Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر October 11, 2023
A A A
كيف سيكون تأثير “طوفان الأقصى” على الملف الرئاسي؟
الكاتب: مرسال الترس - الجريدة

كثيرة وفاعلة هي التأثيرات والترددات التي انعكست على العديد من القضايا، العادية منها والشائكة، في منطقة الشرق الأوسط، وما يتفاعل معها في مواقع أخرى من القارتين الآسيوية والأفريقية وصولاً إلى الأوروبية، كنتيجة مباشرة للعملية البطولية “طوفان الأقصى” التي انطلقت من قطاع غزة المحاصر إلى حد الاختناق، فأتى تفجرها كزلزال مدمر ستظهر مفاعيله تردداً لسنوات وعقود!
وبطبيعة الحال، لأن لبنان على نفس “الصفيحة السياسية” التي توجد عليها فلسطين المحتلة منذ سبعة عقود، فإن مسائله وأزماته المتفاعلة منذ أربع سنوات ستشهد العديد من الهزات الارتدادية، ليس لأنه في نفس المنطقة الجغرافية، وتربطه حدود مشتركة شهدت العديد من التفاعلات خلال العقود الخمسة الماضية فقط، وإنما بسبب وجود مقاومة على أرضه مرتبطة بـ”حبل سرّة” واحد مع المقاومة على أرض غزة، وما يصيب الأولى ستتأثر به الثانية.. وبالعكس.
واستناداً إلى هذه الوقائع، يبدو أن الوضع السياسي في لبنان سيبقى معلقاً لفترة غير ميسّرة الأفق، ولكن وفق الروزنامة التي ستخطها المقاومة في لبنان، المنبثقة من رحم “الثنائي الشيعي” الذي رسم خريطة طريق الملف الرئاسي منذ ما قبل حلول الفراغ في قصر بعبدا بأشهر، حيث كان يتردّد في الأوساط السياسية المتابعة أن “الثنائي” عازم على دعم ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في الاستحقاق الرئاسي الرابع عشر من تاريخ الجمهورية اللبنانية. وبُعيد إطلالة العام الحالي بأسابيع، وبعد دزينة من جلسات الانتخاب غير المنتجة، سارع الثنائي إلى إعلان تبني الدعم عبر موقف صريح أولي من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتلاه بموقف مكمل أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله.
وبرغم الجولات المكوكية التي قام بها الموفدون من فرنسا أو قطر بالعلن، أو سواهم من تحت الطاولة مرتبطين بشكل أو بآخر باللجنة الخماسية، كان “الثنائي” يتشبث بموقفه أكثر وأكثر، وكذلك سيد بنشعي الذي رفض رفضاً قاطعاً كل المغريات والتسويات التي قد تؤدي إلى “الخيار الثالث” الذي استنتجه الموفدون كمخرج ملائم لوساطاتهم، ومن أخطأ التقدير من الكادرات التي تنتمي إلى ذاك “الثنائي” وتحدث عن ذلك “الخيار الملغوم”، فقد قضم أظافره ندماً على ما اقترفه من خطأ غير مقصود!
ولذلك، فإن ما رسمه “الثنائي الشيعي” قبل “طوفان الأقصى”، سيكون خريطة الطريق المثلى لما سيلي من تطورات، لأن ما كان قبله سيعزز أكثر وأكثر فيما سيلي بعده، وإن طالت فترة الانتظار فستكون النتائج لصالحه بدون منازع!