Beirut weather 18.54 ° C
تاريخ النشر April 13, 2023
A A A
لرحيل الاوفياء غصة كبيرة… وداعاً انطانيوس ابو ملحم
الكاتب: موقع المرده
WhatsApp Image 2023-04-13 at 6.03.03 PM (1) WhatsApp Image 2023-04-13 at 6.03.03 PM (2) WhatsApp Image 2023-04-13 at 6.03.03 PM WhatsApp Image 2023-04-13 at 6.01.36 PM WhatsApp Image 2023-04-13 at 6.01.35 PM WhatsApp Image 2023-04-13 at 6.01.35 PM (1) WhatsApp Image 2023-04-13 at 6.01.34 PM
<
>

شيعت اليوم بلدة عيمار الأديب والشاعر انطانيوس ابو ملحم الى مثواه الاخير وسط دهشة محبيه ومعارفه الذين رغم معرفتهم بوضعه الصحي لم يتوقعوا ان يكون الموت سريعاً لهذه الدرجة ويخطف من بينهم الرجل الذي يكتب اسمه باحرف من شعر وأدب وهضامة ووفاء واحترام ومحبة.
الزملاء الذين عاصروا انطانيوس بو ملحم في إذاعة وتلفزيون لبنان الحر الموحد من اهدن والذين يتابعونك مسيرتهم الإعلامية اليوم في موقع المرده الالكتروني نعوه على طريقتهم بكلمات كان الجامع بينها وفاء انطانيوس الذي ما شاخ هذا الوفاء يوما ولا قصر بل بقي ابدا ودائما في ريعان الحب والانتماء.
وقد كتب الزميل طوني جبرايل فرنجيه: رحل الزميل مطانيوس بو ملحم وطويت معه صفحات من الشعر والنثر والمعرفة في لغة الضاد يجهل كثيرون كيفية تطويعها كتابة وهو الضليع بها
زميل في اذاعة اهدن ايام زمان اذاعة لبنان الحر الموحد مذيع محرر معد برامج مصحح لغوي والى ذلك هضامة فريدة من نوعها بين جميع الزملاء
لم يتاخر يوما لم يتململ يوما ولم يغب عن واجب
رحمه الله واسكنه فسيح جنانه والصبر والعزاء لعائلته ومحبيه.
من جهته الزميل مرسال الترس كتب: معرفتي الأولى بـ أنطانيوس أبو ملحم كانت في إحدى غرف التحرير في إذاعة لبنان الحر الموحد من إهدن مطلع ثمانينات القرن الماضي شخصية حازمة جازمة ولكنها مليئة بالمرح والفرح مع مختلف الزملاء.
صحيح لم نعمل سوية في فترة إخبارية واحدة ولكنني صرت أكتشف طرافته من خلال التعاطي مع العديد من الزملاء ولاسيما منهم جان حكيم والراحل فواز ميقاتي اللذين كانا يضاهيانه بالطرافة والقلب الطيّب رغم أن مظهره يوحي بعكس ذلك، مهدداً بعضلاته بعض الزملاء من وقت لآخر.
توطدت زمالتنا وتحولت الى صداقة عائلية حين بدأت أكتشف فيه الشاعر المحبوب والأديب والكاتب المسرحي المميز، والمندفع أمام أي طلب مهما تعقّد.
منذ نحو ثلاثة اسابيع تفقدته في منزله في زغرتا مع الزميلين محسن يمين وروبير فرنجيه لنطمئن الى صحته التي بدأت تترك آثارها على ملامحه فامضينا بعض الوقت نتذكر مرحلة الإذاعة وما تخللها من طرائف علّنا نخفف عن ذاك المعتد بنفسه بصمات المرض والحزن الخائر…انطانيوس ابو ملحم ستبقى في ذاكرتنا حتى آخر نفس!…

بدورها كتبت الزميلة حسنا سعادة قائلة: في الإذاعة كان الاب والأخ والصديق والحاضر دائما وابدأ لمد يد المساعدة، كان يكره الجلوس المطول لاعداد الاخبار ويفضل اذاعتها على تحريرها، وعقله وقلبه دائما ينحو صوب الشعر وكتابة المسرحيات والطرائف التي كان يلقيها بفن وبراعة.
اكذب ان كنت لا أعترف انني منه تعلمت الكثير في فن البلاغة والنحو والصرف وكنت استعين بضلوعه بلغة الضاد كل ما احترت بين فتحة او ضمة او كسرة على كلمة، وهذه الاستعانة كانت في الإذاعة والتلفزيون وما بعدها في موقع المرده، وكان يضحك من كل قلبه عندما امازحه اني رئيسة تحرير الفترة الاخبارية التي تشاركناها لسنوات في إذاعة اهدن ويقول انتِ رئيسة الاخبار وانا رئيس الشعر ويكتب لي ابيات من الصداقة والاخوة لا زلت احتفظ بها حتى الساعة كما احتفظ بكل ذكريات ذاك الزمن الجميل الذي جمعنا لهدف واحد وقضية واحدة فكنا ايضا عائلة واحدة.
رحمك الله أيها الصديق الصدوق الحامل بين ضلوعك اطيب واحن قلب سنفتقدك دائماً.
يذكر ان موقع المرده كان بادر الى تكريمه في حياته تقديراً لعطاءاته وعرفاناً لدعمه الدائم للموقع حيث سلمته مديرة الموقع السيدة حسنا جعيتاني سعادة درعاً تقديراً خلال زيارة لدارته في زغرتا مع وفد من الزملاء حيث كان في استقبالهم بحسن ضيافته الى جانب زوجته وابنته الاستاذة ساسيليا دحدح.

