Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر March 7, 2021
A A A
لبنان في قبضة الفوضى «المتناسلة» وجنون الدولار
الكاتب: وسام أبو حرفوش وليندا عازار - الراي

… إنها الفوضى. عبارةٌ تختصر الواقعَ في لبنان الذي «تحتضر» كل مقوّمات الدولة فيه والذي يَمضي في النزول إلى أسفل السلّم المعلّق فوق «فوهة جهنّم» مالية – نقدية – اقتصادية – اجتماعية، فيما «الترياق» السياسي أسير «شياطين» أزمة تأليف الحكومة والمُكاسَرة «الظاهرية» حول التوازنات والحقائب والتي ليست إلا أشبه بـ «صراعٍ افتراضي» وواجهة لـ «الملعب الحقيقي» الذي تدور عليه «اللعبة – الأم» المتصلة بملفات المنطقة.
ولم تَعُدْ أوساطٌ ديبلوماسيةٌ، تُخْفي التوجّسَ الكبيرَ من «القفزات إلى الوراء» المتوالية التي يسجّلها الوضع وبوتيرةٍ متسارعةٍ على وقع ارتسامِ «أرضيةٍ» ساخنةٍ صار يتحرّك على وهجها المأزقُ الحكومي، يتقاسمها جنونُ الدولار الذي «يفترس» الليرة في السوق السوداء حيث يحطّم الأرقام القياسية تباعاً (ناهز أمس 10500 ليرة)، وأفواجُ محتجين يفترشون الطرق ويقفلونها في مناطق عدة من بيروت والشمال والجنوب والبقاع والجبل، في موازاة إطارين للحل يتسابقان:
أوّلهما معلَن ورسمه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بدعوته لمؤتمر دولي حول لبنان برعاية الأمم المتحدة على قاعدة الحياد.
وثانيهما «مستتر» يرتبط بمآلات التفاوض الأميركي – الإيراني وما قد يُفْضي إليه من مقايضاتٍ وفق موازين القوى الاقليمية و«الميدانية» في ساحات النفوذ.
وفي انتظار تَبَلْورِ «السكة» التي سيسلكها لبنان خروجاً من النفق المخيف وإذا كان ذلك سيكون وفق استراتيجية «الأرض المحروقة» لتكريس «دفن» مرتكزات دور «بلاد الأرز» في الطريق نحو «لبنان آخَر» تكون للأقوى أفضليةٌ في تحديد وجهه (نظاماً وتوازنات) ووجهته الاستراتيجية، طغتْ مَظاهِرُ فوضوية كبيرة على المشهدِ الداخلي حجبتْ العنوان الحكومي الذي بات يختصره ما يشْبه «القنابل المضيئة» التي تُرمى في الساحات المتقابلة وكأنها لـ «كشْف نياتٍ» وتقاذُف مسؤوليات حول ما وصفه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب «حافة الانفجار بعد الانهيار» التي بلغتْها البلاد.
وفي ظلّ تمتْرس رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه مقابل الرئيس المكلف سعد الحريري وسط دوران أزمة التأليف في مكانها ومختصرها الجديد، أن الأخير لا يوافق على أن يأخذ الأول إلا 3 وزراء بحال كان «التيار الوطني الحر» لن يمنح الثقة للحكومة، وذلك بعد الحديث عن مبادرةٍ بدت حتى الساعة «إعلامية» وافق بموجبها عون على 6 وزراء في حكومة من 18 (أي بلا ثلث معطل) على أن ينال حقيبة الداخلية، لم يكن عابراً تلويح دياب أمس «بأن الوضع قد يطرح أمامي خيار الاعتكاف وقد ألجأ إليه رغم أنه يخالف قناعاتي للضغط نحو تشكيل الحكومة».
وتساءل «ما ذنب اللبنانيين حتى يدفعوا ثمن الأطماع والحرتقات السياسية؟ بلغ لبنان حافة الانفجار بعد الانهيار». كما عكستْ مواقف «التيار الحر»، المراوحة في الملف الحكومي، إذ اتهم الرئيس المكلف «بالاستهتار المتمادي» وبأن ما يطرحه «فيه تغييب كامل للمكوّن المسيحي وهذا يسقط عن الحكومة ليس فقط ميثاقيتها بل كينونتها، وفيه تخطٍ لكل الحدود المقبولة الى ضرب الميثاق وإسقاط الدستور».
وانفلشتْ عمليات قطع الطرق أمس غداة تسجيل احتكاكاتٍ ومواجهات بآلات حادة في بعض المناطق بين محتجين ومناصرين لأحزاب أو مواطنين كانوا يريدون العبور بسياراتهم، وسط مخاوف من ترْك لعبة الشارع تأخذ مداها في ظل إشاراتٍ لنزول «شوارع» عدة، بما يعزّز الشكوك من وجود محاولاتٍ ستتزايد لتوظيف حِراك الأرض في لعبة «مَن يصرخ أولاً» حكومياً.
وفي موازاة ذلك، وفيما كانت الفوضى السياسية تتمدّد لتُسجَّل سابقةٌ شكّلها إعلانُ وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب «الإضراب» ووقف التدريس عن بُعد في كل المدارس والمعاهد الرسمية والخاصة لمدة أسبوع اعتباراً من الغد في خطوة بدت موجهة نحو وزير الصحة حمد حسن في ضوء وضع القطاع التربوي في آخر سلّم أولويات التلقيح ضدّ فيروس كورونا المستجد، يشهد الأسبوع الطالع استئناف لجنة الحوار بين الكنيسة المارونية و«حزب الله» اجتماعاتها بناء على طلب الحزب، وذلك بعد «عاصفة» ما وُصف بنداء بكركي التاريخي السبت الماضي».