Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر January 5, 2025
A A A
كيف كان الاقبال في موسم الاعياد سياحياً وتجارياً؟
الكاتب: أميمة شمس الدين - الديار

دائماً للقطاع السياحي الحصة الأكبر بتداعيات أي أزمة يتعرض لها لبنان وهو دائماً الأكثر تضرراً من بين كل القطاعات فهذا القطاع بحاجة إلى إستقرار على جميع الأصعدة السياسية والإقتصادية والأمنية وللأسف تعرض لبنان ويتعرض منذ حوالي خمس سنوات لأزمات متلاحقة بدءاً بالأزمة الإقتصادية وانفجار المرفأ وجائحة كورونا وصولاً إلى حرب الإسناد في تشرين ٢٠٢٣ والتي توسعت في أيلول ٢٠٢٤ حيث تعرض لبنان لأشرس إعتداءات على مدى شهرين .

 

 

وبالرغم من التوصل إلى إتفاق على وقف إطلاق النار في ٢٧ تشرين الثاني الماضي يقول رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي في حديث للديار: موسم الأعياد هذه السنة لم يكن على قدر تطلعات صناع القطاع السياحي ولن أقول أُحبِطَت أمالنا لأننا كنا متوقعين أن يكون هذا الموسم متواضعا لعدة أسباب أولها أننا نعيش إقتصاد حرب وتداعيات الحرب التي لم تنته بعد.

ومن الأسباب التي أدت إلى تراجع عدد الوافدين إلى لبنان أشار الرامي إلى عدة أمور أولاُ : ارتفاع أسعار تذاكر السفر نظراً للطلب الكبير والعرض القليل سيما وأن هذا العيد هو عيد العائلة والمغتربون يأتون مع عائلاتهم ولذلك الأمر يكون مكلفاً عليهم .

ثانياً : عدم عودة كل شركات الطيران بتسيير رحلاتها إلى لبنان حيث ما زال يقتصر العمل على شركة طيران الشرق الوسط ( أبطال السماء) وحوالي ١٢ شركة طيران أخرى أما الشركات الأخرى فهي مبرمجة مسبقاً على خطوط وهي تنتظر انتهاء فترة الهدنة كي تقرر العودة .

ثالثاً : المغترب اللبناني الموجود في الخليج أو الموجود في المسافات البعيدة لا يخطط للمجيئ إلى لبنان في اللحظات الأخيرة بل يحجز التذاكر والفنادق قبل فترة طويلة بأسعار مدروسة وهذا ما لم لم يتمكن من القيام به بسبب الحرب .

رابعاً : ما زلنا نعيش أجواء الحرب نتيجة الخروقات وتحليق المسيرات المستمرة إضافةً إلى الوضع المستجد في سوريا و كل هذه الأمور لا تشجع المغترب للمجيئ إلى لبنان .

ويأسف الرامي لأن الدورة السياحية ليست بخير هذا الموسم بدءاً من مكاتب السياحة والسفر التي تعاني من موضوع الخطوط الجوية الغير متوفرة وارتفاع أسعار تذاكر السفر ،والسيارات المؤجرة التي كانت ١٦ ألف سيارة في العام ٢٠١٩ أصبحت حوالي ٨٠٠٠ سيارة وكانت نسبة الإشغال أقل من ١٥ إلى ١٨ % ،أما نسبة الإشغال الفندقي لم تتعد ٢٠% لبعض الليالي بين العيدين في حين أن الكلفة التشغيلية على الفنادق وبيوت الضيافة والمساكن السياحية باهظة جداً ،والأدلاء السياحيين لا يعملون منذ أكثر من ثلاث سنوات .