وقد شكرت السيدة سعادة باسم الموقع الشاعر ابو ملحم مقدرة مرافقته الفكرية للموقع الالكتروني وحرصه الدائم وتطوعه من اجل ان يطل الموقع على المتتبعين باحلى حلة لغوية واملائية عبر متابعته لكل ما ينشر على الموقع، لافتة الى ان هكذا مبادرة وحرص ليسا بغريبين عن الشاعر الذي رافق بالكلمة والقصيدة تيار المرده على مرّ السنين مذ أيام الرئيس الراحل سليمان فرنجيه، والشهيد الوزير طوني فرنجيه والراحل روبير فرنجيه الى رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه.
ورأت سعادة ان من مثل الشاعر ابو ملحم يغنون تاريخنا بفكرهم الراقي وسعة ثقافتهم واطلاعهم وعملهم المتفاني.
واوضحت ان الشاعر بو ملحم احب زغرتا كمثل محبته لبلدته الام عيمار، كما انه اورث حبه لتيار المرده الى اولاده الناشطين في صفوفه.
بدوره شكر الشاعر انطانيوس ابو ملحم موقع المرده على هذه اللفتة التكريمية، مستذكراً الايام الجميلة التي امضاها في كنف المكتب الاعلامي خلال عمله في اذاعة لبنان الحر الموحد وساردا تاريخه الجميل مع المرده، مؤكدا استعداده الدائم لخدمة مدرسة المرده التي اسسها الرئيس الراحل سليمان فرنجيه الذي مع فخامته بدأ مشوار الانتماء الصادق الذي لم يتزعزع يوما رغم كل الظروف .
والقى الشاعر قصيدة ترحيبية فيما يلي نصها:
أهلاً بكم، في حنايا الصدر موضِعُكُمْ
يا إخوة الأمس والأيّامُ تَرحَالُ
تَبقَوْنَ كلَّ الأنا، ما دمتُ في جَلَدي
نبضاً بقلبٍ وذكراً كَنَّهُ البالُ
أيّامُكم، ما فَتِئْتُ اليومَ أذكُرُها
يا طيبَها، ليت من حَلَّوْها ما زالوا
ألأبيضُ الهامُ، من كالأُسْدِ هيبَتُهُ
والفارسُ السَّكْتُ عند الذّوْدِ رِئبالُ
كنّا قفيراً، أَريجُ القَوْلِ مَعْسِلُنا
نجني للبنانَ، ما يجنيه عَسّالُ
ما أنْصَفَ المرءَ إلاّ أهلُ جَلْدَتِهِ
حين التّعامي إذا لم تُسعِفِ الحالُ
كم خانني الكِفْلُ والأحداثُ شاهدةٌ
كنّا حُذِفنا، كما الأسماءُ تُغْتالُ
لكنّني بينكم، ما زِلتُ مُعْتَبَراً
ما أَفسدَ الودَّ أفّاكٌ ودجّالُ
أَعطيتُ للمُرْدِ من في البيت يَخلِفُني
فاستملحوا المُرْدَ، إذ في حبّهم غالوا
أهلَ الوفا!! دونَكُمْ فكري ومعرفتي
صرفاً ونحواً، أأومى الكلُّ أم قالوا
كم تستحقّونَ فوق الحبِّ مرتبةً
حطَّ المراؤونَ بعض الشّوكِ أم شالوا
ما المجدُ باقٍ، هي الدّنيا بزائلةٍ
لا بأس فيها لنا إن أَقفَرت آلُ
إنّي شكورٌ لكم، ما دمتُ منتبهاً
وليحفظِ الله من بالودِّ قد والوا
أعتزُّ أن لي بكم، ما لي بعائلتي
ما مِثلُكُم مُثمِنٌ أغلى ولا مالُ.
موقع المرده يعزي عائلته اليوم الصغيرة والكبيرة ويعزي عيمار وزغرتا برحيل هذا الرجل العصامي المميز كما يعزي نفسه برحيل زميل وصديق ما بدل يوماً بوفائه ومحبته وعطائه.

 

*الصور من أرشيف موقع المرده والزميل روبير فرنجيه