Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر May 19, 2020
A A A
كيف تسلّح جسمك لهزيمة “كوفيد ــ 19″؟
الكاتب: ديلي ميل

يظهر “أسبوعيا تقريبا” حلا محتملا جديدا لعلاج “كوفيد ــ 19″، ثم يُرفض تماما من قبل العلماء، خاصة مع استمرار انتشار فيروس كورونا إلى حد كبير.
ويقول الخبراء إننا سنحتاج إلى تعلم كيفية التعايش معه – ومع الخطر الذي يمثله – تماما كما نفعل مع الإنفلونزا. وسيساعد غسل اليدين والنظافة والتباعد الاجتماعي، في التقليل من فرص الإصابة. ولكن هل هناك أي شيء آخر يمكننا القيام به؟.
بهذا الصدد، نشر موقع “ديلي ميل” تقريرا يجمع أفضل النصائح القائمة على الأدلة، للمساعدة في التغلب على الوباء.
ومن المعروف أن بعض الأمور، التي ليس لدينا سيطرة عليها، تزيد من فرص الإصابة بمضاعفات شديدة من “كوفيد ــ 19”. وتشير الدراسات إلى أن نصف حالات الإصابة تقريبا تتمركز في الفئة العمرية فوق 65 عاما. كما تزيد الحالات المزمنة الشائعة من خطر الإصابة بمرض شديد.

وهناك خطوات يمكن اتخاذها لمعالجة العديد من هذه المشاكل – والمساعدة في تحسين فرص الحماية من “كوفيد ــ 19″، مهما كان عمرنا. ويعد تناول الدواء مهم في السيطرة على العديد من الحالات المرضية. ولكن اختيارات أسلوب حياتنا، بما في ذلك النظام الغذائي وممارسة الرياضة، هي أيضا مفتاح الوقاية والعلاج.

– حافظ على التحكم بسكر الدم
يُعرف أن داء السكري النوع 2 يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وتلف الكلى – وكلها مرتبطة بمرض “كوفيد 19” الأكثر حدة.
ويقول طبيب القلب، البروفيسور كوسيك راي، في الكلية الملكية بلندن: “يعاني مرضى السكري من ضعف خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية على الأقل، بسبب الأضرار التي تلحق بالأوعية الدموية نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدورة الدموية. إن ارتفاع نسبة السكر في الدم يثبط أيضا جهاز المناعة، وقدرة الجسم على مكافحة المرض”.
وتشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى مليون بريطاني قد يعيشون مع مرض السكري النوع 2 غير المشخص. ويقول راي: “على الرغم من أن 45% من وفيات “كوفيد 19″ شملت أشخاصا يعانون من حالات موجودة مسبقا، إلا أن 55% لم يكن لديهم مشكلة صحية عالية المخاطر. وسيكون هناك، بلا شك، نسبة من هؤلاء الذين يعانون من مرض السكري أو أمراض القلب غير المشخصة”.
ويعتقد بعض الخبراء أن الضرر المجهري للأعضاء والأعصاب والأوعية الدموية، بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، قد يبدأ في وقت أبكر مما اعتُقد سابقا.
وهذا يعني أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري قد يعانون أيضا من الضرر. وإذا لم يُعالج السكري النوع 2، فإنه يتسبب في ظهور أعراض بما في ذلك العطش الشديد، والزيادة اللاحقة في الحاجة إلى التبول – خاصة في الليل – والإرهاق وعدم وضوح الرؤية.
وأظهرت الدراسات أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم، يمكن أن يؤخروا أو يمنعوا مرض السكري النوع 2 عن طريق فقدان الوزن وزيادة النشاط. وإذا كنت مصابا بداء السكري النوع 2، فهناك بعض الأدلة على أن النظام الغذائي وحده يمكن أن يتحكم في الحالة.

