Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر September 7, 2017
A A A
كيف ستكون ملامح الحرب إذا اندلعت بين كوريا ش وأميركا؟
الكاتب: بلومبرغ نيوز

بعد فشل الولايات المتحدة الأميركية في ردع كيم جونغ أون للتوقف عن صنعصواريخ نووية باليستية عابرة للقارات، بدأ مراقبو كوريا الشمالية بتحليل الخيارات العسكرية للرئيس دونالد ترامب. جاء ذلك عقب تحذير الرئيس الأميركي ترامب الشهر المنصرف، لكوريا الشمالية مشددًا على أن العواقب ستكون وخيمة حال استمرارها في تهديداتها، هذا وقد وافقت الولايات المتحدة على فرض عقوبات تعد الأكثر صرامة على نظام كيم ولكن هذا لم يقف حائل في طريق كوريا الشمالية والتي أصرت على موقفها واستمرارها في صناعة الأسلحة النووية معللة ذلك إنها ضرورية لوقف الغزو الأميركي. ما أشعل فتيل الأزمة اختبار الصاروخ الباليستي الذي أجراه كيم وعبر فوق اليابان، واصفًا إياه بالتجربة الناجحة للقنبلة الهيدروجينية والتي يمكن تثبيتها على صاروخ باليستي عابر للقارات، مما يُصعب الخيارات على الولايات المتحدة الأميركية وترامب.

ألا تستطيع الولايات المتحدة توجيه ضربة قاسمة؟
لن ينجح الأمر لأن صواريخ كوريا الشمالية والمنشآت النووية متفرقة وفي أماكن سرية في المناطق الجبلية مما يشكل خطورة في حال فشل تدميرهم. 10 مليون شخص في سيول و38 مليون شخص في المناطق المجاورة لطوكيو وعشرات الآلاف من العسكريين الأميركيين في شمال أسيا سوف يكونوا عرضة لـ هجمات صاروخية نووية أو عادية، حتى إذا تمكنت الولايات المتحدة من تدمير جميع المنشآت النووية التابعة لكوريا الشمالية فلن تنجو مدينة سيول من هجمات المدفعية الكورية.

أسباب إصرار كيم على النووي؟
قال جيفري لويس، مدير برنامج منع الانتشار النووي في شرق آسيا في معهد ميدلبوري للدراسات الدولية، “ضربة محدودة من الولايات المتحدة قد تثير كوريا الشمالية لضربة اكبر، ويتصادم الطرفين مستخدمين أسلحتهم النووية”، الولايات المتحدة بحاجة إلي الإشارة بطريقة ما إلى كلاً من كوريا الشمالية والصين الحليف الرئيسي لبيونغ يانغ العاصمة الكورية والشريك التجاري لها، أن الضربات النووية لها أثاراً مفزعة.

هل تغيير النظام خيارًا متاحًا؟
ليس بالضرورة أن يعني تغيير النظام تغيير النهج الفكري لكوريا الشمالية، تعرض كيم المطول للقيم الغربية خلال دراسته في سويسرا أدي إلي توقع البعض لاتجاهه إلي الفكر الغربي وانفتاح دولته على العالم إلا انه صدم الجميع عند توليه الحكم، حتى إذا تمت الإطاحة بكيم من الحكم، فإن الزمرة الحاكمة المحيطة به لن تستسلم وسوف تصنع قائمة أسماء مطولة لقتلهم. إن خوف الصين من حدوث أزمة لاجئين أو انتشار القوات الأمريكية على حدودها سيجعلها تدعم النظام الكوري الحالي بكل ما أوتيت من قوة.

