Beirut weather 29.41 ° C
تاريخ النشر July 2, 2024
A A A
لا مناخات حرب شاملة في تمّوز… حتى الساعة!
الكاتب: رضوان عقيل

كتب رضوان عقيل في “النهار”:

تتعاطى قيادة “حزب الله” بهدوء شديد مع التهديدات الإسرائيلية التي تصدر عن كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الذين لم يتخلوا في ختام كلامهم عن استبعاد الخيار الديبلوماسي في تسوية أزمتهم مع الحزب و”حماس” وعودة المستوطنين الى ممارسة حياتهم الطبيعية في الشمال وعدم دخول كيانهم في حرب شاملة ستكون وقائعها أقسى عليهم بدرجات من حرب تموز 2006.

ويتوقف الحزب هنا أمام موجة التهديدات من الخارج والداخل اللبناني بحسب توصيفه في إطار وضع المزيد من الضغوط على المقاومة وتحميلها مسؤولية التوجّه الى مواجهة كبرى مع إسرائيل في حال وقوعها.

وتصله كل هذه الرسائل بالمباشر وغير المباشر من قنوات عدة. ولا يزال على مواقفه المعهودة من ربط مشاركته في الحرب بإسناد غزة. ويعلق متابعون هنا على هذه المشهدية بأن إسرائيل اعتادت في كل حروبها ضد العرب ولبنان اتباع التكتيكات العسكرية الاحتياطية قبل اتخاذها القرارات في حرب كبرى على عكس ما سلكه العرب في حروبهم مع إسرائيل منذ عام 1948.

ورغم سخونة المواجهات الأخيرة يقول خبراء عسكريون في إسرائيل ولبنان إن الطرفين يمارسان أسلوب الردع المتبادل وإن كانت الكثافة النارية أكبر من جهة إسرائيل لجملة من الأسباب، وإن مناخات الجبهة لا تشير بعد الى حرب كبرى. وتكمن الخشية من حصول أي انزلاق عسكري كبير من أي جهة قد يؤدي الى الدخول في مواجهة كبرى.

ولذلك لا يرى الحزب حتى اليوم أن مسار المواجهات العسكرية سيقود الى حرب كبرى، وإن لم يكن شيء يضمن أو يدعو الى الاطمئنان لإسرائيل. وزاد من سخونة المشهد القائم توجه أكثر من دولة عربية وغربية الى الطلب من رعاياها مغادرة لبنان وعدم السفر إليه. ويقول ديبلوماسي عربي إن هدف ما أقدمت عليه دولته حيال هذا الإجراء يدخل في الإطار القنصلي وتنظيم قدوم مواطنيه الى بيروت. ورغم كل التهديدات المتتالية من المسؤولين في تل أبيب فإن نتنياهو غير قادر على فتح حرب كبرى ضد لبنان نتيجة حالة التوازن التي يشكّلها “حزب الله”.

وفي المناسبة لم يتلق الحزب بالتهليل مراجعة جامعة الدول العربية عن نزعها صفة الإرهاب عنه علماً بأن كلام الأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي بعد اجتماعه مع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد (لم يقل له شكراً) لم يهضمه كثير من السياسيين اللبنانيين. وكان من الملاحظ حيال هذا التطور الذي لم يتبلور من دون الحصول على ضوء أخضر من السعودية التي تترجم على الأرض مندرجات تفاهمها مع إيران الذي كتب بحبر صيني.

ويقول قيادي في الحزب إنه عندما أُدرج الحزب على لائحة الإرهاب من دول عربية “لم تنقطع علاقاتنا مع أكثر من دولة وفي مقدمها مصر وقطر. ولم نتأثر آنذاك بتصنيفنا في خانة الإرهاب، لأننا أصحاب حق وحزبنا يقاوم إسرائيل ونقف بالدم والكلمة وسلاح الموقف الى جانب الفلسطينيين”.

وتلقى الحزب من السفير زكي المضمون نفسه من نموذج الرسائل الغربية التي تطالبه بالتدخل لدى “حماس” لممارسة الضغوط عليها لتقبل بالمقترح الأميركي الأخير.

ولم يخرج ردّ الحزب على كل المهتمين هنا بأنه لن يسير بأي خطوة لا تكون محلّ قبول عند “حماس” والفلسطينيين، لأن ثمة جهات قد طلبت منه وقف عملياته في الجنوب ولو أن إسرائيل تابعت قيامها بعمليات محدودة في قطاع غزة تحت مظلة غطاء الهدنة ولو استمرت في استهداف اغتيال قياديين في “حماس” أو البحث عن أماكن الأسرى الإسرائيليين ومحاولة تحريرهم. وتريد تل أبيب هنا انتزاع فتيل التفجير في جنوب لبنان وتحميل الحزب أمام المفاوضين حصول أي مواجهة عسكرية كبرى إذا عمدت إسرائيل الى تنفيذها.

وفي هذا الوقت تتجه الأنظار الى أميركا والكباش المفتوح بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري مع لمس تقدّم للثاني بعد المناظرة الأخيرة بين الرئيسين جو بايدن والسابق دونالد ترامب الذي ستكون ارتدادات في حال عودته الى البيت الأبيض على كل دول المنطقة من دمشق الى أنقرة مروراً بالرياض وطهران الى موسكو وعواصم أخرى.

ويترقب الجميع حلول نتنياهو في الكونغرس وإلقاء خطابه في قاعته العامة في 24 الجاري.
ويقول سياسي لبناني إنه سيتم ترقب نواب الحزبين بعناية من لا يصفق له في إشارة الى حجم تأثير اللوبي اليهودي في أميركا، وإن نتنياهو من المرجح بحسب السياسي اللبناني أن يستمر في البقاء على رأس حكومته الى ما بعد انتهاء الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني المقبل.