Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر December 11, 2020
A A A
لبنان يخسر ثروةً قيّمة… مي مارون لموقع “المرده”: غيابهم يؤثر على مستوى البلد
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

مما لا شك فيه وبشكل لا يحتمل الجدل والنقاش أن الكفاءات والخبرات البشرية تشكل ثروة قيّمة لكل الأوطان خصوصاً في عالم يرتكز على اقتصاد المعلومات كما هو حال عالمنا اليوم، لذلك فإن هجرة هذه الكفاءات والخبرات البشرية تعتبر “نزف أدمغة” أو “هجرة أدمغة” وتترك تأثيراً على تطور ونمو البلد.
وفي ظل الأزمات المستفحلة على المستويات كافة في لبنان والتي اشتدّت في الفترة الاخيرة تأخذ “هجرة الأدمغة” وتيرة تصاعدية ملحوظة.
ها هم الأطباء والاعلاميون والمهندسون وأصحاب المهارات يبحثون عن وطن يقدر مهاراتهم.
في هذا الاطار، أكدت الدكتورة في علم الإجتماع مي مارون في حديث خاص لموقع “المرده” أن أبرز أسباب هجرة الأدمغة والكفاءات من لبنان هي اقتصادية وعلمية لأن ليس هناك من مجالات وفرص عمل تقدر هذه الكفاءات، والمثال على ذلك هجرة الاطباء في زمن جائحة كورونا، ورغم أن لبنان لديه الكثير من الاطباء حيث لكل 100 لبناني 3 اطباء فيما في فرنسا لكل 1000 فرنسي 3 أطباء، الا ان هذا الامر أثّر كثيراً على لبنان.
ولفتت، رداً على سؤال حول الأسباب المستقطبة أو الدافعة إلى الهجرة، الى ان إيجاد فرص وحياة أفضل هو ما يدفع الى نزف الأدمغة، فمثلاً اذا أراد شخص ان يكون عالماً في مختبر مهم فانه يجد مبتغاه في الخارج لان مراكز الابحاث في بلدنا غير كافية”.
وعن مدى تأثير الهجرة على لبنان قالت مارون: “غياب الادمغة يؤثر على مستوى لبنان لان مستوى اي بلد في العالم يقاس عادة بنسبة المتعلمين فيه، فلبنان يخسر شبابه والاموال في آنٍ معاً وهذه الخسارة كبيرة جداً”.
وحول كيفية كبح هجرة الأدمغة والكفاءات، علقت مارون بالقول: “يتم ذلك بتغيير النظام السياسي في لبنان وتكثيف مراكز الابحاث لتوفير فرص العمل والسماح بتفجير الطاقات وتوفير الأموال للأبحاث للعيش بكرامة وبرخاء”.
في هذه الأزمة العالمية، هل من يهاجر تتوفر له فرص عمل افضل، تجيب مارون قائلة: “الأزمة تطال كل بلدان العالم ومع ذلك تتوفر فرص العمل في الخارج مثل ايطاليا والمانيا واميركا وفرنسا حيث تتوفر فرص العمل اكثر من لبنان، ونسبة كبيرة جداً من الخريجين لم يجدوا فرص عمل في لبنان”.