Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر December 12, 2017
A A A
كيف يتم نقل القطع الأثرية واللوحات الأغلى ثمناً؟
الكاتب: العربية

أعلن متحف اللوفر أبوظبي عبر خدمة “تويتر” أن لوحة المخلص للرسام الإيطالي ليوناردو دافينتشي بيعت في تشرين الثاني بسعر قياسي قدره 450,3 مليون دولار، ستعرض في المتحف الذي افتتح قبل فترة قصيرة.
وفي 15 تشرين الثاني الماضي، عرضت اللوحة في مزاد في نيويورك حيث اشترتها أبوظبي لصالح هيئة الثقافة والسياحة، مقابل 450.3 مليون دولار، وهو رقم قياسي في تاريخ الفنون عبر التاريخ.
لكن السؤال كيف يتم نقل اللوحات الفنية والتحف والقطع الأثرية الأغلى ثمنا من مكان لآخر في العالم دون أن تتعرض لتكسير أو إتلاف أو تحطيم أو تشقق أو شرخ و ما شابه؟
ويجيب الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة ومستشار أمين عام المجلس الأعلى للآثار السابق، قائلا لـ”العربية.نت”، إن هناك شركات متخصصة في نقل القطع الأثرية والتحف واللوحات الفنية الغالية من مكان لآخر، حيث تقوم بعض الدول بتنظيم معارض فنية، ومن أجل ذلك تشتري بعض القطع واللوحات لعرضها في معارضها، أو تقوم بشرائها نهائيا لعرضها أيضا، مثل فرنسا التي اشترت بعض القطع الأثرية من مصر وتقوم بعرضها في متاحفها وتعهد لهذه الشركات بنقلها.
وعن كيفية النقل يقول الكسباني إن الدول التي تقوم بشراء هذه القطع واللوحات تسدد مبالغ مالية كبيرة كتأمين مقابل النقل، ويرافق القطعة أو اللوحة لجنة أثرية تتولى مهمة تغليفه ووضعه في غلاف كامل من الفوم أو صندوق مجهز بطريقة علمية تمنع تعرض محتوياته للكسر أو التحطيم، ويتم بعد ذلك إنزاله من الطائرة بطريقة علمية أيضا حتى يصل للمتحف الذي سيتم عرضه فيه.
ويضيف أن الشركة الناقلة تقوم بترميم القطعة الأثرية لو حدث كسر به، من مقابل التأمين الذي حصلت عليه، وأغلب حالات التلف التي تتعرض لها القطع الأثرية خلال عملية النقل تكون بسيطة كحدوث شرخ أو خدش، وبالتالي يكون ترميمها سهلا وبسيطا.
ويضيف أستاذ الآثار أن استمرار وجود معارض فنية تقام من حين لآخر، يعني استمرار نقل التحف والقطع الأثرية، ويعني احتمالية تعرض بعضها للتلف والتكسير، لكن المهم في الأمر ألا يكون التلف مؤثرا على حالة اللوحة والقطعة ويصعب علاجها وترميمها.
ويقول الكسباني إن الدول ترفض نقل القطع الأثرية الكبيرة لصعوبة ترميمها لو حدث بها كسر أو إتلاف، ويكون النقل فقط للوحات والقطع الأثرية الصغيرة التي يسهل نقلها وترميمها.
وعن الحالات التي تعرضت فيها قطع أثرية للتلف خلال عملية النقل قال أستاذ الآثار إنه وقعت حالات كثيرة في العالم ومصر لكن يتذكر الآن أقرب واقعة حدثت في مصر وهي وقوع 7 من المسؤولين بالآثار والمتحف المصري القديم والمتحف المصري الكبير في إهمال كبير، وأدينوا بالتقصير في تغليف قطع أثرية تمهيدا لنقلها من المتحف المصري بالتحرير ومن المخزن المتحفي بأطفيح إلى المتحف المصري الكبير، ما ترتب عليه حدوث تلفيات بتلك القطع وانخفاض قيمتها الأثرية على المستوى الدولي، وبناء عليه تمت إحالتهم للمحاكمة.