Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر November 13, 2018
A A A
بين الحرب العالمية الأولى وعمليات التجميل!
الكاتب: الشرق الأوسط

خلّفت الحرب العالمية الأولى عدداً من الضحايا من العسكريين والمدنيين كان الأكبر في التاريخ، إذ بلغ نحو 38 مليون شخص موزّعين بين قتلى وجرحى ومفقودين.
ودفع ذلك الجراحين العسكريين في ذلك الوقت إلى تطوير تقنيات جراحية جديدة أسفرت بالفعل عن المزيد من الناجين من الإصابات الخطيرة، حيث تمت معالجة 1.6 مليون جندي بريطاني في السنتين الأخيرتين من الحرب، وفقاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
وحسب الصحيفة، فإن 16 في المائة من الإصابات التي تمت معالجتها كانت إصابات في الوجه، وأكثر من ثلثها صُنفت على أنها «إصابات شديدة».
وقبل ذلك، لم يتطرق الأطباء والجراحون إلى علاج الناجين الذين كانوا يعانون من إصابات وتشوهات في الوجه، ولطالما عانى هؤلاء المصابون من صعوبات في الرؤية أو التنفس أو تناول الطعام والشراب.
ويعود الفضل في ظهور جراحات التجميل للمرة الأولى إلى الطبيب هارولد غيليس، وهو جراح شاب نيوزلندي الجنسية صمم على إيجاد حل لعلاج الإصابات والتشوهات الناتجة عن الحرب، وأدرك أن هناك حاجة ماسّة لعمل متخصص في هذا المجال.
وقد لاقت مساعي غيليس ترحيباً واسعاً من القيادة الطبية العسكرية التي كانت تدرك فائدة إنشاء مراكز متخصصة للتعامل مع إصابات وجروح محددة، مثل الإصابات المرتبطة بالأعصاب والعظام أو التعرض للغاز.
وبحلول (كانون الثاني) 1916، أنشأ غيليس أول وحدة للجراحة التجميلية في بريطانيا في مستشفى كامبريدج العسكري في مدينة ألدرشوت، وقام بعد ذلك بجولة في مستشفيات فرنسا للبحث عن المرضى المناسبين لإرسالهم إلى وحدته.
بالإضافة إلى ذلك، تزامن افتتاح الوحدة مع معركة السوم التي وقعت في (تموز) عام 1916، ونتيجة لذلك تم إرسال أكثر من 2000 مريض مصاب بإصابات خطيرة في الوجه إلى الوحدة لإجراء جراحات تجميلية لهم.
أما عن أهم التقنيات الرئيسية التي طوّرها غيليس فقد كانت تقنية ترقيع الجلد، حيث قام بإصلاح الجزء الفاسد من جلد المصاب من خلال ترقيعه بخلايا صحيحة من مناطق أخرى بالجسم.
وقد كان الجندي البريطاني والتر يو، هو أول من خضع لعملية ترقيع ناجحة على يد غيليس، وذلك بعد أن عانى يو من إصابات خطيرة في الوجه خلال معركة يوتلاند عام 1916، تسببت في فقدانه جفنيه العلوي والسفلي.
وقد لعب غيليس أيضاً دوراً كبيراً في تصميم وحدة متخصصة للعمليات التجميلية بمستشفى «كوين ماري»، ومن ثم فقد أُطلق على غيليس منذ ذلك الوقت لقب «أبو عمليات التجميل» أو (the father of plastic surgery).