– تأكد من صحة قلبك
في وقت مبكر من انتشار جائحة كورونا، انتشرت مخاوف بشأن أدوية ضغط الدم التي يتناولها العديد من المرضى، والمعروفة باسم مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، واحتمال أن تؤدي إلى تفاقم “كوفيد 19″، أو تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة به.
وتتداخل الأدوية مع نشاط المواد الكيميائية في الجسم التي تتحكم في ضغط الدم. والنتيجة غير المؤذية لذلك هي زيادة البروتينات، التي تسمى مستقبلات ACE2، المتواجدة على سطح العديد من الخلايا في الجسم، وهي أيضا “المدخل” الذي يسمح لفيروس كورونا الجديد بغزو الخلايا.
وتساءل الخبراء، هل يمكن للعقار الذي عزز أعداد مستقبلات ACE2 أن يخلق المزيد من المداخل للفيروس؟. وخلصت 3 دراسات رئيسية نُشرت في بداية الشهر إلى أن الأمر لم يكن كذلك.
وفي الواقع، كان المرضى الذين يتناولون مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، أقل عرضة للوفاة بـ”كوفيد ــ 19″، من أولئك الذين لم يتعاطوا الأدوية.
وانتشر اقتراح بأن ارتفاع نسبة الكوليسترول يمكن أن يحمي من المرض – وبالتالي فإن العقاقير المخفضة للكوليسترول، التي يأخذها الملايين قد تكون ضارة. ولكن الدراسات وجدت أن العقاقير المخفضة للكوليسترول لها فائدة في البقاء.
تقول طبيبة القلب الدكتورة لورا كور: “نعلم أن الناس لا ينبغي أن يقلقوا، لأن هذه الأدوية ليست مدعاة للقلق، ولا يجب على المرضى التوقف عن تناول أدويتهم خلال هذه الأزمة”.
وكما هو الحال مع مرض السكري، تشير الأبحاث إلى أن أعدادا كبيرة من الناس يعانون من أمراض القلب والدورة الدموية دون معرفة ذلك.
لذا، يوصي الخبراء بشراء جهاز مراقبة ضغط الدم للاستخدام المنزلي، والذي يمكن شراؤه من الصيدليات وعبر الإنترنت.

– الإقلاع عن التدخين
أشار تقرير من مستشفى فرنسي في الشهر الماضي إلى أن المدخنين “أقل عرضة بكثير” للإصابة بمرض “كوفيد 19” الشديد.
ولكن، في الأسبوع الماضي، ألقى تحليل لـ 11590 حالة إصابة بفيروس كورونا في المستشفيات والمجتمع، مزيدا من الضوء على هذه المزاعم. ووجد الباحثون في جامعة كاليفورنيا أن خطر تطور المرض لدى المدخنين الحاليين أو السابقين الذين أصيبوا بالفيروس، كان ضعف تطوره لدى غير المدخنين، كما كانوا أكثر عرضة للموت.
ومن المعروف أن التدخين يزيد من خطر وشدة التهابات الرئة، بسبب تلف مجرى الهواء العلوي. ويعتقد الباحثون أن هذا هو السبب في ظهور حالات “كوفيد ــ 19” الأكثر حدة لدى المدخنين، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات ذلك. وارتبط استخدام السجائر الإلكترونية بمرض أسوأ.
ويمكن أن يكون الإقلاع عن التدخين أمرا صعبا للغاية – ولكن يمكن لطبيبك العام تقديم مجموعة من الدعم.

– انهض، اخرج وتحرك
لا يوجد دليل مباشر على أن اللياقة البدنية تقلل من خطورة “كوفيد ــ 19”. ولكن الدراسات تظهر أن التمارين لها تأثير عميق على تعزيز وظيفة الجهاز المناعي.
ووفقا للأستاذ سانجاي شارما، خبير القلب في مستشفى سانت جورج التابع لمستشفيات NHS Foundation ، لندن ، أظهرت الأبحاث أن التمارين المعتدلة – مثل المشي السريع – لمدة 20 إلى 30 دقيقة 3 أو 4 مرات في الأسبوع، تقلل من خطر العدوى الفيروسية. وأضاف: “أظهرت الدراسات العلمية أيضا أن التمارين المعتدلة المنتظمة قبل الإصابة بعدوى خطيرة محتملة، مثل الإنفلونزا، تحمي الناس من الموت بسببها”.
وثبت أيضا أن التمرين يحسن مستويات الكوليسترول في الدم وخفض ضغط الدم، وحرق الدهون الحشوية وخفض مستويات السكر في الدم.
ووجد أحد الأبحاث الحديثة أن كل 30 دقيقة إضافية من التمارين التي يمارسها الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 71 و90 عاما، ارتبطت بنسبة 17% بالحد من احتمالات الوفاة على مدى 6 سنوات.

– التعامل مع السمنة والحفاظ على الوزن الصحي
ربطت أدلة متزايدة السمنة بنتائج “كوفيد 19” الأسوأ، حتى لدى المرضى الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما.
ويمكن أن تكون السمنة عامل خطر في حد ذاتها، حيث أن الوزن الزائد قد يعوق التنفس. وقد تؤدي الدهون الزائدة أيضا إلى مستويات أعلى من المواد الكيميائية الالتهابية في الجسم، التي تضعف وظائف الجهاز المناعي.

وينصح خبراء الصحة بضرورة اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن. وتشير العديد من الدراسات إلى أن النظام الغذائي المتوسطي – الذي يحتوي على نسبة عالية من الخضار والبقول والحبوب الكاملة والمكسرات والأسماك وزيت الزيتون – هو الأكثر فائدة من حيث صحة القلب، مع ضرورة توخي الحذر عند استبعاد مجموعات غذائية كاملة، لأن ذلك يمكن أن يخاطر بنقص التغذية.