Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر August 29, 2020
A A A
لقاء ليلي مُطوّل بين الحريري و”الخليلين”… واتصالات لتسويق اسم الرئيس المكلف
الكاتب: علي ضاحي - الديار
بعد اسبوع من الاخذ والرد، وعلى بعد يومين وبضع ساعات من وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت، نجح الاخير بإقناع رئيس «تيارالمستقبل» الرئيس سعد الحريري بتسمية مرشح سني ليقود حكومة اعادة الاعمار والنهوض بلبنان.
وبناء على هذا التطور، دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى استشارات تعقد الاثنين وسيخرج خلالها «الدخان الابيض» لتكليف رئيس حكومة ليشكل الحكومة الجديدة وسيكون في عداد مُستقبلي الضيف الفرنسي الكبير.
هذه الاجواء، تنقلها اوساط واسعة الإطلاع في 8 آذار، وقالت، ان ما يدور من اتصالات حكومية خلف الكواليس، والتي نشط فيها خلال الساعات الـ48 الماضية كل من المعاون السياسي لامين عام حزب الله الحاج حسين الخليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والرئيس الحريري، اذ عقد ليل امس لقاء مطول بين «الخليلين» والحريري، وتمّ تخصيصه للنقاش في الاسم الذي سيختاره الحريري ويُزكيه سنياً ليقود الحكومة الجديدة.
وتقول الاوساط ان اسما نواف وتمام سلام باتا خارج التداول، الاول لأن حزب الله وضع «فيتو» على اسمه ثلاث مرات : المرة الاولى بعد استقالة الحريري في 29 تشرين الاول الماضي والثانية بعد استقالة الرئيس حسان دياب في 10 آب الماضي والثالثة منذ ايام.
و«الفيتو» الثالث على اسم نواف سلام من قبل حزب الله و8 آذار، لانه يعتبره وديعة اميركية وسعودية على رأس الحكومة، ومناسبته كانت محاولة تعويمه منذ 4 ايام وباتصالات جرت بين مختلف قوى وبقايا 14 آذار.
اما سقوط اسم تمام سلام وفق الاوساط، مرده الى عدم رغبته في تولي الحكومة في عهد الرئيس عون وفي «كنف» النائب جبران باسيل، وهذا الكلام لتمام سلام ابلغه الى المقرّبين منه والقوى المشكِلة للحكومة، وكذلك في الاعلام اذ صرح سلام بشكل صريح بالامر.
وتقول الاوساط، ان اليوم سيكون حافلاً مجدداً بالاتصالات بعد تسمية شخصية سنية مقبولة، ولكن لن يُكشف عن الاسم، الا بعد اكتمال الاتصالات وتأمين التوافق حولها قبل الاثنين لتكون استشارات الاثنين نهائية للتكليف ومن دون مُفاجآت سلبية قد تضرّ بزيارة ماكرون واهميتها في تخريج الحل الحكومي.
وتؤكد الاوساط، ان البحث في شكل الحكومة ووظيفتها لم يجر بعد، وان الاساس هو الاتفاق على اسم الرئيس المكلف لتكون الامور الاخرى استكمالاً لهذه الخطوة.
وتشير الاوساط، الى ان حتى الساعة، لا علم لنا بأي شروط عرضت على اي طرف داخلي ولا اي املاءات لتسهيل امور الحكومة، وخصوصاً ان هناك من لا يُريد ان يفهم انه لا يُمكن عزل حزب الله سياسياً وحكومياً. وان الحزب لا يُمكن ان يقبل ان يكون لبنان من المطبّعين مع، او ان يسير في الركب العربي – الخليجي – الاميركي لتصفية القضية الفلسطينية.
وتلفت الاوساط، الى ان المطلوب ان يُدفع ثمن سياسي في لبنان كي تُشكل حكومة، وكل ما يُحكى عن اصلاح ومكافحة فساد واستقلالية قضاء هي مطالب للابتزاز السياسي لتحقيق السلام المزعوم مع العدو. فأين الاصلاح والديموقراطية ومكافحة الفساد في السعودية ومصر والامارات والاردن وغيرها من الدول الحليفة لاميركا والسعودية؟
في المقابل، تؤكد الاوساط ان مهمة الحكومة اذا ما جرى تشكيلها بسرعة صعبة للغاية. والمطلوب منها برنامج اصلاحي مالي سريع واعمار ما تهدم من جراء انفجار المرفأ واعادة المهجرين الى بيوتهم قبل الشتاء.
وتضيف ان عرقلة الحكومة الجديدة بشروط داخلية وخارجية جديدة من شأنه ان يُعرّض البلد لمشاكل كثيرة وخصوصاً ان الوضع الداخلي مفتوح على خيارات كثيرة اقتصادية ومالية وخصوصاً مع اقتراب المخزون الاحتياطي من العملات الصعبة من الانتهاء، وبعد رفع الدعم عن الدواء والطحين والمحروقات سيكون هناك مجزرة اجتماعية لن يسمح فريقنا بوقوعها.
وتشير الاوساط الى ان خيار الاتجاه شرقاً لم «يركن على الرّف»، وتأخير حسم الخيارات بسبب تجاذبات في الحكومة الماضية لا يعني الوقوف مكتوفي الايدي. وتلفت الى ان ما قاله حاكم المصرف المركزي رياض سلامة توصيف لمشكلة صار عمرها سنة وهناك حصار مستمر ومنع للاموال «الطازجة» بالدولار الاميركي ان تأتي الى لبنان منذ ايلول 2019، وبالتالي المشكلة ليست وليدة الامس وهي متوقعة ان تحصل، ولكن قد لا تحصل، وبالتالي هي فرصة لاعادة تصويب الخيارات وتلافي الوقوع في مشكلة جديدة.