Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر February 7, 2018
A A A
للعلى وفّى قسطه وللبنان
الكاتب: الياس الديري - النهار

لا شكَّ في أن لقاء الرؤساء الثلاثة، وتوحدهم حول رأي انقاذي شامل، أعطى لبنان فرصة حكيمة لالتقاط الأنفاس، ولملمة الخلافات ومصادرها وأسبابها.

لا يختلف اثنان على القول إن لبنان الأسبوع الماضي وصل الى مسافة فرسخ من بركان، ليس في الامكان تقدير حجمه، أو تقدير أخطاره وأضراره.

لقد أُنقذ هذا البلد المعتَّر جداً وكثيراً. أُنقذ للمرة الثانية، أو الثالثة، أو العاشرة، لا أحفظ الرقم الحقيقي. إلا أن العقلاء أجمعوا على أن لبنان الذي كان قطعة سما أُنقذ من مصير مجهول حقاً، وأَعاد لقاء الرؤساء الثلاثة الأمور الى وضعها الطبيعي، مثلما أَعاد بعض النزقين الى صوابهم وواجباتهم.

لقد جاء اجتماع الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه برّي والرئيس سعد الحريري في وقته. وأعطى ثماره للحال بعدما كان كل من الرؤساء قد ساهم في بذل أقصى الجهود لإطفاء النار، واطفاء النيّات التخريبيّة، واطفاء محاولات العبث بالأمن على طريقة قريبة مما خضعت له بوسطة عين الرمانة.

كل العقلاء ومريدي الخير للبنان رأوا اجتماع الترويكا يشكّل وحده ما يشبه المعجزة في مثل هذه الظروف المعقّدة للغاية، والقريبة جداً من أمكنة الحرائق الجامحة. ومن الضورري جداً تكرار هذا الاجتماع في فترات وجيزة، فمن شأنه أعطاء لبنان واللبنانيين دفعاً وطنياً في الاتجاهات الصحيحة، وإبعاد شبح الكوارث والمخاطر الى غير رجعة.

من البديهي أن تكون الصراحة قد حضرت مثلَّثة المفعول والنتائج، وان تكون مرافقتها الاجتماع قد سهَّلت المهمة وساهمت في جعل اللقاء الثلاثي مثمراً ومفيداً ويعيد الروح الى المؤسَّسات برمّتها، ويقول للبنانيّين إن الرؤساء الثلاثة لن يوفِّروا فرصة من شأنها اضفاء الطمأنينة على الوضع اللبناني برمته. ولسنا بعيدين من لبنان مستقر وناشط في مختلف الحقول.

من الكلام الوارد في البيان الصادر عن هذا الاجتماع، المهم والمثمر يمكن الاستنتاج أن الرؤساء لن يقدّموا أية مصلحة على مصلحة لبنان ووحدة شعبه، والسعي بكل تأكيد وتعاون الى توفير عوامل نقل لبنان من وضعه الراهن الى وضع يعمّه السلام والاتفاق والتفاهم على مختلف الصعد. وفي شتى الحقول. وهكذا يكون اللقاء الرئاسي قد وفّى قسطه للعلى وللبنان.

وتأكيداً لذلك، واصراراً على نزع كل أسباب الخلافات ودوافعها، “أهاب المجتمعون بالقيادات اللبنانيَّة كافة تجاوز الخلافات والارتقاء في الأداء السياسي الى مستوى عالٍ من المسؤوليَّة الوطنيَّة التي تفرضها دقة المرحلة”.

لقد كان اجتماعاً مثمراً حقاً، أكد الرؤساء الثلاثة خلاله الحرص بكامل الجهود المشتركة على الوقفة التضامنية الواحدة، التي تحمي وحدة اللبنانيين وسلامة الوطن.

حان الوقت ليلتفت الجميع الى لبنان ووحدته وسلامته.