيث العدد، والافشل من حيث النتائج في بلدة القاع البقاعية الاسبوع الفائت، كثيرة هي الاسئلة التي تدافعت الى أذهان معظم اللبنانيين عن الاسباب التي دفعت بالتنظيمات الارهابية الى استئناف “عملياتها الجنونية” على الساحة اللبنانية وفي هذا التوقيت بالذات، ليخلص المراقبون والمتابعون لما يجري على صعيد اقليم الشرق الاوسط الى استنتاجات عدة أبرزها:
صحيحٌ ان الدول الكبرى والمؤثرة التي تدير لعبة الأمم متوافقة، وفي سبيل مصالحها فقط، في أن يكون لبنان بمنأى عن الغطس في أتون تداعيات “الفوضى الخلاّقة” التي بدأت بدق ابواب العديد من العواصم العربية، ابتداء من تونس وصولاً الى ليبيا مروراً بمصر واليمن والعراق وسوريا اعتباراً من مطلع العام 2011 بهدف رسم خرائط جديدة لهذا الشرق بعد انتفاء جدوى اتفاقات سايس – بيكو التي رسمت خرائطها قبل مئة سنة بالتمام والكمال، وتنفيذاً لاحلام يهودية بأن تكون الدولة العنصرية اسرائيل هي الأقوى بين دويلات متصارعة ومتناحرة.
وصحيحٌ ايضاً أن هذا اللبنان “السريع العطب” وفق اراء العديد من المحللين، قد أثبت خلال مراحل دقيقة وصعبة منذ بداية تاريخه الاستقلالي، أنه قوي بما يكفي ليتخطى الهزات الأمنية حتى ولو وصلت الى حدود الزلازل، لأن تركيبته الطائفية والمذهبية وبرغم كل الثغرات التي تعتريها، ما تزال تشكل جسر آمان له لعبور المخاطر وهي التي تقف حجر عثرة في وجه الدولة العنصرية اسرائيل التي تعمل ليل نهار من اجل اثبات عدم قدرة الطوائف والمذاهب على التعايش ضمن بيئة واحدة.
الثابت أن الدولة اليهودية لن تكل ولا تمل في ابتكار الافكار بغية ضرب الصيغة اللبنانية وذلك منذ احتلالها للارض الفلسطينية عام 1948. تارة عبر الفتن الطائفية والمذهبية، وطوراً عبر الحروب المباشرة، وأخيراً من خلال “الدواعش” ومشتقاتهم الذين لمس جميع العالم لمس اليد كم كانت يد اسرائيل طويلة في تكوين هذا الوباء ضد الانسانية، وهي التي لم تخجل يوماً في إقامة افضل العلاقات معهم، إن لجهة استقبال جرحاهم في مستشفياتها، او دعمهم عسكرياً ولوجستياً من اجل تنفيذ مآربها ومخططاتها. والاّ ماهو المبرر لعدم ضرب تلك الاسرائيل باية “وردة داعشية” حتى الساعة، بينما مساحات واسعة من الارض العربية ملتهبة؟
فوفق قناعات العديد من المراقبين والمتابعين ورغم الاصوات النشاز، فما على اللبنانيين الاّ ان يتوقعوا اموراً كثيرة ومتنوعة وفي كل الظروف من اجل ضرب صيغتهم واستقرارهم. ولكن خلاصهم الوحيد يبقى بالتفتيش عما يجمع بينهم، لأن اسرائيل لن ترحم أية فئة منهم، وكذلك “الدواعش”، وهذا ما ثبت من خلال التفجيرات التي طالت كل الطوائف والمذاهب في كل المناطق.