Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر May 23, 2021
A A A
كيف يقيّم البزري عبر موقع “المرده” الواقع الوبائي في لبنان وهل زال الخطر؟
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده
7c460e4d-6ea7-422d-8a58-7d95fbe2dd07 f5178f21-513e-45c9-bc52-6032c86c9711
<
>

حلّت الأزمة الصحية ضيفاً ثقيلاً على لبنان في وقت عصيب معيشياً اقتصادياً ومالياً واجتماعياً ولكن سُجّل انخفاض بارز في الأيام القليلة الماضية في أعداد الاصابات والوفيات بفيروس كورونا مقارنة بالأشهر المنصرمة ما يشي بتحسن نوعي في ظل خلو طوابق بعض المستشفيات بأكملها من مرضى كورونا.
فهل ستستمر أعداد ​الكورونا​ في التّناقص في ​لبنان؟ وكيف سيكون الوضع الوبائي في المرحلة المقبلة؟
في هذا الاطار، أكد رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا في لبنان الدكتور عبد الرحمن البزري في مقابلة خاصة لموقع “المرده” أنه “مما لا شك فيه ان هناك مؤشرات ايجابية ولبنان وبائياً انتقل من مرحلة الى أخرى ولكننا لا نستطيع الجزم بأننا تجاوزنا مرحلة الخطورة نهائياً، لافتاً الى ان المؤشرات الايجابية تدلّ على ان عدد الاصابات الجديدة ينخفض وعدد الفحوصات الايجابية بالنسبة للفحوصات التي تجري أيضاً ينخفض وأعداد الوفيات والاصابات بالـ100.000 تقلّ فهذه كلها مؤشرات تشير الى أن لبنان دخل في مرحلة وبائية مختلفة تماماً عن الأشهر السابقة التي كان يعاني فيها، الأمر الذي انعكس على واقع المستشفيات حيث العديد من غرف العناية الفائقة التي خُصصت لمرضى الكورونا أُغلقت وعادت الأطقم الطبية الى العمل في الأقسام العادية، مشيراً الى أن الضغط تضاءل على أقسام الطوارئ وهذه مؤشرات مريحة جداً للمواطن وللجسم الطبي”.
وعلى حد قول الدكتور البزري “لا يمكن القول الآن أن الخطر قد زال تماماً فذلك قد يتطلب وقتاً كي نتأكد أننا قادرون على المحافظة على كل هذه المكاسب مع عودة الحياة التدريجية ومع المزيد من الانفراج بالاجراءات الحكومية المتّخذة ومع قدوم موسم الصيف وليس المهمّ تحقيق المكسب بل الأهمّ هو الحفاظ عليه وعندها يمكن القول أننا تطورنا الى الأمام”.
علّقت بعض الدول استخدام لقاح أسترازينيكا وأسدَيتَ بدورك نصيحة بألا يعطى هذا اللقاح لمن هم دون الثلاثين عاماً لماذا؟ أجاب البزري قائلاً: “قسم كبير من دول العالم لا يزال يستخدم هذا اللقاح وحتى بعض البلدان كألمانيا عادت لاستخدامه لأسباب تتعلق بتأخر عمليات التلقيح فيها حتى لأعمار أصغر، لقاح أسترازينيكا موجود في العالم بكثرة وهو أحد أكثر اللقاحات المستخدمة ان كان في بعض الدول العربية أو في الدول الأوروبية وحتى في الدولة الأفريقية والآسيوية ولكن هذا اللقاح ارتبط ببعض الاختلاطات النادرة ولكن الخطيرة لذلك نحن عندما نقدم نصائح علمية عن العمر وغيره فالهدف منها هو ان نرجّح كفّة الايجابيات على كفّة السلبيات وعندما نقدم توصيات لوزارة الصحة فاننا نهدف بذلك الى استخدام اللقاحات بالطريقة الفُضلى والأكثر أماناً والأكثر فعالية”.
وأضاف: “نصيحتي بألا يعطى هذا اللقاح لمن هم دون الثلاثين عاماً ناتجة عن الأخذ بعين الاعتبار أمرين: أوّلهما هو مقدار خطر المرض على الشخص المصاب ونحن نعرف ان الثلاثينيين يكون خطر المرض عليهم أقلّ بكثير من الأعمار المتقدمة، وثانيهما متعلق بالتأثيرات فان “أسترازينيكا” له اختلاطات شديدة لدى الناس التي تكون أعمارهم صغيرة وكلما تقدمنا في العمر تكون الاختلاطات أقلّ، اذاً لأن المرض يكون أقلّ خطورة على الصغار ولأن “أسترازينيكا” يمكن ان يكون له اختلاطات نادرة أكثر بقليل بأعمار صغيرة أكثر مما تكون مع الأعمار المتقدمة لذلك كانت نصيحتي بعدم اعطائه لمن هم دون الـ30 عاماً ونحن شجعنا وزارة الصحة مشكورة عندما فتحت المنصات أمام من هم في الأربعين من العمر وما فوق لتلقي أسترازينيكا”.
وعن تغريدته الأخيرة التي أعلن فيها عن قرب تغيير تصنيف لبنان من المرحلة الرابعة إلى المرحلة الثالثة وبائياً، علّق البزري قائلاً: “نحن في هذه المرحلة فعلياً التي هي انعكاس لمؤشرات التحسن الوبائي ومع ازدياد وتيرة عمليات التلقيح وانتشارها مع الاخبار التي تتحدث عن قدوم كميات كبيرة من اللقاحات خاصة لقاح فايزر خلال الأسبوعين المقبلين عندئذٍ يصبح لبنان في مرحلة أخرى وكلما انتقلنا الى مرحلة وبائية أفضل يمكن تخفيف الاجراءات”.
نصحت دراسة أميركية بعدم تناول “باراسيتامول” أو “أسبرين” بعد تلقي لقاح كورونا، هل توافقهم الرأي؟ حول هذا السؤال أجاب البزري قائلاً: “ليس بالضرورة، فاذا ارتفعت حرارة الشخص بعد التلقيح وهذه من المضاعفات الشائعة أو في حال معاناته من آلام عضلية فلا مانع ولا مشكلة من تناول الـ”باراسيتامول” أو الـ”أسبرين” ولكن الاستعمال الأكثر هو للباراسيتامول او البانادول.
وختم البزري حديثه بالقول: “لا يمكن لدولة لوحدها أن تنتصر على هذا الفيروس الفتاك بل الانتصار رهنٌ بالانسانية ككلّ، وكل ما يمكن قوله ان لبنان انتقل من مرحلة الى مرحلة أخرى أفضل ويمكن ان ينتقل الى مرحلة أفضل بعد أيضاً وهذا مرتبط بثلاثة عوامل وهي وفرة اللقاحات وتجاوب المواطنين مع فكرة تلقيها ومدى قدرة الدولة والمجتمع على مراقبة تطور عودة الحياة الى طبيعتها بشكل تدريجي وهناك أمرٌ مرتبطٌ بالفيروس نفسه لأنه يمتلك “حيلة” واسعة بمحوّراته التي قد تعيده الى نشاطه وفعاليته ولذلك دائماً ما نقول اننا نحقق انجازات ولكن بتحفظ وحذر شديدين.