Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر April 16, 2020
A A A
كيف أعادت «كورونا» الحياة للأرض ؟
الكاتب: فيستي. رو+ اللواء

لاحظ علماء البيئة منذ اليوم الاول لانتشار فيروس كورونا، الانعكاسات الايجابية الكبيرة التي خلفها على الطبيعة التي تتنفس الصعداء حاليا في ظل توقف النشاط الاقتصادي في العالم. لكن في المستقبل قد يؤدي الى تدهور الأوضاع البيئية على الكرة الأرضية.

ويشير خبراء البيئة، إلى أن سكان ولاية بنجاب الهندية، تمكنوا أخيرا من رؤية جبال هيمالايا التي يغطيها عادة ضباب دخاني. كما أصبح الهواء “نقيا” حتى في دلهي الملوثة دائما. بحسب وصف السكان.
وإذا كانت كمية الدقائق العالقة في الهواء 150-200 وحدة، في اليوم الجيد، فإن مستوى هذا المؤشر حاليا هو بضعة عشرات. وهذا يعني أنه لتنظيف الهواء الجوي ، يكفي وقف حركة وسائط النقل وعمل بعض المصانع.

ويذكر أن التدابير الصارمة لمكافحة فيروس كورونا بدأت في نهاية شهر آذار الماضي، وخلال يومين فقط انخفضت إلى النصف كمية الدقائق العالقة وأكاسيد النتروجين في الهواء، في حين انخفضت نسبة أول أكسيد الكربون بمقدار الثلث.

ومن جانب آخر بدأت الحيوانات البرية تظهر في مناطق وجود البشر، فمثلا ظهرت بالقرب من سواحل فرنسا على البحر الأبيض المتوسط أسماك السردين الكبيرة (حوت السردين) Fin whale، التي نادرا ما تظهر في هذه الأماكن. وفي شمال -شرق الولايات المتحدة تجوب أسود الجبال الشوارع دون خوف، وتشعر الثعالب بالأمان. وأما في بريطانيا فقد استولت الغزلان على المدن الخاوية.

ومع أن هذه الحالة لا تلاحظ في موسكو، إلا أنه نتيجة للعزل الذاتي الشامل، فقد أصبح الهواء أنظف حيث انخفضت نسبة الأوزون وأول أكسيد الكربون بمقدار 30-40%. ويتضح من كل هذا أن الوباء يمكنه حتى التأثير في التغيرات المناخية. والمقصود هنا انخفاض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

فالبلدان الأكثر تضررا هي الدول الرائدة من حيث الإنتاج الصناعي-الاتحاد الأوروبي، الصين، الولايات المتحدة، إضافة إلى أن الكثافة السكانية في هذه المناطق عالية. وهنا توقفت المصانع عن العمل وانخفضت حركة مختلف وسائط النقل بما فيها الرحلات الجوية حاليا.

ووفقا للخبراء، كان حجم ثاني أكسيد الكربون المنبعث إلى الغلاف الجوي في تزايد مستمر منذ نهاية عام 2018. ولكنه حاليا بسبب فيروس كورونا وأزمة الوقود، سينخفض تقريبا بنسبة 4% أو 1.6 مليار طن. وهذا الانخفاض لم يلاحظ سابقا، حتى في سنوات الحرب العالمية الثانية، وخلال انتشار وباء إنفلونزا الخنازير عام 2009 انخفض بمقدار 400 مليون طن فقط.

ومع أن هذا يدعونا إلى التفاؤل، إلا أن خبراء المناخ ليسوا متفائلين، ويقول فلاديمير سيميونوف، نائب رئيس معهد فيزياء الغلاف الجوي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، “هذا التأثير على خلفية الزيادة التي نلاحظها في السنوات الأخيرة، سيكون ضئيلا جدا. فإذا كان ينمو حاليا بمقدار 2-3 وحدات ويعادل 410-420 جزئ في المليون، فيعني أن أكبر انخفاض سيكون 0.1-0.2 وحدة. وهذا عمليا لن تلاحظه الطبيعة”.

ومستقبلا وفقا لبعض التوقعات، سيسبب الوباء تدهور الأوضاع البيئية. فقد تسبب الوباء حاليا بخسائر مادية هائلة. ويعتقد العلماء، أنه عندما ينتهي وباء فيروس كورونا، تكون المهمة الأولوية لجميع البلدان هي الانتعاش الاقتصادي والرعاية الصحية والأمن. أما الطبيعة والمناخ اللذان كانا موضع اهتمام مركز قبل الوباء فسوف يتراجعان إلى المرتبة الثانية.