أما على صعيد قطاع المطاعم والسهر أكد الرامي أن موسم الأعياد كان بارقة أمل وجرعة أوكسجين لكن مدة ١٠ أيام لا تعوٍض الخسائر إنما معنوياً وإثبات وجود لقطاع المطاعم والسهر الذي قدّم أفضل ما لديه كي يبث الإيجابية ويثبت وجوده ويبرهن للمغتربين واللبنانيين أنه ما زال يقدٍم أعلى مستوى من الخدمات .

وإذ لفت الرامي إلى ان الحركة كانت ناشطة على صعيد القطاع التجاري والمطعمي ، أشار إلى أن الدورة السياحية ككل لم تكن على قدر التطلعات في ظل غياب كلي للسائح العربي الخليجي الأردني المصري والعراقي والمغتربين من المسافات البعيدة واقتصرت الحركة على جزء من المغترببن في دول الخليج “وقد اعتمدنا على السياحة الداخلية وهي قدرتها الشرائية متواضعة بسبب خسائر وأضرار الحرب وتراكم الأزمات والقليل من الإغتراب من الخليج”.

وتأمل الرامي في الختام أن ننتهي من حلقة المواسم السياحبة لأن لبنان لديه القدرات والمقومات السياحية كي يكون لديه سياحة مستدامة لكن بسبب الواقع المالي والإقتصادي والسياسي والأمني يمنع وجود هذه السياحة المستدامة ،متمنيا أن يحصل إنفراج في السياسة وننتخب مشروع رئيس وليس رئيس أي مشروع دولة كامل متكامل ،” و يصبج لدينا سياحة مستدامة لأن لبنان لديه كل القدرات والمقومات السياحية كي يعمل سياحة ٣٥٠ يوما وأهمها الشعب اللبناني الرائد وأصحاب المؤسسات السياحية صنّاع البهجة في لبنان ” ، متمنياً أن تحمل سنة ٢٠٢٥ الإستقرار السياسي والأمني والمالي والإقتصادي والإصلاحات ومن ثم إعادة الثقة و بعدها عودة الدورة الإقتصادية التي نطمح لها كي يعود لبنان إلى دوره الرائد بين الدول العربية.

الاشقر

ويثني مدير احد المطاعم في الجبل (العناب)اشرف ابو قيس على كلام النقيب الرامي حيث اعتبر ان مطاعم الجبل شهدت بعض الانتعاش خلال الاعياد حيث يمكن البناء عليه لفصل الصيف الذي نأمل ان يكون مزدهرا خصوصا مع عودة المغتربين الذين ما يزالون نبض القطاع السياحي والتجاري .

وقال ابو قيس :لقد شهدنا وفودا اتت الى المطعم من اجل الاحتفال بهذه الاعياد .

الاشقر

بدوره رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر شرح للديار أسباب انخفاض أعداد الوافدين إلى لبنان بنسبة ٦٥% عن السنة الماضية ومنها انخفاض عدد شركات الطيران التي كانت تعمل في لبنان .

‐ الذي حصل في سوريا سيما وأن السوريين الذين كانوا يأتون إلى لبنان هم من الموالين للنظام السابق وهم كانوا يستخدمون مطار بيروت للسفر إلى بلد آخر بعد ان يبيتوا لليلة أو ليلتين او أكثر في لبنان.

– لم يكن هناك حفلات من الدرجة الأولى والثانية بل كانت من الدرجة الثالثة والرابعة والخامسة وهذه الحفلات لا تجذب لا الأردني والعراقي ولا السوري ولا المصري.

-الحرب لم تنته بعد وما زالت هناك خروقات .

-دول الخليج العربي ودول الغرب ما زالت تقاطع لبنان .

لكن يلفت الأشقر إلى أن المتاجر والمطاعم والمقاهي والملاهي ربما استفادت من الحركة التي حصلت في الأعياد لكنها لم تكن بحجم السابق أما الفنادق والشقق المفروشة لم تتمكن من الإستفادة في هذه الفترة الزمنية القصيرة سيما و أن فترة الأعياد في السابق كانت تمتد لحوالي ١٥ يوما أما حالياً فتقتصر على ثلاثة أيام، ومن جهة أخرى في الفترة التي كان من المفترض أن يتم الحجز للمجيئ إلى لبنان كانت الحرب دائرة في لبنان وعندما حصل وقف إطلاق النار ارتفع ثمن تذاكر السفر .

