Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر July 19, 2017
A A A
لماذا تخوض واشنطن حروبها منذ 16 عاما؟
الكاتب: روسيا اليوم

حدد المحلل السياسي والاقتصادي الأميركي الشهير بول كريغ روبرتس، في مقال له نشرته صحيفة “غيوبوليتيكا”، أسبابا ثلاثة لحروب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقي، وكتب روبرتس:

أنفقت الولايات المتحدة تريليونات الدولارات، وارتكبت جرائم حرب خيالية، واضطَرت الملايينَ من البشر للهجرة إلى أوروبا، وفي الوقت نفسه، تقول الإدارة الأميركية إنها لا تستطيع الإيفاء بالتزاماتها بموجب الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي.

وإن المفارقة الغريبة في هذا الأمر هو غياب الحاجة لدى الشعب الأميركي ووسائل الإعلام والكونغرس لمعرفة أي شيء عن حقيقة أهداف هذه الحروب، التي اتضح لاحقا أنها مبنية على الكذب الخالص.

فما الذي يفسر مؤامرة الصمت هذه؟
إن معظم الأميركيين بصورة عامة يعتقدون أن هذه الحروب جاءت رد فعل من حكومتهم على أحداث الحادي عشر من أيلول 2001، وذلك ما يزيد من تعميق الغموض حولها، لأن حقيقة الأمر في أن أيا من العراق أو ليبيا أو سوريا أو اليمن، فضلا عن أفغانستان وإيران، لم يكن لها أي علاقة بما جرى في 11 أيلول 2001. ولكن سكان هذه البلدان هم من المسلمين، وقد تمكن نظام بوش الابن ووسائل الإعلام من ربط ما جرى بالمسلمين.

ولو عرف الشعب الأميركي و”ممثلوه” في الكونغرس المغزى الحقيقي لهذه الحروب لإنتفضوا وأبدوا شيئا من الرفض.

ولكن، ما هو المغزى الحقيقي من الحرب التي تخوضها “واشنطن” الآن في سوريا؟ والتي تخطط لها ضد إيران. فهذه الحرب ليست حربا أميركية، لأن واشنطن ليست أميركا.

توجد ثلاثة أسباب للحرب في سوريا.
الأول، يرتبط بأرباح مجمع الاستخبارات العسكري، الذي تلتقي مصالحه في التآمر مع احتكارات التصنيع العسكري الخاصة ورموزه القوية في السلطة، والذين يحتاجون إلى خطر معين لتبرير ميزانيات سنوية تفوق بحجمها الناتج المحلي الإجمالي لكثير من البلدان.

السبب الثاني، يرتبط بإيديولوجية المحافظين الجدد، والتي تبرر الهيمنة الأميركية على العالم، وتدعي أن مسؤولية واشنطن تتمثل في فرض “الأمركة” على كل العالم. وهذه البلدان مثل روسيا، الصين، إيران وسوريا، التي تعارض الهيمنة الأميركية، يجب زعزعة استقراراها وتدميرها.

أما السبب الثالث، فهو مرتبط بحاجات إسرائيل إلى الموارد المائية في جنوب لبنان.

وقد أرسلت إسرائيل مرتين جيشها الذي “لا يقهر” لاحتلال جنوب لبنان، لكن حزب الله طرد هذا الجيش الذي “لا يقهر” في كلا المرتين. وللحقيقة، فإن إسرائيل تستخدم الولايات المتحدة لإطاحة الحكومتين الشرعيتين في سوريا وإيران، واللتين تقدمان الدعم العسكري والاقتصادي إلى حزب الله. ولو تمكنت الولايات المتحدة من التخلص ممن يدعمه، فإن الجيش الإسرائيلي سيكون قادراً على قضم الجنوب اللبناني وسرقته تماما بنفس الطريقة التي تم بها الاستيلاء على فلسطين وأجزاء من سوريا.

هذا، ومن الواضح أن الديمقراطية الأميركية هي غِشُّ واحتيال وتزوير، تخدم أيا كان، ولكن ليس الأميركيين.
*

ترجمة وإعداد:  ناصر قويدر