Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر September 11, 2025
A A A
لحظة مواجهة العدوان على مستوى القمة
الكاتب: صلاح سلام

كتب صلاح سلام في “اللواء”:

شكّلت الغارة الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة تحدياً خطراً وغير مسبوق على إستقرار المنطقة، وتجاوزت مسألة انتهاك سيادة دولة عربية آمنة، ووجّهت رسالة وقحة إلى العالم أجمع بأن الكيان الصهيوني بات يتصرّف كقوة فوق القانون الدولي، متحصناً بالدعم الأميركي السافر.
إن هذا العدوان ليس حادثاً عابراً، بل هو إعلان صريح بأن إسرائيل مستعدة لتوسيع دائرة حربها إلى أي عاصمة عربية تراها هدفاً، ما يضع الأمن القومي العربي برمته في عين العاصفة.
الرد العربي لا يمكن أن يُختزل في بيانات إدانة معتادة لا يسمعها أحد. فالدمار في الدوحة رسالة واضحة بأن إسرائيل لم تعد تفرّق بين ساحة مواجهة وأخرى، وأنها ماضية في مخططها لتعميم الفوضى وزعزعة استقرار المنطقة خدمة لأطماعها التوسعية. الأخطر من ذلك أن واشنطن، شريكها الاستراتيجي، لا تكتفي بالصمت، بل توفر الغطاء السياسي والعسكري الكامل، لتصبح شريكة في الجريمة لا مجرد متفرج.
من هنا، فإن الدعوة إلى قمة عربية عاجلة يجب أن تكون بداية لتحرك استثنائي بمستوى الحدث، لا مجرد اجتماع عابر. المطلوب وفود عربية على مستوى القادة والملوك والرؤساء، تتجه مباشرة إلى واشنطن لمواجهة الإدارة الأميركية في عقر دارها، وإلى نيويورك لمخاطبة مجلس الأمن والجمعية العامة. هناك ينبغي وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته: إما أن يفرض عقوبات رادعة على إسرائيل، أو يعترف بفشله في حماية السلم العالمي.
على العرب أن يقولوا للأميركيين بوضوح: شراكتكم مع إسرائيل في هذا العدوان تمثل تهديداً مباشراً لمصالحكم في المنطقة، ولن تبقى بلا ثمن. فالصمت العربي لم يعد خياراً، والمهادنة لم تعد تجدي. وإذا لم يتحرك النظام الدولي لردع المعتدي، فإن المنطقة مقبلة على انفجار أوسع قد يتجاوز حدود الشرق الأوسط، ويقلب موازين الاستقرار العالمي.
إنها لحظة الحقيقة: إما أن يثبت العرب أن لديهم القدرة والإرادة للوقوف في وجه العدوان، وإما أن يتركوا إسرائيل وواشنطن ترسمان مستقبل المنطقة بالنار والدمار.
التاريخ لن يرحم المتخاذلين، والشعوب لن تغفر للمترددين.