هل السلام أفضل خيار للولايات المتحدة الأميركية؟
يمكن للولايات المتحدة غزو كوريا الشمالية للقضاء على ترسانتها العسكرية والنووية، ولكن عليها الأخذ في الاعتبار أن أي علامة لهجوم وشيك من أميركا أو تعبئة جيش كوريا الجنوبية أو الياباني أو إجلاء المواطنين الأميركيين من المنطقة، سيدفع كوريا الشمالية بالقيام بهجوم استباقي وقد تشترك معها الصين وروسيا.
“في واقع الأمر فإن الحرب تحت أي ظرف يجب أن يتجنبها جميع الأطراف”، “عند القيام بأي دراسة في هذا الصدد، ستصاب بالجنون.”، قال جون ديلوري، أستاذ مساعد في الدراسات الدولية في جامعة يونسي في كوريا الجنوبية.

كيف يمكن أن تنتقم كوريا الشمالية؟
إن رد الفعل الفوري لكوريا الشمالية سيكون إضرام نيران مدفعية ضخمة على مدينة “سول” والمناطق المحيطة، وسيتم تجهيز القوات العسكرية الكورية على طول الحدود والقوات البحرية أسرع من البرق، وتجهيز الصواريخ الباليستية بالأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية لاستهداف كوريا الجنوبية واليابان والقواعد الأميركية في المنطقة. تمتلك هذه الدول أنظمة دفاع ضد الأسلحة الباليستية ولكنها لا تضمن إسقاط جميع الأهداف. لقد بدأت اليابان تقديم النصائح لمواطنيها في حال تعرضهم لهجوم صاروخي في المنطقة، ومن جهة أخري، تقوم المؤسسات الأميركية بإنشاء خنادق حامية من الصواريخ. في حين يشوب الغموض موقف كوريا الشمالية، هل ستنجح في استهداف المدن الأميركية مثل دنفر وشيكاغو بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات؟ وهل سينجح النظام الدفاعي لأمريكا بإسقاط هذه الصواريخ؟. هذا ما يزيد القلق الأميركي.

ما هي الخسائر الاقتصادية إذا اندلعت الحرب؟
تحتوي كوريا الشمالية على قرابة 1.9 في المائة من اقتصاد العالم وهي موطن شركات عالمية كبيرة مثل شركة سامسونغ وهونداي موتور، خسائر فادحة في الأعمال التجارية ستقع من جراء اندلاع الحرب على شبه الجزيرة مما يؤثر على المنطقة والعالم بأسره، فضلا عن استخدام الأسلحة النووية الكورية ضد جيرانها، ستعاني أيضا الأسواق المالية العالمية من ضربة قاسمة على المدى القصير مع صراع في الأصول الآمنة مثل الذهب والدولار الأميركي والفرنك السويسري. أزمة بشرية واقتصادية لا يمكن الفرار منها ستحدث، وإعادة تشكيل الاقتصاد لشبة الجزيرة الكورية بعد هذا الصراع النووي المرير ستتطلب تعاون دولي كبير بقيادة الصين والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ويمكن أن يتخطي عقد من الزمن لإعادة بناء الاقتصاد مرة أخري. حسبما صرح راجيف بيسواس، كبير الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ما هي الخيارات المتبقية على الطاولة؟
يري الكثير من المحللين أن الوقت قد حان لبدء المحادثات لمنع كوريا الشمالية من تصنيع سلاح نووي حراري أو صواريخ أكثر تطورًا، الأمر يحتاج العناء لإغواء كوريا الشمالية للعودة إلي طاولة المفاوضات مرة أخري. يقترح لويس تقليل التدريبات العسكرية الأميركية التي تدور حول كوريا الشمالية وذلك كـ “طُعم” لها للعودة للمفاوضات. قال ديلوري، يكمن السؤال الآن في ما يمكن تقديمه للكوريين وهو ما يجب أن يثار أمام الجميع، الكونغرس الأميركي وجهًا لوجه أمام كوريا الشمالية، بدلاً من سيناريوهات الحرب التخيلية، إن الخيار الحقيقي هو الخيار الدبلوماسي والذي يُجدي نفعًا في مثل هذه الحالات ولكنه يتطلب الكثير من المحادثات.