Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر April 3, 2022
A A A
للمرة الثانية… عذراً سليمان فرنجيه
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

 

كانت جدتي تقول ما بيتهاجم الا القوي، فيما علم النفس يقول إن الاحساس بالنقص يتسبب في انتقاد الاخرين والتهجم عليهم، أما نابوليون بونابرت فكان يقول إن الهجوم خير وسيلة للدفاع…كل هذه المقولات تصح اليوم وتسقط حفراً وتنزيلاً على بعض المرشحين الطامحين لحجز مقعد نيابي، معتمدين مقولة الغاية تبرر الوسيلة، ضاربين بعرض الحائط المنافسة الاخلاقية ومتناسين ماضيهم القريب والبعيد.
مناسبة هذا الحديث ذاك الكم الهائل من الحقد والافتراءات والدجل السياسي الذي نراه عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي من اناس نصبوا انفسهم بانفسهم اولياء امر البلد ورأس حربة الدفاع عن اهله وسيادته وعن امواله واستقراره فيما كانوا هم اول من دق اسفين في نعش اخراج البلد من ازماته سواء عبر اتفاقات المصلحة الانتخابية او عبر سياسات عقيمة مبنية على محاولة الغاء الاخر و”قوم لاقعد مكانك”.
قد يقول قائل إن رفع سقف الخطاب او المزايدات الشعبوية هي من عدة الحملات الانتخابية وتتزايد وتيرتها مع كل استحقاق انتخابي، ولكن هذه العدة لم نستخدمها كمرده يوماً في حملاتنا الانتخابية ولم نمتهنها يوماً في تاريخنا السياسي، وهي بعيدة عن مدرستنا الوطنية لأنه على ما تقول القاعدة العلمية إن الحيوانات الضارة تعض خوفاً وكذلك الانسان يهاجم من خوفه على نفسه او مُلكه او كما يحصل اليوم على مقعده الانتخابي، فيما نحن لم نخف يوماً واحداً لا على مقعد ولا على مركز ولا على سلطة، لذا لم نعتمد في اي يوم الهجوم وسيلة بل اتكالنا لطالما كان على مواقفنا ومبادئنا وعلى قاعدتنا الشعبية التي ما بدلت يوماً تبديل.
لطالما قال لنا رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه ان لا نرد على احد بالشخصي وان نقارع بالحجة وان نتجاهل الجاهل ونبعتد عن الدخول في نقاش معه وكذلك ان نبتعد عن مساجلة الذين يشعرون بالنقص وما اكثرهم هذه الايام، ولطالما وافقته على هذه المقولة ولطالما امتهنتها، ولكن للمرة الثانية عذراً سليمان فرنجيه لانه لا بد من انعاش ذاكرة البعض ممن مسهم مرض العصر وهو الزهايمر السياسة:
– ان سليمان فرنجيه وباعتراف كل سفراء الدول الاجنبية والعربية ومخابراتهم لا يقول تحت الطاولة عكس ما يقوله فوق الطاولة.
– ان سليمان فرنجيه عارض كل السياسات الاقتصادية منذ العام ١٩٩٢ ، كما انه لطالما حذر من النظام الاقتصادي الريعي.
– ان سليمان فرنجيه يعلن عن قناعاته على رأس السطح ولا يخشى في الحق لومة لائم فحليفه حليف، كما انه لا يسحب يده من يد صديق مهما كان الثمن غالياً.
– ان سليمان فرنجيه براغماتيكي انما ثابت في قناعاته ولا يتقلب بتقلب الظروف فيكون مثلاً يوما مع العهد ويوما ضده وساعة مع الثورة وساعة ضدها.
– ان سليمان فرنجيه لم يهلل للعهد يوماً ويساهم بوصوله ثم ينقلب عليه بل اقترع في الانتخابات الرئاسية بورقة بيضاء انسجاماً مع قناعته.
– ان سليمان فرنجيه لا يعتمد الخطاب الشعبوي والتحريض الطائفي لان ذلك ضد مبادئه ولانه رئيس تيار عابر للطوائف والمذاهب.
هذا هو سليمان فرنجيه الذي عندما يقرأ هذه المقالة سيضحك ويردد مقولته الشهيرة: ” كل ما جن خصمك افرح له”.