Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر March 6, 2023
A A A
لبنان يتسابق بين انتخاب رئيس للجمهوريّة وتدهور الأزمة المعيشيّة
الكاتب: فاطمة شكر - الديار

فولكلور سياسي لبناني لا مثيل له، وكل ما يحصل داخلياً ما هو الا تطبيقٌ لأجندات خارجيةٍ من قبل بعض القوى السياسية التي بات الجميع يعرفها، أما المرجو في المحصلة فهو انتخاب رئيسٍ للبنان بقطرانٍ اميركي – سعودي، علماً أن الادارة الاميركية باتت على يقينٍ من أنها لا تستطيعُ فرض اي أمرٍ مصيري على حزب الله، وكل هذه الضغوطات لن تؤدي الى أي تراجعٍ في موقف الحزب.

إذاً، مزيجٌ من الضغط الخارجي والتراخي الداخلي لن يزيد الأمور الا تعقيداً، كما يقول مصدرٌ سياسيٌ، سيما مع اتكاء البعض في الداخل على الحيط العربي المائل الذي لن يجدي نفعاً، الا اذا تحاورت القوى السياسية الداخلية اللبنانية جمعاء، ويشير المصدر الى أن “هوةً كبيرة وقعت فيها مختلف القطاعات الرسمية اللبنانية بسبب هذا التنافر والتناحر الداخلي، سيما مع انهيار القطاع التربوي الرسمي الذي دخل اسبوعه الثامن من الإضراب، ما يشيرُ الى أن الأمور باتت فاضحة، وبخاصة أن البعض في الدولة بات يطبق ويبرر أن الانهيار العام لن يغير من الأمور الجزئية وخاصة القطاع التربوي”، ويؤكد المصدر “أن غاية الأميركيين ابقاء المؤسسات معطلة من أجل زيادة الانهيار، ما يعني خنق اللبنانيين وأخذهم الى الفوضى العارمة”.

من جهةٍ ثانية، يقول المصدر نفسه “أن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بات قريباً، وقد يكون في الشهر الحالي او بداية شهر نيسان المقبل، وأن حظوظ سليمان فرنجيه هي الأعلى”، ويتابع “ان حظوظ قائد الجيش قد تراجعت بشكلٍ كبير، ويشير الى أن العلاقة بين جوزيف عون وحزب الله لم تكن يوماً متشنجة، وبخاصة أن الطرفين لم يدخلا في أي شجار”.

من المؤكد أن الجامع بين الأزمة السياسية المتمثلة بانتخاب رئيس للجمهورية والأزمة الاقتصادية المالية الانسانية كبيرٌ جداً، وبخاصة أن السباق بينهما لا يتوقف.

وبحسب مصادر سياسية مطلعة “ان الخطاب المتقدم حول محاولات البعض جر البلد الى الفوضى، آتٍ من معطيات دقيقة بأن جهات خارجية بدأت تتحضر لإعطاء إيعاز لبعض ادواتها في الداخل من أجل احداث فوضى متنقلة، قد تتدحرج تدريجياً نحو احداثٍ أمنية”.

انطلاقاً مما تقدم، لم تتوقف المحركات السياسية عن العمل على مستويين :

– المستوى الأول: حركة حكومة تصريف الاعمال المستمرة بحقن الأزمة اللبنانية بإبر مورفين ومهدئات متنوعة، راجيةً ألا تكون الفوضى في أيامها، بالرغم من الصعوبة والقسوة في مجارات الازمة التي تخطت القدرة على ضبطها.

– المستوى الثاني: حركة سياسيةٌ ناشطةٌ على محور رئاسة الجمهورية يسودها الكثير من السرية، وفيها نشاط لقنوات دولية تؤكد ان الحاجة الخارجية الى انتخاب رئيس للجمهورية متقدمة جدًا، وهي مرتبطة بأبعاد جيوسياسية تعتبرها هذه القنوات حاجة ملحة في هذه المرحلة بالذات.

خلاصة القول، إن الازمة اللبنانية اليوم لا تشبه أبداً سابقاتها، فلا التركيبة السياسية في البرلمان اللبناني تشبه تلك التركيبات القديمة التي كانت مواجدة خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، ولا الواقع الاقتصادي والاجتماعي والمالي يشبه الواقع سابقاً.