كتب انطوان غطاس صعب في “اللواء”:
استأثر موقف لبنان الحيادي باهتمام المعنيين، وبالتالي كان موضع تقدير واحترام من قبل دول مجلس التعاون الخليجي وعلى المستوى الدولي، لا سيما واشنطن والدول الأوروبية، وعلى هذه الخلفية يتوقع أن يصل المبعوث الأميركي توماس برّاك إلى لبنان في وقت ليس ببعيد، حاملاً معه الأجوبة على ما تقدّم به من تساؤلات للمسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في زيارته الأولى.
وينقل وفق المعطيات أن الإجابة ستأتي، هل أن واشنطن مرتاحة للأداء الرسمي في موضوع السلاح؟ بمعنى عدم تحديد فترة زمنية لتسليم السلاح، إنما أن يكون ثمة وعد رسمي من الدولة اللبنانية بخضوع بيد الدولة، إضافة إلى وعد آخر بأنه لا يمكن أيضاً ربط السلاح بموضوع الإعمار، حيث هناك قرى وبلدات تهدّمت، أي أن ينعقد مؤتمر الدول المانحة وبغطاء ودعم من واشنطن والمجتمع الدولي، من أجل دعم لبنان لا ربطه بالسلاح على اعتبار أن الإعمار مربوط بهذه المسألة.
وعليه فالإجابات ستأتي قريباً من الموفد برّاك، لكن تبدّلت الأجندة وصبّت لصالح لبنان بعد الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، وبمعنى أوضح فإن موقف لبنان الحيادي وكل ما قام به يساعد على سحب السلاح بالحوار مع حزب الله، حيث هناك أجواء ومعطيات بأن لقاءً سيعقد قريباً بين الرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وقيادة حزب الله برئاسة الحاج محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، والأمور قطعت شوطاً كبيراً من الاتصالات بعد الموقف الأميركي الواضح بإدانة إسرائيل وإيران، وبالتالي تقدير كل الدول التي كان لها موقف حيادي ومنها لبنان وسوريا ودول المنطقة بشكل عام باستثناء العدو الإسرائيلي، فعلى هذه الخلفية سيقطف لبنان ثمار ما جناه من موقف حيادي على أن تتوضح الأمور وتكون الملفات الداخلية موضع مواكبة ومتابعة داخلياً وخارجياً أكثر على مستوى التعيينات القضائية والإدارية واستكمال التعيينات الديبلوماسية ونواب حاكم مصرف لبنان وسواهم بطريقة توافقية، لأن ذلك يصبُّ في العملية الإصلاحية المطلوبة من المجتمع الدولي ومن كل الدول المانحة مثلها مثل عمليات حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية فقط.