Beirut weather 21.32 ° C
تاريخ النشر October 15, 2016
A A A
لا رئيس… والامور الى مزيد من التعقيدات
الكاتب: ماري حدشيتي - الديار

من يستمع الى كلام المسؤولين والقادة من فريقي الثامن من اذار والرابع عشر منه او من يسمون انفسهم بالوسطيين وهم يتكلمون عن رغبتهم الجامحة بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية اليوم قبل الغد يصاب بالهلوسة لان واقع الحال هو عكس التصريحات والبيانات. هذا ما علقت عليه بعض الاوساط السياسية التي ترى ان الخلافات، هي خلافات مذهبية وطائفية وقد تعدتها في المرحلة الاخيرة لتضاف اليها خلافات مكاسبية وبخاصة حتى لو كانت على حساب المواطن اللبناني الذي بات يشعر بانه من رعايا الجالية اللبنانية في هذا الوطن الذي مزقه امراء الطوائف والاحزاب الذين يتكلمون عن العفة والطهارة حتى كاد المستمع يتخيل انه يستمع الى مجموعة من القديسين وان جوهر المشكلة والمعطل الرئيسي لانتخاب رئيس هو المواطن نفسه المغلوب على امره والذي يعاني من الازمات ما يصعب حصرها سواء الامنية منها او المعيشية في ظل الانقسام والحاصل بين الاطراف كافة التي تنادي بالوحدة الوطنية والائتلاف والعيش المشترك، وكأن هذه الاطراف قد نسيت او تناست ان لكل منها راعيا عربيا او اقليميا او دوليا يرعاها ويرسم لها خارطة الطريق الملأى بكل اشكال «الفيتوات» التي يطبقها البعض على البعض الاخر.

وتتابع الاوساط بان عملية انتخاب رئيس للجمهورية في الوقت الحاضر هي كلام في الهواء وكمن يطلق الرصاص الطائش ولا يصيب غير المواطن اللبناني لان هذه العملية قد ماتت سريريا منذ رحيل الرئيس السابق ميشال سليمان وذلك بسبب المتغيرات الاقليمية والدولية والتي انعكست على لبنان والتي باتت تستوجب البحث عن صيغة جديدة تختلف عن الطائف والدوحة او حتى المؤتمر التأسيسي، الذي يحكى عنه من وقت لاخر، لكي تتم العملية القيصرية لولادة الرئيس العتيد والمنتظر ويبصر النور «والا»، فان الامور ذاهبة الى المزيد من التعقيدات ولا شيء يبشر خيرا في القريب العاجل رغم المساعي المكوكية التي يقوم بها سعد الحريري لاعلان موقفه والتزام حزب الله بوعده بانتخاب العماد ميشال عون.

ويبدو ان هذه المتغيرات تضيف الاوساط قد بددت حظوظ عون في الوصول الى قصر بعبدا بعد اخفاق بعض الاطراف حول اعلان اسمه. وتضيف الاوساط ان الصيغة الجديدة التي يجب البحث عنها لا تكمل بالاتفاقات العربية والدوليـة والاقلـيمية التي بات من الصعب تحقيقها في المدى المنظور بل يجب ان تتم عبر اتفاقات داخلية لبنانية من خلال المكاشفة والمصارحة مع تقديم بعض التنازلات من قبل الجميع، لا ان تبقى الامور مجرد شعارات كلامية يطلقها المستفزين من واقع الحال، وتشير الاوساط عينها ان كرة ملف الرئاسة باتت في مرمى قوى 8 اذار او 14 اذار والوسطيين وليست في مرمى فريق دون الاخر لان هؤلاء هم في حالة استرخاء بانتظار الوضع السوري الذي يبدو ان الحل فيه ليس قريبا كما ان الوضع السعودي ليس بأفضل من السوري لانشغاله بالحرب مع اليمن وبما ينتظره من عقوبات اميركية على خلفية احداث 11 ايلول.

وتختم الاوساط  بانه في ملف الرئاسة لا بد ان نعود الى الفرضية الكلاسيكية، اي قرار او خطوة كبيرة تريد ان تقدم عليها في لبنان عليك ان تدرك انها تمر عبر المعادلة العربية والاقليمية، كما يتعين ان تأخذ في الاعتبار الوضع الدولي. وان حالة الاسترخاء هذه قد تطيل من عمر الازمة اللبنانية وبان المواطن لن يسمع الا التصريحات والبيانات الفارغة من اي مضمون وبان المسألة اللبنانية تكاد تكون معقدة كتعقيدات المعارضات السورية وكباشها الحالي وازمات الدول العربية والاقليمية والدولية .