Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر November 8, 2020
A A A
«كورونا» تطال صفوف التلاميذ: فهل نعود إلى نقطة الصفر؟
الكاتب: غنوة عطية - الديار

«مين بيضمن ما ينصاب إبني؟»، هذه صرخة بعض الأهالي لشدّة قلقهم بمتابعة أولادهم التعليم الحضوري. فشدّ الحبال لا يزال قائماً بين الأهالي الرافضين إرسال أولادهم إلى الصف وبين المدارس التّي تفرض ذلك بجانب التعليم عن بُعد، تطبيقاً لقرار وزارة التربية. أمّا البعض الآخر من الأهالي، فيفضلون إلتحاق أولادهم بالتعليم الحضوري كونهم يعتبرون أنّ التعلّم هو من حق أولادهم.

فبين موجة الرفض والإقبال، يبقى قرار وزارة التربية واحد حتّى الساعة : تعليم مُدمج يجمع التعليم عن بُعد والتعليم الحضوري. إلاّ أنّ طالت كورونا صفوف التلاميذ وسُجلت إصابات في عدّة مدارس. فما هي الإجراءات التّي تتخذها وزارة التربية إذا إلتقط أحد التلاميذ العدوى؟ وماذا عن دور وزارة الصحة؟

تقول مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية هيلدا الخوري لـ«الدّيار»: «إذا تبيّن أن أحد التلاميذ إلتقط العدوى تُبلّغ لجنة غرفة العمليات في وزارة التربية ومركز الترصد الوبائي في وزارة الصحة. ويتمّ تقييم الحالة من خلال التدقيق بعدد المخالطين المباشرين مع التلميذ المصاب بكورونا، كما التدقيق بالمقربين منه ليس فقط داخل المؤسسة التعليميّة، بما أنّ إحتمال وارد أن يكون هذا التلميذ إجتمع مع رفاقه بعد دوام المدرسة».

وتتابع الخوري مشيرةً إلى أنّ «وفقاً لهذه المعطيات، ومع أخذ بعين الإعتبار عدّة عوامل أخرى، يبدي رأيه مركز الترصد الوبائي. وبعدها ترفع لجنة غرفة العمليات توصية للمدير العام الذّي بدوره يرفعها للوزير ويُتّخذ القرار. هذا القرار يكون إمّا حجر المخالطين فقط، إمّا حجر الصفّ لمدة 14 يوم، إمّا حجر المدرسة مع الإستمرار بالتعليم عن بُعد، ليتمّ تقييم حالة المدرسة في آخر الأسبوع».

وأشارت الخوري إلى أنّ إذا تبلغت الوزارة تسجيل حالة كورونا في صفوف التلاميذ خلال ساعات اللّيل، تُغلق المدرسة أبوابها في اليوم التّالي، لكي تتمكن الوزارة من رصد المخالطين وتقييم وضع المدرسة. وفقاً للمعطيات، إمّا يستمر الإقفال، وإمّا تفتح المدرسة ويُتّخذ الإجراء اللازم. وبالنسبة لأي تلميذ مريض أو لديه وضع إستثنائي، يُعفى من متابعة التعليم الحضوري.

لا فحص مجاني… إلاّ في حال ظهور عوارض

تقول رئيسة برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة د.ندى غصن للدّيار، أنّ «تؤمن وزارة الصحة فحوصات الـ«PCR» مجاناً للتلاميذ الذّين تظهر عليهم عوارض فقط وليس للتلاميذ المخالطين. كونها تعتبر الوزارة أنه إذا إتّخذ كل من الأساتذة والتلاميذ الوقاية اللازمة من وضع الأقنعة والمحافظة على التباعد الإجتماعي، سيُصعب نقل العدوى بالصّف وبالتالي لا حاجة لإجراء الفحوصات لجميع المخالطين».

أمّا عن كيفية تأمينه، تشير د.غصن أنّ ترسل المدرسة لائحة بأسماء التلاميذ الذّين تظهر عليهم العوارض إلى وزارة التربيـة، التّي بدورهـا تـرسلـها إلى وزارة الصحـة لكي تؤمن للتلاميذ الفحوصات المجانيّة في مختلـف المستـشفـيات الحكوميّة وفقـاً لسـكن كل تـلميذ.

وبالنسبة إلى التدابير التّي توصي بها وزارة الصّحة المدراس فتضيف د.غصن أنه يجب الإلتزام أولاً بكافة الإجراءات الوقائيّة من تباعد إجتماعي بين التلاميذ وإرتداء أقنعة الوجه طوال الوقت. ثانياً، إذا كان التلميذ مريض فلا يجب أن يذهب إلى المدرسة. وثالثاً، إذا شعر أي تلميذ بأي عارض خلال ساعات الصفّ، يجب إرساله إلى البيت وإجراء تقييم فوري للصف.

تطبيق جديد سيعلنكم عن حالات كورونا!

تشير خوري إلى أنّ «وزارة التربية تعمل بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني على تطبيق إلكتروني سيكون متاح أمام الجميع إبتداءاً من الأسبوع المقبل. هذا التطبيق سيعلن لحظة بلحظة، عن حالات الإصابات في مختلف المدارس: من تلاميذ، هيئة إدارية وتعليميّة. وسيصدر الوزير تعميم يلزم به المدارس الخاصة الإبلاغ عن أي حالة تُسّجل في صفوفها».

إنّ الإجراءات الوقائيّة التّي تتبعها المدارس والتقييم الفوري للحالات، لن تمنع تسجيل إصابات إضافيّة في صفوف التلاميذ والمعلمين. ومع إرتفاع أعداد إصابات كورونا ليصل إلى 1800 حالة أو أكثر يومياً، وتضاؤل أعداد أسرّة العناية الفائقة بالمستشفيات، ربّما نحن أمام الحاجة لإقفال البلد بأكمله وليس فقط المدارس. فإذا إحتاج أحد من ذويكم لسرير في العناية الفائقة وتعجزون عن تأمينه له، حينها ستستغنوا عن العلم لأنّ «الصحة ما بتتعوّض».