Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر December 19, 2017
A A A
لماذا قتل المعتدي طارق .ح الدبلوماسية البريطانية؟
الكاتب: النهار

لا تزال جريمة قتل الديبلوماسية البريطانية ريبيكا ديكس ( 30عاما) تتوالى فصولاً، معطيات جديدة تكشف خيوطاً وسلوكيات المجرم في هذه القضية. وفي انتظار انتهاء التحقيقات وكشف ملابسات الحادث بكل أطره وعلى كافة الأصعدة، نغوص في الدوافع النفسية والأسباب التي دفعت طارق الى الاغتصاب وقتل ضحيته.

لسنا في صدد الحكم او التبرير، وإنما في محاولة البحث وفهم سلوكيات المعتدي على الصعيد النفسي. يبقى السؤال الأهم في هذه الجريمة لماذا أقدم طارق على قتل ضحيته بعد اغتصابها؟

يرى الإختصاصي في علم النفس العيادي الدكتور نبيل خوري ان “الاغتصاب عبارة عن رغبة جامحة لممارسة الجنس مصحوبة بحالة هجيان دفينة او في ساعتها لاستمالة الشخص إما بوسائل ملتوية كالخداع والكذب او بالإكراه والتهديد. ولكن يبقى الهدف واحداً وهو تفجير الكبت والاستمتاع والوصول الى النشوة، بغض النظر عن الشخص الآخر”. وفق خوري “غالباً ما يكون المغتصب إنساناً شرير النزعة وصاحب نية سيئة، ولا يأخذ في الاعتبار تداعيات ونتائج فعلته”.

ما الذي يُخفيه طارق خلف فعلته؟

يكون المغتصب امام حقيقتين: في حال خطط لفعل الاغتصاب عن سابق اصرار وتصميم، فهو قادر على النجاة بفعلته. أما إذا لم يخطط سابقاً للاغتصاب، يُقدم على ارتكاب أعمال يسعى من خلالها لإخفاء فعلته، وغالباً ما يكون ذلك بتهديد ضحيته والإساءة الى كرامته وسمعته التي تكون في حالة خوف وندم. ويشدد الاختصاصي في علم النفس العيادي ان “هذه الأمور تنجح في بعض الأحيان وتفشل في أحيان أخرى، حيث تكمن الحاجة الى إخفاء فعلته بالقتل. عندما يلجأ المعتدي الى قتل ضحيته فيكون بطبيعته مجرماً لا يهاب النتائج ولا يُقيم وزناً للعدل، ويظن ان العقاب لن يطاله لعدة اسباب منها :

* بعيد عن الأجهزة الأمنية ونفذ عمله الإجرامي بدقة وحرفية دون أن يخلف وراءه أي أدلة.

* أما إذا كان في لحظة انفعال، فيقدم على تشويه معالم الجريمة يؤدي الى اقترافه مجموعة حماقات، فيحاول إخفاء الجثة او حرقها او تشويهها او الابتعاد عنها قدر المستطاع، بعيداً عن عيون الناس وفضولهم. وفي هذه الحالة لا بدّ من التوقف عند الناحية النفسية للمعتدي الذي يكون إما:

– صاحب نية إجرامية.

– لا يُقيم وزناً للعدالة ومقتنع أنه سينجو بفعلته.

– يتكّل على ذكائه، وغالباً ما يكون في غير مكانه عند إخفاء جرمه.

مما لا شكّ فيه ان المعتدي يعاني من أمراض نفسية وعقد ومركبات نفسية، وان تكرار فعلته أكثر من مرة يعود إلى عدة أسباب منها:

* إدمانه على الأفلام الإباحية.

* فشله في العلاقات السابقة مع مجموعة من النساء.

* لا يعرف كيف يضبط غرائزه ويكبحها، فيكون كائناً حياً مُحركاً غرائزياً.

اذاً التكرار حسب ما يؤكد خوري يكون ناتجاً عن كل الأسباب المذكورة، وعلى رأسها ان المرض النفسي الذي يعاني منه لم يُشفَ منه. عندما تكون الحوافز أكثر من الروادع لا يتلكأ عن فعلته لأنه محرك غرائزياً، لكن ذلك لا يُسقِط عنه المسؤولية، فحتى القانون يعاقبه لأنه مسؤول عن فعلته. ويبقى علينا الانتظار لانتهاء التحقيقات للبناء على الشيء مقتضاه ومعرفة حقيقة الأسباب التي أدت الى جريمته.