Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر October 18, 2024
A A A
«لعنة غزة» تلاحق نتنياهو ؟
الكاتب: صلاح سلام

كتب صلاح سلام في “اللواء”

يحيى السنوار إنتصر على نتنياهو قبل أن يستشهد، وهزم خامس أقوى جيش في العالم، عندما أسقط إسطورة «الجيش الذي لا يُقهر». في معارك بطولية إستمرت سنة ونيّف، ونفذ أكبر عملية عسكرية في تاريخ النضال الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني في ٧ أكتوبر/ تشرين الأول من العام المنصرم، وهزّ قواعد الأمن الإسرائيلي، وضرب الثقة التقليدية بأجهزة الشاباك والموساد، وإستطاع أسر العشرات من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين، لمبادلتهم بالمئات من إخوانه المناضلين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
مسيرة السنوار لن تتوقف برحيله، بل هي مستمرة طويلاً في رحلة الأجيال التي تتوارث راية النضال من أجل فلسطين العربية ، جيلاً بعد جيل، حيث تبقى شعلة الثورات المتتالية مشتعلة، بمواجهة الة الحديد والنار الوحشية، التي يتوغل الإحتلال في إستخدامها لقمع إنتفاضات الشعب الفلسطيني المدافع عن أرضه ووطنه، والمتمسك بحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

التخلص من السنوار لا يعني خلاص نتنياهو من لعنة غزة، التي لاحقت أسلافه من السياسيين والعسكريين، وقضت على حياتهم السياسية، بعدما جرّدتهم من كل ما ينوه من زعامات وشعبية. ولعل البحث في «اليوم التالي» سيكون بداية الملاحقة الجهنمية لنتنياهو، التي ستلتهم «نشوة النصر» التي أفرط في إستغلالها، فور الإعلان عن إغتيال «بطل غزة».
تعقيدات الأوضاع المتفجرة، والبالغة التعقيد في غزة، ستكون بداية أفول نجم نتنياهو ، وخروجه من المسرح السياسي، والعودة إلى ملاحقته أمام القضاء من جديد.
الجيش الإسرائيلي غير قادر على البقاء في القطاع لفترة طويلة. ومشاريع إعادة الإحتلال والإستيطان التي يسعى لها حلفاء نتنياهو في الحكومة اليمينية المتطرفة، تلقى معارضة داخلية، ورفضاً حاسماً من واشنطن وعواصم القرار الدولي. وتأمين الخدمات الضرورية لأكثر من مليوني فلسطيني من أهل القطاع تتطلب إدارة قادرة، وتتوافر فيها أبسط المشاعر الإنسانية. وإعادة إنتظام الحياة اليومية توجب وجود إدارة
تتحسس معاناة شعب مشرد، ويعاني من الجوع والعطش ومن إفتقاد الخدمات الطبية الاساسية.
ليس مستغرباً أن ينتهز نتنياهو تخلصه من عدوه اللدود في غزة، لينقل كل الثقل في عدوانه الشرس على لبنان، مستفيداً من الدعم الأميركي اللامحدود، في الفترة المتبقية من الإنتخابات الرئاسية، عله يستطيع في الوقت نفسه تنفيذ خطته الخبيثة في توسيع رقعة الحرب في المنطقة وصولاً إلى غريمه الإيراني.
فهل يدفع «غرور الإنتصار الوهمي» نتنياهو إلى معركة من نوع المواجهات الإنتحارية؟