Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر August 25, 2023
A A A
لبنان يبدأ رحلة كأس العالم: العين على بطاقة أولمبيّة
الكاتب: حسين سمور - الأخبار

تنطلق اليوم رحلة كأس العالم لكرة السلة. ثلاثة منتخبات تحمل آمال العرب في التظاهرة السلّوية الأبرز هي لبنان والأردن ومصر. منتخبات هدفها واحد وهو محاولة خطف البطاقة الأولمبية للظهور في باريس 2024. المواجهة مختلفة في المونديال في ظل وجود منتخب «السحرة» الأميركي ولو بنجوم الصف الثاني، إضافة إلى إسبانيا القوية، وغيرها من منتخبات المدرسة الأوروبية التكتيكية. تنطلق المنافسات اليوم، والجماهير تترقب مشاهدة مباريات مميزة، فيما عشاق اللعبة في لبنان سعداء بعودة منتخبهم إلى مكانه الصحيح

 

بعد 12 عاماً على الغياب، يعود منتخب لبنان لكرة السلة اليوم إلى نهائيات كأس العالم للعبة التي تستضيفها اليابان والفليبين وإندونيسيا. عودة انتظرها عشاق اللعبة طويلاً، بعد أن كانت أندية ومنتخبات لبنان رقماً صعباً في آسيا لفترة طويلة، بتحقيقها ألقاباً عدّة على مستوى الرجال والسيدات.

 

سيلعب المنتخب منافسات دور المجموعات في العاصمة الإندونيسيّة جاكارتا، إذ أوقعته القرعة في المجموعة الثامنة الأصعب، إلى جانب كل من كندا وفرنسا المرشحتين بقوّة للفوز باللقب العالمي، كما لاتفيا التي تملك لاعبين مميزين. وسيواجه لبنان المنتخب اللاتفي اليوم الساعة 12:15 بتوقيت بيروت، على أن يلعب مع كندا يوم الأحد الساعة 12:45، قبل أن يواجه فرنسا في آخر مباريات دور المجموعات يوم الثلاثاء الساعة 12:45 بتوقيت بيروت أيضاً.
لاعبو المنتخب وجهازه الفني يدخلون إلى المونديال بمعنويات عالية بعد النتائج المميزة التي حُققت خلال السنوات القريبة الماضية تحت قيادة المدرب جاد الحاج. فمنذ تشرين الثاني عام 2021 حتى شباط 2023 فاز المنتخب في 9 من أصل 12 مباراة ضمن التصفيات الموندياليّة، وخلال هذه الفترة أيضاً حقق نتائج مميزة، بعد رفع لقب البطولة العربيّة للمرة الأولى في تاريخه خلال شباط 2022 على الأراضي الإماراتية. ويمتلك المنتخب ذكريات جميلة في جاكارتا، بحلوله ثانياً في بطولة آسيا الأخيرة للمنتخبات (تموز 2022)، حين فاز على الفليبين ونيوزيلندا والهند، إضافة إلى الصين في ربع النهائي والأردن في المربع الذهبي. قبل أن يخسر النهائي بصعوبة كبيرة أمام العملاق الأسترالي بفارق نقطتين (75 ـ 73).
المباريات في كأس العالم تختلف عن كأس آسيا خاصة أن المنتخب سيواجه مدارس جديدة في اللعبة

المعنويات العالية وتراكم الإنجازات يعطي لبنان دفعاً كبيراً في المونديال السلّوي رغم صعوبة المجموعة. والأكيد أن المدرب جاد الحاج سيعتمد على أسلوبه المعتاد وهو الدفاع القوي، إضافة إلى السرعة بالانتقال نحو الهجوم. الاعتماد سيكون على وائل عرقجي الذي أظهر مستوى عالياً جدّاً خلال المباريات التحضيرية التسع التي خاضها المنتخب، إلى جانب القائد ـ لاعب الارتكاز ـ علي حيدر، الذي أثبت حضوره في المناسبات الكبيرة دائماً. وسيدعم حيدر كلّاً من كريم عز الدين وهايك غيوكوجيان، مع حضور اللاعب المجنس أومري سبيلمان الذي من المتوقع أن يكون قد استعاد لياقته البدنية، حيث ظهر بوزن زائد خلال بداية التحضيرات. تشكيلة شبه مكتملة، سيقدم لها الإضافة كل من سيرجيو الدرويش وكريم زينون، كما علي منصور ومارك خوري وجاد خليل وعلي مزهر. وليس واضحاً إذا ما كان المخضرم أمير سعود سيشارك في المباراة الأولى اليوم بعد تعرضه لإصابة خلال التحضيرات.

