Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر November 24, 2017
A A A
كيف يمكن للكومبيوتر ان يساعد في معالجة مرضى الفصام؟

قام فريق من الباحثين بإجراء علاج تجريبي لمرضى الفصام من خلال وضعهم وجها لوجه مع شخصية رمزية على الكمبيوتر، أو ما يعرف “بالأفاتار”، تمثل الأصوات المعذبة التي تتردد داخل رؤوسهم وقارنوا النتائج بعد احتكاكهم بشخصيات الكمبيوتر واستشارات الدعم اي احتكاكهم بالبشر، ووجدوا بعد 12 أسبوعا أن الأفاتار كانت أكثر جدوى في الحد من الهلاوس السمعية التي تترد داخل رأس المريض. كما وهناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث للتأكد من فاعلية هذا النهج في حالات الرعاية الصحية الأخرى، وبالتالي فإن العلاج غير متاح على نطاق واسع.
لكن الخبراء يقولون إنه إذا نجحت تجارب أخرى، فيمكن أن يغير العلاج بشخصيات الأفاتار “تماما” أساليب معالجة ملايين من مرضى الفصام في العالم.

والفصام هو اضطراب نفسي يعاني منه نحو واحد من كل مئة شخص في العالم. ومن أعراضه الأكثر شيوعا الضلالات والهلاوس السمعية. وعادة ما تردد هذه الأصوات إهانات أو تهديدات أو أفكار مقلقة وتسبب قدرا كبيرا القلق لدى المرضى. ويمكن أن تقلل الأدوية هذه الأعراض عند معظم المرضى لكن يستمر نحو واحد من كل أربعة في معاناته من الهلاوس السمعية.

 

 

وضمت الدراسة التي نشرت في مجلة “the lancet” للطب النفسي 150 مريضا في بريطانيا يعانون من الفصام منذ 20 عاما تقريبا ويكابدون هلاوس سمعية مزعجة بشكل مستمر منذ أكثر من عام. فحصل 75 منهم على العلاج من خلال شخصيات الكمبيوتر، فيما تلقى الخمسة والسبعون الآخرون نوعا من استشارات الدعم النفسي. كما واصلوا جميعا تناول الأدوية المضادة للذهان كالمعتاد خلال فترة التجربة.

وكان العلاج بالأفاتار يجري اسبوعياً في جلسات لمدة 50 دقيقة خلال ستة أسابيع. وقبل بدء التجربة، عمل المرضى مع معالج على وضع أسلوب محاكاة على الكمبيوتر أو أفاتار للأصوات التي يريدون تهدئتها ويشمل ذلك ما يقول الصوت وكيف يبدو.

 

 

وقال توم كريج الأستاذ الذي قاد الدراسة في مستشفى مودسلي في بريطانيا، إن النتائج تقدم “دليلا مبكرا على أن العلاج بالأفاتار يحسن سريعا الهلاوس السمعية”. وتابع قائلاً: “حتى الآن يبدو أن هذا التحسن يستمر حتى ستة أشهر مع هؤلاء المرضى لكن مع هذا، هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتحسين طريقة العلاج وتأكيد فاعليتها في ملابسات أخرى”.