Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر July 5, 2016
A A A
لبنان على فوهة بركان
الكاتب: صونيا رزق - الديار

لا تزال الايام القليلة الماضية عالقة في اذهان اللبنانيين، جراء الخطر الذي طال منطقة القاع واسقط خمسة شهداء وعدداً من الجرحى، وزرع الخوف في كل لبنان بسبب تنقّل العمليات الانتحارية في مناطق مختلفة، لم تعرف هذا النوع من الارهاب. لذا يبدو الوضع في ذروة خطورته  بعد  إلقاء القبض على عدد من الارهابييّن، الذين اعترفوا بما كانوا يُحضّرون للبنان من خراب وويلات وذلك باعترافات من عدد من الوزراء.
وفي هذا الاطار تلقت المراجع الامنية اللبنانية تقارير من دول صديقة غربية، تدعو الى ضرورة تنبّه السياسيين اللبنانيين لخطورة الوضع الامني في هذه المرحلة الدقيقة، حيث يترّبص اعداء لبنان شرّاً وسط قلق كبير تنقله جهات اوروبية تبدي مخاوفها من إنتقال الشرارة السورية الى لبنان بصورة نهائية. وترى ان هناك تحضيرات متكررة لنقل ما يجري على الاراضي السورية الى عدد كبير من المناطق اللبنانية، خصوصاً تلك التي تحوي حضوراً مذهبياً لانها قادرة على الاشتعال بلحظة، والاحداث التي مرّت على مدى الايام القليلة الماضية ستكون كفيلة بإعطاء صورة عن الوضع المرتقب، لذا تبدي هذه الجهات خوفاً من ألا يكون السياسيون في لبنان على قدر كبير من المسؤولية على الرغم من التحذيرات الغربية والعربية التي يتلقونها يومياً.

هذا واشارت التقارير الغربية الى ان لبنان كان وما زال يعاني تداعيات الأحداث الإقليمية التي تجري قريباً منه، ما جعله اليوم يعيش على فوهة بركان وهذا اثار قلقاً لدى اللبنانيين، بعد ان تأكدوا ان بلدهم تحوّل الى رهينة كبيرة للنزاع الاقليمي بعد تنقل العمليات الارهابية بشكل مستمر.
وتعليقاً على هذه التحذيرات إعتبرت اوساط سياسية مواكبة لما يجري اليوم، بأن كل المواقف العقلانية التي يطلقها معظم السياسيين اللبنانيين، من خلال تشديدهم على الوحدة الوطنية في هذا التوقيت بالذات لم تثمر، لان لا شيء جدّياً في هذا الاطار، فالثوابت تبدو في خطر كبير، والمطلوب بذل الجهد الكافي لتحصين الوضع المؤسساتي الشرعي للوقوف ضد كل من يهدد او يُخيف الشعب اللبناني، وهذه الاساليب من المفترض ان تكون دافعاً جديدا لكل القوى السياسية لتسهيل الامور، واتاحة الفرصة لانتخاب رئيس الجمهورية كي يدير الوضع بقدر من المناخ التوافقي، وعدم إعطاء الفرصة للارهابييّن لإشعال النار، وسط تخّوف البعض من اية اشارة قد تؤدي الى إندلاع ألسنة تلك النيران ولهيبها لتصيب كل لبنان، خصوصاً اننا نسمع اليوم عن عودة مسلسل الاغتيالات والعمليات التفجيرية والتسلّح، إضافةّ الى حركة امنية غير مألوفة في بعض المناطق.

الى ذلك تشير المعلومات الى ان بعض القيادات السياسية البارزة، تلقت تقارير جديدة من بعض السفارات العربية والغربية والمراجع الامنية اللبنانية بوجوب إتخاذ الحيطة والحذر، ما جعل هذه القوى تضع في الحسبان مختلف الاحتمالات، وان تكون يقظة للمرحلة المرتقبة.
على خط آخر ورداً على سؤال حول مدى وجود خوف على مسيحييّ لبنان بعد  تفجيرات القاع، اعتبرت المصادر المذكورة بأن المسيحيين في الشرق يعيشون منذ سنوات حالة خوف على مستقبلهم، فيدفعون دائماً ثمن الازمات التي تهبّ على المنطقة. لافتةً الى ما حصل لمسيحيّي العراق اذ تمت تصفية الوجود المسيحي هناك وعلى مرأى من مسيحيّي العالم، والى ما تعرّض له اقباط مصر من شتى انواع الضغوطات والحوادث الدامية التي قضى بنتيجتها عدد كبير من الشهداء الأقباط مع ما رافقها من تهديم للكنائس. والى ما حصل لمسيحييّ سوريا جراء وحشية الارهابييّن الذين دمرّوا الكنائس والرموز المسيحية. لكنها ابدت تفاؤلاً بخصوص مسيحييّ لبنان الذي يتميّز عن كل الدول العربية بالوجود المسيحي الفاعل والقوي على ارضه، وبالتالي فلا خوف على مسيحيي لبنان لانهم يعرفون كيفية الدفاع عن انفسهم، والتاريخ شاهد على ذلك…