Beirut weather 20.21 ° C
تاريخ النشر January 2, 2024
A A A
لماذا تتعرض اليابان للزلازل المتكررة وخطر تسونامي؟

ضربت سلسلة زلازل قوية وسط اليابان، أمس الاثنين، ما تسبب في حدوث موجات تسونامي زاد ارتفاعها عن متر في بعض المناطق، ودفع بالسلطات إلى الطلب من السكان مغادرة بعض المناطق واللجوء إلى المرتفعات، لكن مركز التحذير من التسونامي في المحيط الهادئ قال فيما بعد، إن خطر حدوث موجات أخرى “خف إلى حد كبير”.

وضرب الزلزال مقاطعة إيشيكاوا في الجانب المطل على بحر اليابان في جزيرة هونشو عند الساعة 16:10 (07:10 بتوقيت جرينيتش)، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، وأودى بحياة 4 أشخاص.

ويشكل عام 1923، مرحلة فارقة في تاريخ اليابان مع الزلازل، إذ ضرب زلزال كبير بقوة 7.9 درجات سهل كانتو قرب العاصمة طوكيو، وأودى بحياة 105 آلاف شخص، ويعد من بين الزلازل العشرة الأكثر عنفاً في العالم منذ 100 سنة.

لم تعد العاصمة اليابانية تُشبه، على الصعيد المعماري، ما كانت عليه في 1923، حيث نشأت بعد الزلزال المدمر، والقصف الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية، مدينة ضخمة تسيطر عليها الخرسانة المسلّحة بمباني حديثة مصممة لحمايتها من الزلازل. وتعد معايير البناء المقاوم للزلازل في اليابان، بين الأكثر صرامة في العالم.

 

منطقة الحزام الناري
منذ حدوث الزلزال المدمر، الذي شكل “جرس إنذار” لليابان، تعرض الأرخبيل وحده لنحو 10% من الهزّات الأرضية التي تسجل حول العالم.

ويحدث نحو 90% من النشاط الزلزالي المسجل حول الكوكب، في “منطقة الحزام الناري” The Pacific Ring of Fire الذي تقع اليابان داخله، والذي يضم أيضاً نحو 75% من البراكين النشطة والخامدة، حسب المرصد الأيرلندي للجيوفيزياء.

توجد داخل حزام النار أحزمة تكتونية مختلفة، بما في ذلك صفيحة المحيط الهادئ، والصفيحة الأوراسية، والصفيحة الهندية الأسترالية، والتي تستمر في التشابك والتصادم مع بعضها البعض، مسببة الزلازل والانفجارات البركانية وأمواج تسونامي.

في عام 2011، تعرضت اليابان لزلزال بقوة 9.0 درجات وأدى إلى تسونامي مدمر في سواحلها الشمالية الشرقية، مما أسفر عن وفاة نحو 18 ألف شخص وتشريد عشرات الآلاف. وأدت موجات تسونامي إلى انهيار محطة فوكوشيما للطاقة النووية، مما تسبب في أسوأ حادث نووي منذ كارثة تشيرنوبيل عام 1986.

 

 

مباني مقاومة للزلازل
أُضيفت إلى الأساسات الصلبة لناطحات السحاب في اليابان، آليات مضادة للاهتزاز، تشمل وسائد مطاطية ضخمة تحت الأساسات لعزلها عن الأرض، بالإضافة إلى أجهزة لامتصاص الصدمات موزّعة في الطوابق، أو حتّى كتل معدنية تزن عدّة مئات من الأطنان تُثبّت في أعلى المباني، وتقلل تأرجحها عند حدوث الاهتزازات.

وبُرج “تورانومون هيلز موري تاور” (247 متراً) الذي بُني في عام 2014، محصّن بأجهزة مضادة للاهتزاز، بينها 516 جهازاً لامتصاص الصدمات تعمل بالزيت، وفي كل منها أسطوانة حديدية سميكة يبلغ طولها 1.7 متر.

ويوضح كاي توياما، المسؤول في قسم هندسة الإنشاءات لدى شركة العقارات اليابانية العملاقة “موري بلدينج” لوكالة “فرانس برس”، أنه “في وقت الهزّات، تتمدّد الأجهزة وتنكمش على نحو متكرر وتبدأ بالتسخين”، مضيفاً: “تحوّل الطاقة التي يطلقها الزلزال إلى طاقة حرارية” ما يسمح بتقليل الاهتزازات.

ومنذ عام 1960، تُحيي اليابان في الأول سبتمبر اليوم الوطني للحدّ من الكوارث الطبيعية، ويخضع خلاله تلامذة وموظفون ومسؤولون لتدريبات لمحاكاة زلزال ضخم.

ويحتفظ العديد من اليابانيين بإمدادات طوارئ في منازلهم، وكذلك الشركات والسلطات العامة. بحلول الأول من أبريل 2023، كانت السلطات المحلية في طوكيو تخزّن 9,5 مليون وجبة سريعة التحضير (أرزّ ومعكرونة وقطع بسكويت) في 400 مستودع تقريباً.

 

 

ما هو تسونامي؟
تسونامي (كلمة يابانية تعني موجة الميناء) هي سلسلة من أمواج المحيط العملاقة الناجمة عن الزلازل أو الانفجارات البركانية تحت المحيط. عندما يحدث زلزال تحت المحيط، يمكن لجزء كبير من قاع المحيط أن يتحرك فجأة للأعلى أو للأسفل، مما يؤدي إلى إزاحة مفاجئة لكمية كبيرة من الماء، وبالتالي يسبب موجات تسونامي.

يمكن أن يحدث شيء مماثل عندما ينفجر بركان في المحيط. تعمل الحمم المتدفقة من البركان على إزاحة الماء المحيط بها، ويمكن أن يتحول هذا الماء إلى موجة كبيرة.

وفقاً لتقرير صادر عن وكالة “ناسا”، فإنه “عادةً ما تبدأ موجات التسونامي الكبيرة في أعماق المحيطات، وكلما اقتربت الموجة من الشاطئ، أصبحت أطول”.

يمكن أن يصل ارتفاع أمواج تسونامي إلى مئات الأمتار، ويمكن أن تنتقل بسرعة الطائرات النفاثة فوق المياه العميقة، بينما تتباطأ عند الوصول إلى المياه الضحلة.

ومع ذلك، ليست كل الزلازل أو الانفجارات البركانية تؤدي إلى موجات تسونامي. يمكن أن يعتمد تكوين تسونامي على مجموعة من العوامل، بما في ذلك شكل قاع المحيط، ومسافة الزلزال واتجاهه.