Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر December 23, 2021
A A A
كيف تخبرون أطفالكم بحقيقة “سانتا كلوز”؟
الكاتب: النهار

في كلّ عام من شهر كانون الأول، تبدأ التحضيرات للاحتفال السنويّ، وتُخيّم أجواء الفرح على الأفراد، وينتظر الأطفال كما الكبار الشخصيّة المحبّبة إلى قلوبهم؛ الرجل الذي يزورهم سرّاً في ساعات الليل المتأخّرة، فيقرأ رسائلهم، ويضع لهم الهدايا في مكان ما…

لكن الأهل -في هذه الفترة- يقعون في فخّ الأكاذيب بشأن هذه الشخصية، التي رسمت في أذهان أطفالهم كالقديس نيقولاس أو ما يُعرف بـ”سانتا كلوز”، أي “بابا نويل”.

انطلاقاً من أجواء العيد، أوضحت الاختصاصيّة في علم النفس، يارا بصيبص، كيفيّة الإجابة عن تساؤلات أطفالنا حول هذه الشخصيّة الخياليّة.

ماذا يقول علم النفس بخصوص حقيقة بابا نويل للأولاد؟
بيّنت الدراسات العديدة في علم النفس أن “قول الحقيقه للأطفال” أساسيّ لنموّهم النفسيّ والعاطفيّ المتوازن، استناداَ إلى الطبيبة النفسيّة الفرنسية، والاختصاصيّة في تربية اﻷطفال فرانسواز دولتو.

كذلك، دعت المربّية الإيطالية ماريا مونتيسوري الأهل إلى مرافقه أولادهم اكتساباً للثّقة بالنّفس والاستقلاليّة، وذلك ببناء رابط متين بين الطّفل وأهله.

كيف تستطيع التفسير للطفل شخصيّة بابا نويل من دون نزع ثقته بأهله؟

مع اقتراب عيد الميلاد، يُمكننا التكلّم مع الأطفال عن بابا نويل من دون “لفّ ودوران”، أي الكذب في هذا السياق. وقبل عمر الرابعة أو الخامسة تقريباً، لا يُفرّق الطّفل بين ما هو حقيقيّ وما هو خياليّ. في هذا العمر، يكون لدى الطفل ثقة غير محدودة بأهله. ومن هذا المنطلق، يجب أن يكون الأهل جديرين بهذه الثقة.

لذلك، يُفضّل الحديث معهم عن قصّة بابا نويل عن طريق قراءتها وتخيّلها معاً. وإذا سأل الطّفل بوضوح عن هُويّة وحقيقة هذا الرّجل المتخيّل، فلا يجب الرّد بـ”نعم، بابا نويل موجود” أو بـ”لا، بابا نويل غير موجود”.

إذاً، ما هو الرّد السليم للطفل إذا طرح السؤال؟
برأي بصيبص، يتمثّل الرّد السليم عن سؤال الطفل بالإجابة الآتية: “اِسألِ الطّفل عن رأيه”.

وبمعنى آخر، يترك الأهل مساحةً للطّفل من أجل التّعبير عن ذاته، وعن منطقه وحكمه الخاصّ على الموضوع.

إلى جانب ذلك، يفضّل عدم الدخول في الابتزاز العاطفي، من خلال الابتعاد عن العبارات الآتية: “إذا حافظت على هدوئك ستحصل على هدايا”. ويُمكن مناقشة قصّة بابا نويل وبلده ومنزله، أي تفاصيل هذه الشخصية مع الطفل.

وبالتالي، تكون ثمة فرصة للحديث عن الفصول الأربعة، والشّفق القطبيّ، وما يترتب على هذه المواضيع من تمضية وقت معاً للضحك وتزيين الشّجرة والقيام بأنشطة عيد الميلاد، والغناء سويّاً. وعليه، لا نسلب العائلة سحرَ الميلاد، ولكنّنا لا نؤكّد وجود بابا نويل ونكذب بشأنه، نظراً لأنّ الكذب على الطفل يُفقده ثقته بوالديه. ويبقى قول الحقيقة مهمّ لتكوين الثقة وتقوية الرابط بين الأهل والأطفال، مع ترك مساحه للخيال ضمن حدود الضّرورة.

وبناءً على هذه المعلومات، يكمن أساس العيد في تعليم الأولاد قيم المشاركة والعطاء والحبّ، بما في ذلك الصّدق وعدم الكذب، ويبدأ ذلك باعتناق الأهل هذه القيم لأنهم قدوة أطفالهم.