Beirut weather 17.43 ° C
تاريخ النشر October 20, 2017
A A A
«لعنة تشلسي» تلاحق كونتي
الكاتب: شربل كريم - الأخبار

بعد الإشادات، حان وقت الانتقادات. هذا ما يعيشه مدرب تشلسي أنطونيو كونتي الذي يعيش مع «البلوز» مرحلة متخبطة، وينقسم الرأي العام في تحميله مسؤولية ما يحصل من عدمه، في وقتٍ يعلم فيه الكل بأن الوضع لن يبقى على حاله.

مرة جديدة، عجز تشلسي عن الخروج فائزاً، فكانت المباراة الثالثة على التوالي التي لا يحتفل فيها الفريق في نهاية الدقائق الـ 90 بعدما عاش أوقاتاً عصيبة أمام ضيفه روما الإيطالي، فأفلت من خسارة على ملعبه رغم أنه كان سبّاقاً الى التقدّم بهدفين.

ولم تكن هذه المباراة السبب في إطلاق جرس الإنذار في كل أنحاء “ستامفورد بريدج”، ولا الخسارة قبل أسبوعين أمام أحد المنافسين الأساسيين على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، أي مانشستر سيتي، بل تلك الهزيمة المخجلة في نهاية الأسبوع الماضي أمام كريستال بالاس الذي لم يكن حتى كان قد سجل أي هدف في “البريميير ليغ”، لكنه هزّ شباك فريق “البلوز” مرتين وأخذ منه ثلاث نقاط.
طبعاً، وعند تلك الخسارة بدأ يمر “شريط جوزيه مورينيو” أمام أعين الجميع في لندن، إذ كما هو معلوم فإن رئيس تشلسي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش ليس صبوراً كفاية للاحتفاظ بأي مدربٍ لا يرفعه والنادي الى السماء السابعة في نهاية كل موسم. كونتي فعلها في الموسم الماضي عندما نشر سحره في الملاعب الإنكليزية باستراتيجية جريئة فاجأت الكل وأعادت الفريق الى منصات التتويج، لكن رغم ذلك لا يمكن اعتبار أن مقصلة الإقالة بعيدة عنه.
قبل الإيطالي، كان البرتغالي الذي لم يقصّر في جلب الألقاب أيضاً الى خزائن النادي، لكن ما إن شعر أبراموفيتش بأن الحلول باتت عصية عليه، وبشبه انقلاب تمّ الاتفاق عليه ضده في غرف الملابس حتى سارع الى إقالته من دون أن يفكّر طويلاً بالأمر.
البعض قال إن مورينيو استحقها وقتذاك، بينما أدرك المتابعون عن كثب أن كل شيء أُعدّ لإغراق الرجل، فتمّ استغلال كل حادثة لزيادة الضغط عليه، ومنها تلك الواقعة الشهيرة مع معالجة اللاعبين إيفا كارنيرو التي لا شك في أن من أراد خروج “السبيشال وان” قد رمى بالوقود عليها في نار وسائل الإعلام لإرباك البرتغالي وإحراجه فإخراجه حتى تمّ الأمر…
سريعاً، بدأ جمهور تشلسي بمناداة كونتي بـ”السبيشال وان”، وهو لقب له فأل سيئ على اعتبار أن كل مدرب نجح مع الفريق لاحقته لعنة النجاح بعدها، فهل يستحق المميز الجديد مصير من سبقه؟
الواقع أن كونتي عاش فصلاً مشابهاً لما عاشه مورينيو قبله على صعيد الاصطدام باللاعبين، ما سبب بتوتير الأجواء في النادي. وهنا الكلام عن عدائه العلني للمهاجم الإسباني دييغو كوستا الذي رحل في نهاية المطاف رغم أن الجمهور كان ضد هذه الخطوة. لكن طبعاً سرعان ما نسي الكل هدافهم بعدما راضاهم كونتي بجلب الإسباني الآخر ألفارو موراتا بمبلغ قياسي بالنسبة الى النادي، في وقتٍ تمّ فيه تأمين طلباته الأخرى بالتعاقد مع المدافع الألماني أنطونيو روديغر ولاعب الوسط الفرنسي تيموي باكاياكو.

شريط إقالة جوزيه مورينيو يمرّ أمام أعين الجميع في لندن

إذاً ليس هناك أي ذريعة لكونتي لعدم مواصلة النسج على منوال الموسم الماضي، لكن فات الإيطالي أن العمل لا يجب أن يتركّز على التشكيلة الأساسية فقط، بحيث إن إصابة لاعبٍ أساسي واحد ستدخل الفريق في مشكلة وهذا ما حصل.
وهنا يمكن القول إن عمق التشكيلة هو أمر رئيس، وقد أعطى أفضلية للإسباني جوسيب غوارديولا عليه، ما منح السيتي فوزاً عزيزاً، وذلك بعدما تعلم “بيب” من أخطاء الموسم الماضي، لكن لا كونتي الذي يبدو أنه وقع في الفخ. فما إن أصيب موراتا حتى طفت مشكلة هجومية، وخصوصاً أن البلجيكي ميتشي باتشواي لم يُمنح سابقاً الوقت الكافي الذي يمكنه من تقديم مستوى تهديفي عالٍ في وقتٍ سريع. أما الطامة الكبرى فكانت عند إصابة الفرنسي نغولو كانتي خلال أدائه واجبه الدولي مع منتخب بلاده، وهو الذي يشكّل الخرزة الأولى في العمود الفقري الدفاعي لبطل إنكلترا.
وبسبب عدم تأمينه لاعبين، أقله في كل مركز، بات الظهير الأيمن سيزار إسبيليكويتا غير اللاعب الذي عرفناه في الموسم الماضي بعدما أصيب بالإرهاق كونه كان أكثر اللاعبين المشاركين مع الفريق في الموسم الماضي، فتضرر الفريق أكثر.
قد يكون الحق على الإدارة التي لم تهبّ الى تلبية طلبات مدربها، لكن هذه المسألة مستبعدة كون هذا الأمر لم يظهر الى العلن يوماً، ليكون الوضع أمام أمرين، فإما أن كونتي لم يضع استراتيجية دقيقة في سوق الانتقالات وبقي يعيش نشوة الموسم الماضي، وإما أنه فقد كل تعويذاته بعدما ظهر بخيارات كارثية أمام روما، وهي المسألة التي سيُعرف الجواب عنها غداً في مواجهة واتفورد أو سيأتي الجواب للكل قريباً ولن يكون مرضياً للإيطالي.

…واشتعلت بين كونتي ومورينيو
ردَّ أنطونيو كونتي بغضب على تلميحات جوزيه مورينيو الساخرة منه بعدما كان مدرب مانشستر يونايتد قد قال في مؤتمر صحافي عقب فوز فريقه على بنفيكا: “أنا لا أشتكي من الإصابات بعكس ما يفعل مدربون آخرون، البعض يتباكى لعدد من إصابات لاعبيه، دعوني أجرب ذلك لدقائق، لديّ ماركوس روخو وزلاتان إبراهيموفيتش وبول بوغبا لا يزالون مصابين”.
وأبلغ أحد الصحافيين كونتي بما قاله مورينيو، فأجاب الإيطالي: “كان يقصدني؟ يجب على مورينيو أن يهتم بفريقه، فمنذ الموسم الماضي وهو يتحدث عن فريقي، إنه يفكر كثيراً في تشيلسي. عليه أن يفكر بنفسه بدلاً من التفكير بالآخرين”.

 

هل تنتظر الإقالة كونتي في وقتٍ قريب؟ (غلين كيرك – أ ف ب)