 

وحول المواجهات يؤكد مدرب نادي الرياضي ـ بيروت لكرة السلة ـ والفائز ببطولة آسيا للأندية ـ أحمد فران في حديث مع «الأخبار» أن: «المنتخب لديه مواهب مميزة، وهو يضم مجموعة متجانسة، ولكن بطولة العالم شيء مختلف عن بطولة آسيا». ويضيف: «حظوظ لبنان صعبة إذ إن القرعة لم تخدم المنتخب وأوقعته في أصعب مجموعة، لذلك على اللاعبين أن يقدموا كل شيء لديهم من أجل الخروج بأفضل نتيجة ممكنة». ويعتبر فران أن الواقعية يجب أن تكون حاضرة لذلك يجب أن يكون «هدف اللاعبين والجهاز الفني والاتحاد هو خطف بطاقة أولمبية عن آسيا، عبر السعي لتحقيق أفضل مركز بين منتخبات آسيا ضمن كأس العالم».
وانطلاقاً من هنا، فإن المنتخب سيكون مطالباً بلعب كل مباراة على حدة، محاولاً خطف فوز لتحصيل مركز ثالث في المجموعة. وبحسب المدرب أحمد فران فإن حظوظ الصين التي جاءت في المجموعة إلى جانب بورتوريكو وصربيا وجنوب السودان «مقبولة من أجل بلوغ الدور الثاني، وبالتالي خطف البطاقة الأولمبية، مع وجود حظوظ للفليبين أيضاً لإنهاء مجموعتها ثالثة (تضم المجموعة أيضاً أنغولا الدومينيكان وإيطاليا) والاقتراب من خطف البطاقة الأولمبية».
إذا هدف العرب والآسيويين والأفارقة هو حجز بطاقة أولمبية في باريس 2024، في وقت تبقى كرة السلة الأوروبية وفي الأميركيتين متطورة بشكل أكبر نتيجة عوامل عدّة منها طول وحجم اللاعبين، إضافة إلى التأسيس السليم من سن صغيرة.

 

مشاركات تاريخيّة

 

سبق للمنتخب اللبناني أن تأهل إلى النهائيات العالمية مرتين عبر التصفيات، عامَي 2002 في إنديانابوليس الأميركية، و2006 في اليابان عندما فاز على فرنسا وفنزويلا بعد سفره تحت القصف جراء «عدوان تموز»، كما شارك في مونديال تركيا 2010 ببطاقة دعوة وحقق فوزاً لافتاً على كندا. التاريخ يقول إن كل شيء ممكن، إذ إنهم في المشاركة الأولى، خسر اللبنانيون مبارياتهم الثلاث أمام البرازيل (102 ـ 73)، ثم بورتوريكو (99 ـ 77) وأخيراً أمام تركيا (107 ـ 80). ولكن المشاركة الثانية في اليابان كانت أفضل حين فاز لبنان على فنزويلا (82 ـ 72) وعلى فرنسا (74 ـ 73)، لكنه خسر من صربيا (104 ـ 57) والأرجنتين (107 ـ 72) ثم من نيجيريا (95 ـ 72) ليودع من الدور الأول. وفي تركيا 2010، فاز على كندا بنتيجة (81 ـ 71)، قبل أن يخسر أمام فرنسا (86 ـ 59) وبعدها نيوزيلندا (108 ـ 76) ثم أمام إسبانيا (91 ـ 57) وأخيرا ليتوانيا (84 ـ 66).

الأردن جاهز لإسقاط نيوزيلاندا

 

وقع المنتخب الأردني في المجموعة الثالثة إلى جانب كل من أميركا واليونان ونيوزيلاندا. مجموعة صعبة على الورق، إلا أن «النشامى» تحضروا بشكل رائع لمشاركتهم الثالثة في كأس العالم، وخاضوا العديد من المباريات خلال معسكرات في اليونان وليتوانيا وكندا والبرتغال. ويعوّل الأردن على لاعب ارتكازه المحترف في تركيا أحمد الدويري، إضافة إلى صاحب الخبرة الكبيرة زيد عباس (لعب مونديالي 2010 و2019)، مع مجنس أكثر من رائع هو رونداي هوليس جيفرسون (يلعب في مركز الجناح) الذي اختاره المدرب وسام الصوص، بعد أن سبق له واحترف في الدوري الأميركي مع أندية بروكلين نتس، وتورنتو رابتورز، وبورتلاند بلايزرز، ولعب معها 305 مباريات بين عامَي 2015 و 2021. ويمكن للمنتخب الأردني أن ينهي دور المجموعات في المركز الثالث ويعزز حظوظه بخطف البطاقة الأولمبية في حال فاز على نيوزيلاندا.

منتخب مصري شاب

 

المنتخب العربي ـ الأفريقي الوحيد الحاضر في المونديال السلّوي هو مصر. وقع «الفراعنة» في المجموعة الرابعة التي تضم أيضاً المكسيك وليتوانيا ومونتينيغرو. على الورق يمتلك المنتخب المصري أسماء مميزة، وهم قادرون على تجاوز المكسيك إذا قدموا كل شيء لديهم. المنتخب المصري يعود بعد غياب 9 سنوات عن المونديال (احتل المركز 24 على العالم في نسخة 2014) تحت قيادة المدرب الكندي روي رانا، والأمر الجيد أن التشكيلة شابة وجاهزة بدنياً، وما ينقصها هو قليل من الخبرة. وما يمكن أن يؤثر على «الفراعنة» هو عدم القيام بالتجهيز المطلوب بسبب مشكلات داخل الاتحاد المصري لكرة السلة، وبالتالي على اللاعبين مسؤولية كبيرة للظهور بشكل جيد، ومنافسة جنوب السودان وأنغولا وساحل العاج على البطاقة الأولمبية.