Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر January 22, 2018
A A A
لماذا رفض مبارك لقاء الأميرة ديانا؟
الكاتب: سبوتنيك

رفض الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك لقاء أي من أفراد العائلة الملكية البريطانية خلال سنوات رئاسته الأولى بسبب “موقفه من طريقة تعامل الرئيس المصري السابق أنور السادات معها”.
وكشفت وثائق سرية بريطانية إن مبارك حرص على أن يعطي صورة لنظام حكمه مختلفة عن سابقه، بما في ذلك دور زوجته في المجال العام، حسب بي بي سي.
وخلال الترتيب لزيارته الثانية للندن في شهر شباط 1983، رفض مبارك دعوة بريطانية للقاء تشارلز، أمير ويلز ولي عهد بريطانيا، وزوجته ديانا، أميرة ويلز.
​وتكشف الوثائق، التي حصلت عليها بي بي سي العربية حصريا، أن هذا الرفض أزعج الحكومة البريطانية التي كانت تأمل في أن يؤدي مثل هذا اللقاء إلى دعم العلاقة بين أسرة مبارك والعائلة الملكية.
وفي برقية “سرية عاجلة” إلى وزارة الخارجية في 27 كانون الثاني 1983، قال سير مايكل وير، سفير بريطانيا في القاهرة، إنه تلقى معلومات تشكل “مفاجأة مذهلة له وللخارجية البريطانية” بشأن موقف مبارك.
وحسب البرقية، فإن إبراهيم شكري، زعيم حزب العمل المعارض، أبلغ السفير البريطاني بأن مبارك قال خلال لقاء قريب معه إنه “ليس سعيدا بالترتيبات التي يجريها البريطانيون خاصة الدعوة للقاء أمير وأميرة ويلز”.
ونقل السفير عن شكري قوله إن مبارك “انتقد الطريقة التي تعامل بها الرئيس السادات مع زيارة أمير وأميرة ويلز لمصر في نهاية جولة شهر العسل بعد زواجهما.
​وكان تشارلز وديانا، قد قضيا الفترة بين 12 حتى 15 من آب عام 1982 على متن اليخت الملكي “بريتانيا” قبالة سواحل مصر، ثم نزلا بمنتجع الغردقة، الذي طارا منه إلى لندن، وكان ذلك بدعوة من مبارك، نائب الرئيس السادات في ذلك الوقت”.
وقد تنبأ السفير باحتمال أن يكون مبارك قد توقع ترتيب لقاء له مع الملكة شخصيا، وليس ولي العهد وزوجته، خلال زيارته للندن.
وقد حاول سير مايكل، في برقيته، تفسير موقف مبارك.
وقال في برقيته “من الواضح أنه شعر بأن السادات قد بالغ في الاهتمام بالزوجين اللذين كانا يقضيان شهر العسل”.
وفي السياق نفسه، تقول الخارجية البريطانية في برقية سرية بعنوان “علاقات المملكة المتحدة ومصر(شهر العسل)”، إن تشارلز وديانا “ربما يأملان في رؤية نائب الرئيس على متن اليخت، أو الرئيس إذا عاد (من أوروبا) عندما يمر اليخت بالقناة يومي 12و13 آب”.
وكان السادات ألغى زيارة إلى النمسا بين يومي 10 إلى 15 آب 1981 ، لإجراء مباحثات مع المستشار النمساوي كرايسكي، حسب بي بي سي.
وبرر بعض المراقبين إلغاء الزيارة بمخاوف أمنية بعد اعتقال فلسطينييْن مسلحيْن في مطار فيينا قبل الزيارة بحوالي شهر.
وقد أبرقت السفارة البريطانية في النمسا إلى الخارجية في لندن قائلة إن “وزارة الخارجية النمساوية تؤكد أن الزيارة اُلغيت دون توضيح… وأبلغونا برضائهم التام عن ترتيباتهم الأمنية بالخاصة بالزيارة”.
ويقول السفير البريطاني في القاهرة إن مبارك “ربما كان على دراية، على سبيل المثال، بما أمكن لنا جميعا أن نتوقعه بأن وصول الزوجين الملكيين إلى مصر وليس الخوف من تهديد إرهابي في فيينا هو الذي أدى إلى أن يختصر السادات جولته الأوروبية ويكون هنا في مصر لتحيتهما”.
وتوقع سير مايكل أيضا أن يكون هدف مبارك من رفض لقاء تشارلز وديانا هو أن ينأى بنفسه عن أسلوب السادات.
ويشرح السفير تصوره قائلا “ربما شعر مبارك بأنه لو أن اتصاله الوحيد مع الأسرة الملكية خلال زيارته هو عشاء خاص مع أمير وأميرة ويلز، فإن هذا سوف يثير انطباعا بأنه يشارك السادات في تطلعه إلى المجتمع الراقي، ويهز صورة رجل الدولة الجاد التي يسعى لخلقها عن نفسه”.
وأشارت البرقية إلى تقرير، حذف مصدره لأسباب أمنية، في هذا الشأن، يقول إن مبارك “لا يشعر بالارتياح تجاه العائلة الملكية البريطانية”.
وتكشف البرقية أيضا عن أن الخارجية سعت حثيثا لفهم أكثر لموقف مبارك عن طريق “اللقاءات المطولة” مع السفير المصري في لندن، آنذاك، حسن أبو سعدة.
وفهمت الخارجية أن “للأمر بعدا سياسيا أيضا”، هو أن مبارك يتبع “أسلوبا جديدا في الزيارات الرئاسية”.
وقالت البرقية إن “الرفض المصري لتطوير علاقات بين الرئيس والعائلة الملكية يدعو للأسف، غير أنه ليس عقبة حقيقية أمام علاقات مرضية بشكل عام”.
لم تتوقف مساعي بريطانيا الرامية للوقوف بالتحديد على سبب موقف مبارك من العائلة الملكية، وحصلت على ما تريد، كما يشير سير مايكل، من الدكتور أسامة الباز، مستشار مبارك للشؤون السياسية، حسب بي بي سي.