Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر September 13, 2016
A A A
كوريا الشمالية صينياً وعربياً
الكاتب: علي بردى - النهار

لم تمنع القرارات الخمسة التي أصدرها مجلس الأمن منذ عام 2006 في لجم اندفاع كوريا الشمالية الى إجراء تجارب نووية وصاروخية. ما كان زعيمها كيم جونغ – أون ليواصل ضرب القوانين والمواثيق الدولية لولا شعوره بالطمأنينة الى ثبات تحالفه مع الصين. أما العرب الذين نسج بعضهم علاقات صداقة مع النظام الشيوعي المارق، فعلى جاري عادتهم: كأن شيئاً لم يكن.

تعكس التجربة النووية الأخيرة التي أجرتها بيونغ يانغ، وهي الخامسة والأكبر منذ عشر سنين والثانية هذه السنة، عدم اكتراث بالقرارات الدولية الخمسة، وآخرها الرقم 2270، على رغم أنها صدرت بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. تسعى بيونغ يانغ أيضاً الى تطوير قدراتها الأخرى من خلال تجارب عدة ومختلفة للصواريخ الباليستية العابرة. تعلن أنها تريد اتقان انتاج رؤوس حربية نووية يمكن وضعها على هذه الصواريخ. بالإضافة الى انتهاك معاهدة حظر الانتشار النووي وغيرها من الاتفاقات الدولية المتعلقة بالأسلحة، يثير الأمر مخاوف جديّة ليس فقط لدى دول المنطقة ومنها كوريا الجنوبية واليابان، بل أيضاً لدى الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية وغير الأوروبية.

بخلاف مواقفها المترددة في فرض عقوبات على كوريا الشمالية، وطريقة تصويتها على القرارات 1718 و1874 و2087 و2094، وافقت بيجينغ قبل أشهر على القرار 2270 الذي يفرض عقوبات واسعة لا سابق لها على حليفها في بيونغ يانغ. غير أن كل المؤشرات كانت تظهر استمرار حركة العبور الناشطة على الحدود بين الجارين. بل أن الصين اتخذت موقفاً ليناً نسبياً من التجربة النووية الأخيرة على رغم موافقتها على البيان الأولي الذي أصدره مجلس الأمن، ولوّح بإجراءات مناسبة بموجب المادة 41 من الفصل السابع. تخشى بيجينغ أنظمة عقوبات يمكن أن تؤدي الى انهيار النظام الشيوعي في كوريا الشمالية، وما يعنيه ذلك من اقتراب نفوذ الولايات المتحدة، عبر حليفتها كوريا الجنوبية، نحو حدودها.

هذه ليست مشكلة العرب. سكتوا عن التجربة النووية الأخيرة كما عن تجاربها السابقة لأسباب معروفة. أدت التحولات الكبرى في العالم العربي الى كشف حقائق مثيرة عن العلاقات التي أقامتها دول عربية عدة مع كوريا الشمالية. لا يعرف أحد الأثمان التي دُفعت لشراء أنظمة صواريخ “سكود” من بيونغ يانغ. طمع الرئيس السوري بشار الأسد ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد بالخبرات التي راكمها كيم الأول وكيم الثاني وكيم الثالث في المجالين النووي والصاروخي. دمرت اسرائيل مفاعلاً كان قيد الإنشاء في دير الزور. أما الصواريخ والقنابل، فنتائجها ماثلة للعيان. كذلك اشترى صدام حسين ومعمر القذافي وعلي عبد الله صالح وغيرهم ممن لا يزالون في الحكم ترسانات، بعضها كوري شمالي. أين استهلكت؟

حصل الزعماء الكوريون الشماليون على مال العرب مقابل أسلحة لم تنفجر إلا بين العرب.