ورداً على سؤال حول نسبة التشغيل في الفنادق لفت الأشقر إلى أعلى نسبة تشغيل بلغت في بيروت ٣٠% لمدة ثلاثة أيام فقط أما في مناطق التزلج وصلت إلى ٧٠% لكن عدد الفنادق قليل ولا يتجاوز عدد الغرف ٤٠٠ غرفة وطالب الأشقر برئيس جمهورية وحكومة يقومون بالإصلاحات ويعملون على مصالحة مع الخليج العربي من أجل الحصول على سياحة مستدامة وجذب الإستثمارات ،وكي يعود لبنان على الخارطة السياحية كمصر وتركيا وقبرص والأردن وغيرها سيما وأن لبنان يملك كل مقومات السياحة ولطالما كان رائداً في جميع المجالات الثقافية والطبية والتربوية والفنية وغيرها .

عيراني

من جهته رئيس جمعية تجار جونية سامي عيراني لفت إلى أن موسم الأعياد لهذا العام شهد نشاطاً تركز بمجمله في اواخر كل اسبوع على عكس الايام الاخرى التي كان التسوق فيها عادياً لاعتبارات تتعلق بضعف القوة الشرائية لدى شريحة كبرى من اللبنانيين وارتفاع اسعار السلع من مصادرها ، وتأثيرات الحرب وانعكاساتها على الوضع العام ،”ومقارنة بالسنة الماضية نستطيع القول بان نتيجة الاعمال كانت مرضية اذ ارتفعت نسبة الإقبال بشكل لافت خاصة لدى المحال التي تحضرت وعززت مخزونها بالبضائع المناسبة وقدمت حوافز تشجيعية لاستقطاب الزبائن” .

ورداً على سؤال هل اقتصرت الحركة على المغتربين اللبنانيين فقط؟ أم شملت أيضاً السياح العرب والأجانب؟ قال عيراني بالطبع، لم تقم الحركة على المغتربين بالشكل الذي كنا نعهده في المواسم السابقة ، كما وان أعداد السياح العرب والأجانب كانت خجولة وأقل من معدلها الطبيعي بسبب الوضع الأمني والخشية من مخاطر استهدافات العدو للمناطق بدون تمييز مما حدا بمعظم شركات الطيران على إيقاف رحلاتها إلى مطار بيروت . ومجمل هذه العوامل ساهمت في انخفاض حركة السياح واقتصرت على الاستهلاك المحلي .

ولفت عيراني إلى أن موسم الأعياد تم استلحاقه بصعوبة من قبل التجار فور إعلان وقف إطلاق النار مشيراً إلى ان الحركة السياحية خاصة في القطاعات المؤثرة مثل المطاعم والفنادق والنقل ومكاتب تأجير السيارات اشارت مسبقاً إلى ان موسم الأعياد لن يكن نشطاً وعلى مستوى الامال بالرغم من تحقيق مكاسب ملحوظة ، كما أن المغتربين الذين عول عليهم امتنع معظمهم على المجيء إلى لبنان وهم الذين عودونا في كل موسم على دعم الأسواق المحلية وبالتالي على ضخ العملة الصعبة الداعمة للاقتصاد .

وحول نسبة الدولارات التي دخلت إلى الاقتصاد اللبناني خلال هذا الموسم اكد عيراني أنه لا يمكن تحديد الرقم بدقة في هذه اللحظة، لكن التقديرات تشير إلى أنها كانت اقل من العادي بسبب ضعف الإنفاق وغياب القوة الشرائية الوافدة من الخارج للأسباب التي نوهنا عنها .