Beirut weather 17.43 ° C
تاريخ النشر May 3, 2025
A A A
لبنان الدولة والسلطة والسيادة والسياسة
الكاتب: أحمد الغز

كتب أحمد الغز في “اللواء”:

دخل لبنان في محاولة إعادة تجديد فكرة الدولة وأسبابها ووظيفتها وأصبحت الدولة محور النقاش السياسي لدى مختلف المكونات، وتسللت إلى بديهيات الأحاديث الفردية والمجتمعية ومضامين الصحف ونشرات الأخبار، وبات شعار “عودة الدولة” يتردد في البيانات والتصريحات معبّرا عن حنين جماعي إلى دولة قادرة وعادلة.

الدولة اللبنانية لا تزال مثقلة بتبعات الانتدابات والاحتلالات والوصايات والنزاعات العنيفة التي ساهمت في عسكرة المكونات المجتمعية، ومنعت قيام دولة وطنية قوية تستند إلى الإرادة الحرة والسيادة الكاملة وتداخلت العوامل الطائفية والإقليمية والدولية، لتجعل من الدولة مشروعا معلقا بين واقع ممزق وطموحات مؤجلة.

الدولة هي كيان سياسي قانوني يتكوّن من أربعة عناصر أساسية، اولاً الشعب أي مجموعة الأفراد المرتبطين بالدولة اجتماعياً وقانونياً، والإقليم وهو الأرض التي تمارس الدولة عليها سلطتها وسيادتها، والسلطة هي الجهاز الذي يدير شؤون الدولة وينظم حياة المجتمع، والسيادة هي الاستقلال الكامل في اتخاذ القرارات الوطنية دون خضوع لأي تدخل خارجي.

السلطة هي التعبير العملي عن الإدارة السياسية، ويمكن أن تكون السلطة شرعية تستند إلى الدستور والقانون، أو قسرية تعتمد على الإكراه والقوة، أو تقليدية تستمد شرعيتها من الأعراف والولاءات التقليدية، والسلطة تنظّم العلاقات بين الأفراد والمجموعات وتحفظ النظام العام وتدير الصراع الاجتماعي ضمن قواعد القانون او الإكراه او الأعراف.

أما السياسة، فهي الفضاء الذي تتحرك فيه السلطة والمجتمعات، وهي الآلية التي تُدار بها الحياة العامة وتشكل العلاقة بين الحاكم والمحكوم وصراع القوى داخل الدولة، وتتحول السياسة إلى سياسات عبر البرامج والخطط لتحقيق المصالح الوطنية الكبرى، وهي التي تحدد مسار الدولة وتطورها أو تخلفها.

الدولة هي المسرح، والسلطة هي الممثلون، والسياسة هي كتاب السيناريو ونقاد المسرحية، والتفاعل الحقيقي والتناغم والتوازن بين هذه العناصر بالغ الاهمية من اجل انسجام جمهور المشاهدين بالمسرحية، والذي يؤدي إلى تعزيز قوة الدولة وتماسكها واستقرارها، كي لا تتحول الدولة إلى مسرح عبثي أو ساحة صراع وفوضى واوهام، كما هو الحال في مسرح لبنان الدولة… والسلطة والسيادة والسياسة.